باب الحلم، عرض فني جميل رأينا خلاله تطور السينما المصرية عبر تاريخها الطويل من خلال مبدعيها في كل المجالات، ورأينا أيضا بالصوت والصورة والشعر والحركة والموسيقي تتابع أجيال العاملين في السينما المصرية وكيف أثروا فيها ليصبحوا جزءًا مهمًا من كنوز مصر الفنية وتراثها الثقافي، عرض أبدعته كتيبة من صناع الفن بقيادة المخرج محمد مرسي إبراهيم، أتحدث هنا عن هذه الأيام من العام الماضي (نهاية شهر مايو 2022)، وحفل ختام المهرجان القومي للسينما المصرية في دورته الرابعة والعشرين التي أقيمت بدار الأوبرا المصرية، والمهرجان القومي للسينما هو المهرجان الذي تقيمه الدولة للأفلام المصرية التي تنتج سنويا، ويقيمه صندوق التنمية الثقافية التابع لوزارة الثقافة المصرية بهدف دعم وتنمية وتطوير السينما المصرية وكل العاملين بها والكشف عن المبدعين الجدد في الأفلام الروائية الطويلة والقصيرة، والأفلام التسجيلية، وأيضًا، تكريم المستحقين، وفي هذه الدورة كرم المهرجان أربعة من المبدعين في تاريخ هذه السينما وهم الفنان عبد العزيز مخيون، والفنانة رجاء حسين (التي رحلت بعدها بفترة قصيرة )، والمونتيرة الكبيرة رحمة منتصر، واسم المخرج الكبير كامل التلمساني، وفي هذا الحفل الختامي، سلمت الدكتورة ايناس عبد الدايم وزيرة الثقافة آنذاك، والناقد كمال رمزي رئيس المهرجان، والدكتور فتحي عبد الوهاب رئيس صندوق التنمية الثقافية الجوائز للفائزين في مسابقة الأفلام الطويلة التي اختارتها لجنة تحكيم برئاسة المخرجة إيناس الدغيدي،. وأيضًا جوائز الأفلام التسجيلية والقصيرة التي اختارتها لجنة تحكيم برئاسة مدير التصوير السينمائي سعيد شيمي، وفي تقديمه لجوائز الأفضل في مسيرة السينما المصرية قال الناقد كمال رمزي رئيس المهرجان (كل عام يتجدد اللقاء لنحكي طموحات وانجازات ومساعي المهرجان نحو الارتقاء بقضايا السينما المصرية التي تفاجئنا كل يوم بأسماء إبداعية واعدة كالأبطال الفائزين بجوائز هذه الدورة الذين نتمني لهم مواصلة الإبداع والتميز، فقد قدموا أفلامًا جديرة بالاحترام والتقدير، كما ان المهرجان القومي للسينما يمثل بيتا للفن والإبداع، وأحد أهم المهرجانات التي ما زالت تدعم الحركة الفنية)،،والسؤال الآن هو وماذا بعد هذا، وهل هناك نية لإلغاء هذا المهرجان؟ السينما ودور العرض ما يخيف هو أننا تجاوزنا موعد انعقاد المهرجان ولم يسمع أحد، أو يقرأ عنه أي خبر، خاصة أنه في هذا العام يصل تاريخه إلى ربع قرن، فما الذي يحدث في كواليس وزارة الثقافة المصرية، صحيح أن فريق القيادة بالوزارة تغير، وجاءت الدكتورة نيڤين الكيلاني كوزيرة للثقافة، كما تسلم الدكتور هاني أبو الحسن رئاسة صندوق التنمية الثقافية، لكن ما زال الدكتور خالد عبد الجليل هو مسئول السينما في الوزارة والذي عاصر المهرجان لسنوات غير قليلة، فهل هناك رغبة في إلغاء المهرجان القومي للسينما؟، وإذا لم تكن هناك فلماذا كل هذا التأخير والصمت؟ أعرف أن قضايا ومشاكل وزارة الثقافة عديدة، ومنذ أيام قليلة ناقشت لجنة الثقافة والاعلام بمجلس النواب طلب احاطة من النائبة مني عمر بشأن سوء حالة دور العرض السينمائي التابعة لوزارة الثقافة، وغلق بعض الدور الأخرى في مدينة دمنهور، وإهمال الوزارة صيانة سينمات (ميامي) و(روكسي) على مدار خمس سنوات، وأشياء أخرى عن دور العرض التابعة للوزارة قدمها تقرير في صحيفة يومية، ومع ذلك، فإننا نعرف جميعًا ان ما نمتلكه من مناسبات وأحداث سنوية لدعم ثقافة السينما، وما نمتلكه من دور عرض أو منافذ ثقافية محتاج للحفاظ عليه ودعمه، بل وزيادته، فبدون إعلاء شأن ثقافتنا والحفاظ عليها واستعادتها نخسر الكثير. وأوله الارتقاء بالإنسان وذوقه ودعم محبته للحياة.