اعتاد العالم احياء اسبوع الآلام من كل عام.. والسير فى طريق الآلام بالبلدة القديمة القدس.. وفى كل ذلك أحد الشعانين، والجمعة الحزينة.. وسبت النور.. وانتهاءًا بعيد قيامة السيد المسيح عليه السلام.. وصعوده إلى السماء عند الخالق العظيم بعد أن صلبه اليهود الرافضون نبوته ورسالته كرسول من عند الله، وكمجدد لتعاليم الدين والإيمان بالله الواحد الأحد، الذى لا شريك له، وأذاقوه صنوف التعذيب الوحشية، وهو غارق فى دمائه النازفة، وأرغموه على السير وهو يحمل الصليب فى درب الآلام، وبعد ثلاثة أيام رمن موته قام المسيح عليه السلام، وصعد إلى السماء بمشيئة الرحمن، وكان ذلك إيذانا بالخلاص من بطش وهمجية أعداء الله جل جلاله وحكمته وإرادته، وقهرهم وتجلى سيد السلام والمحبة والتسامح عيسى بن مريم عليه السلام فى ميلاده، وفى تعميم ونشر رسالته فى أرجاء الدنيا.. قام رسول السلام وانتصر على أعداء الحياة، قتلة الأنبياء والرسل، وصناع الفتن والحروب والدمار، وانتصرت دعوته وديانته، وسادت الأرض، ومازالت تشع نوراً فى أرجاء المعمورة بين بنى الانسان، وهم أنفسهم الذين صنعوا اسبوع الآلام.. وطريق الآلام للسيد المسيح عيسى عليه السلام منذ ما يقرب من ألفى عام.. وهم أنفسهم الذين صنعوا اسبوع الآلام للشعب الفلسطينى.. الذى طال ليكمل «75» عامًا من اللجوء والشتات والقتل والتهجير والحرق.. بحيث أصبح معه طريق الآلام الفلسطينى يشمل كل أرجاء المعمورة من لجوء إلى لجوء.. ومن شتات إلى شتات.. وقتل ومازالوا.. يقتلون المحبة والسلام على أرض المحبة والسلام.. ويدنسون المقدسات.. بحثا عن أساطير.. ومزاعم سطروها فى أذهانهم وفى أذهان من يسيرون فى دربهم.. تحت عنوان الرواية الصهيونية.. ولكنهم سيفشلون.. أمام صلابة وشجاعة وتضحيات الشعب الفلسطينى الفدائى الأول، ومآلهم الرحيل والاضمحلال.. والزوال كما باؤوا بالفشل والهزيمة أمام السيد المسيح عليه السلام.. ولم يتمكنوا من حجب نوره رغم مؤامراتهم.. وشرهم الذى طال كل شىء.. .. وأيضا أسبوع الآلام العربى.. الذى خرج من رحم صهيونية.. الفوضى الخلاقة.. ويتجسد ذلك الاسبوع.. ليتجاوز عقد من الزمان فى سورية وليبيا.. وفى الطريق اليمن الذى لم تكتمل المساعى لوقفه الذى أكمل ثمانى سنوات.. فاذا السودان يرفض أن يكون خارج اسبوع الآلام العربى فيطل.. ويدخل بشراسة ضمن منظومة الانهيار العربى.. بالاقتتال والاحتراب الأهلى.. الذى يأكل الأخضر واليابس.. ويطل علينا اسبوع الآلام فى تونس الخضراء.. وبعد أن أكمل اسبوع الآلام الفلسطينى أكثر من ستة عشر عاماً.. بنسخته العربية ولكن بتشجيع من صانعى اسبوع الآلام الأكبر.. حيث أن الانفصال الجغرافى والسياسى الذى أحدثته حماس ولازالت مصرة علي الاستمرار فيه ليضاف اسبوع الآلام الانفصال إلى اسبوع الآلام النكبة.. المزيد من الآلام والجراح.. للشعب الفلسطينى الصابر الصامد.. ان اسبوع الآلام العربى.. الذى جعل من العرب.. اصحاب الرقم الأول والانجاز الأكبر فى عدد النازحين واللاجئين.. المشردين.. وضحايا الهجرة غير الرسمية.. ليكونوا ضحايا الموت على الحدود والصحارى.. وفى مياه البحر.. في ذكرى اسبوع الآلام.. وقيام السيد المسيح.. الذى قام بالحقيقة.. هل آن الأوان لانتهاء اسبوع الآلام الفلسطينى الذى طال واستطال ليكمل «75» عامًا ويعود السلام والمحبة إلى أرض السلام.. وهل آن الأوان لانتهاء اسبوع الآلام العربى.. الذى سرعان ما يطل برأسه ويتجدد من موقع إلى موقع جديد.. قبل أن يندمل.. وتشفى الآلام التى خلقت بكل قسوة فى المواقع السابقة.. بحيث أصبح الألم العربى هو السائد ويختفى معه الأمل العربى.. حيث لدينا الألم العربى فى العراق الذى ينزف منذ عام 2003.. ما بين الاحتلال والغزو.. والاقتتال المذهبى.. الطائفى.. والعرقى.. والذى ما زال يعانى من الآثار المدمرة لاستخدام الأسلحة المحرمة.. والقوة التدميرية التى فاقت قنبلتى هيروشيما ونجازاكى فى نهاية الحرب العالمية الثانية.. فى عيد قيامة السيد المسيح عيسى عليه السلام.. نتوجه لله سبحانه وتعالى بأن ينتهى اسبوع الآلام الفلسطينى بانتصار الحق وزوال الاحتلال وصناع العنصرية والكراهية.. وانتهاء اسبوع الآلام العربى.. بعودة الوئام والحب والقبول بين أبناء الوطن الواحد.. وافشال مخططات الفرقة والاقتتال والاحتراب.. وأن ينتهى طريق الآلام ليعود كل نازح ولاجئ إلى بيته.. ويتوقف نزيف الدم. سلاما على صاحب الذكرى رسول المحبة.. وخاصة أنه مع حلول العيد الكبير للمسيحيين هذا العام شهدت فلسطين مهد السيد المسيح عليه السلام وقبلة المسلمين الأولى، والذى أسرى وعرج عليها سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام صعودا لأكثر الحكومات الصهيونية الفاشية وهمجية وتغولاً فى جرائم حربها ضد أبناء الشعب الفلسطينى من المسيحيين والمسلمين، وتمارس البطش والقتل والحرق ضدهم وضد طقوسهم ومعابدهم الدينية، وتحول دون الاحتفال بأعيادهم، ورغم ذلك.. نقولها ونرددها.. كل عام واتباع الديانة المسيحية بمختلف طوائفهم ومذاهبهم فى فلسطين والعالم العربى والعالم أجمع بخير والمجد لله فى الأعالى وعلى الأرض السلام وبالناس المسرة.