أصعب شيء أن تواجه شابة المجتمع، وهي موصومة بالعار من قبل الأهل والأقارب وحتي الكنيسة رغم احتضانها للمطلقة تعاني هذه الضعيفة من نظرات قاتلة وأحكام مسبقة علي سلوكها وأخلاقها هذا ما تؤكده سماح ماهر 34 عاما مدرسة دراسات بمدرسة التوفيق. أنا مطلقة منذ عشر سنوات تقريبا وعندي بنتان استحالت العشرة بيني وبين زوجي أو طليقي فلقد كان يهينني ويشك في ويثور لأتفه الأسباب وأحيانا يضربني ولأنه من ملة مختلفة تم الطلاق بسهولة، والآن وبعد كل هذه المعاناة يعاقبني المجتمع فأبواي ينبذاني نعم أنا منبوذة ولا أعلم ما ذنبي حتي في حالة الزواج مرة أخري سيكون زواجا مدنيا لأن الكنيسة ترفض إعطاء تصريح زواج إلا في حالات قصوي وحتي من يتقدم للزواج مني دائما يكون مطلقا مثلي وكلما سألته عن أسباب الطلاق يكون الرد واحدا لأنها سيئة السلوك كيف لي أن آمن علي نفسي مع رجل يتهم أم أولاده بالخيانة ولذا فالبقاء دون زواج أفضل. أما ميرفت 23 عاما وهي موظفة في شركة ملابس عالمية: أسلم زوجي وقام بتغيير ديانته دون علمي وفجأة وأنا غضبانة عند والدي وصلتني ورقة طلاقي وعندي منه ولد وأنا أنتظر أن تبت محكمة الكنيسة في أمري منذ عامين تقريبا وكلما فتحت الموضوع مع والدي ورغم أنه علي يقين أنه لا ذنب لي فيما حدث يجيبني أنت فاشلة والسؤال ماذا كان مطلوبا مني هل أمنعه عن تغيير دينه بالقوة وما سبب هذه النظرة للمطلقة فكل شيء نصيب. ويتحدث الأب بطرس دانيال راهب فرنسيسكاني ومدير مركز كاثوليكي.. لا يوجد ما يسمي طلاقا في المذهب الكاثوليكي ولكن هناك انفصال جسماني ولكن مبدأ الزواج الثاني مرفوض فلا طلاق وبالتالي لا زواج ولكن الكنيسة تحتضن المطلق أو المطلقة فالسيد المسيح له المجد لا يرفض الخطاة فهو الراعي الصالح فقط، يتقدم المطلق للتوبة والاعتراف ونحن نقدم دورات للشباب المقبلين علي الزواج حتي لا تتكرر هذه المآسي!. وتؤكد دكتورة ماجدة عدلي رئيس مركز النديم للتأهيل النفسي والإرشاد.. لا يمكن تكبيل المرأة بمثل هذه القيود ويجب أن نفهم أن الله هو العدل ولا يقبل بالظلم أبدا فإنه رمز العدل والرحمة فكيف نطلب من امرأة أن تحيا في تعاسة وإهدار كرامة وأحيانا اغتصاب وتجويع وضرب مبرح، فهل هذا مطلب الأديان، علي العكس الدين يقوم علي القيم الأخلاقية وليس التدين الشكلي الذي نشاهده ومن حق المرأة التي تجد نفسها في مثل هذه الظروف أن تنهي الزواج دون التوقف أمام هذه النظرة المتخلفة للمطلقة.