هو أول من حدث رفاقه الضباط الاحرار ومنحهم الفرصة لتغيير وجه التاريخ عندما طالبهم بالعودة إلي ثكناتهم وتسليم السلطة لمدنيين وممارسة دورهم الطبيعي في حماية حدود الوطن ذلك الشاب «الثائر» الجميل والذي عمل في سلاح الاشارة في صعيد مصر والتحق بكتيبة بنادق المشاة بالاسكندرية حتي التقي بجمال عبد الناصر عام 1939 في منقباد وشارك في الدفاع عن فلسطين عام 1948، خالد محيي الدين الذي ستجد نفسك أمام جيل بأكمله اطلق عليه اسمه حبا في شخصه النبيل وادائه السياسي الراقي، هو ذلك الرجل «الملهم» للكثيرين حتي الآن وكلما سمع أحد «العقلاء» اسمه ابتسم واستغرق في ذكريات «نضال ومغامرة وحق»، هو اليساري «الحق» والثائر الحق، صاحب الطبيعة المتسامحة ورغم الهجوم عليه بعض الفترات فإنه أكد في كتابه «الآن اتكلم» انهم قدموا له اعتذارات فيما بعد، قال إن المسلم من حقه أن يتبني في نضاله السياسي أي قضية يراها. خالد محيي الدين الصاغ الأحمر كما وصفه جمال عبد الناصر في اشارة منه إلي توجهات «محيي الدين» الماركسية، والوحيد الذي جاءته شجاعة أن يدعو رفاقه من الضباط الأحرار في مارس 1954 إلي العودة إلي ثكناتهم العسكرية لافساح المجال لارساء قواعد حكم ديمقراطي وهو ما أدي لخلاف اشتعل علي اثره في تنظيم الضباط الاحرار وسافر إلي سويسرا حتي هدأت الأمور وعاد ليرشح نفسه في انتخابات مجلس الأمة عن دائرة كفر شكر عام 1957 ثم أسس أول جريدة مسائية في العصر الجمهوري وهي جريدة المساء وشغل منصب أول رئيس للجنة الخاصة التي شكلها مجلس الأمة في مطلع الستينيات لحل مشاكل أهل النوبة أثناء التهجير، حصل «محيي الدين» علي جائزة لينين للسلام عام 1970 وأسس حزب التجمع التقدمي الوحدوي في 10 ابريل 1976، ولد خالد محيي الدين في كفر شكر بمحافظة القليوبية عام 1922 وتخرج الكلية الحربية عام 1940 وفي 1944 أصبح أحد الضباط الذين عرفوا باسم تنظيم «الضباط الأحرار» والذين انقلبوا فيما بعد علي الحكم الملكي لفاروق سنة 1952.