أسعار الجمبري والكابوريا اليوم السبت 4-5-2024 في محافظة قنا    عمرو أديب عن الفسيخ: "مخلوق مش موجود غير في مصر.. تاكله وتموت سعيد"    مصدر ل تايمز أوف إسرائيل: صبر واشنطن مع حماس بدأ ينفد    8 مستندات لتحديد تاريخ مخالفة البناء.. اعرفها لتقديم طلب التصالح    أسعار الحديد والأسمنت اليوم السبت 4 مايو 2024.. عز 24155 جنيها للطن    توريد أكثر من 16 ألف طن قمح بالإسكندرية    أخبار مصر: خبر سار للاقتصاد المصري، فرمان بنهاية شيكابالا في الزمالك، شيرين تثير الجدل بالكويت، أمريكا تطالب قطر بطرد حماس    أسعار الذهب في بداية تعاملات السبت 4 مايو    حسين هريدي: أمريكا لا تؤيد فكرة وقف إطلاق نار دائم في غزة    دبلوماسي روسي ينتقد الاتهامات الأمريكية بتورط موسكو في الهجمات الإلكترونية على أوروبا    بلينكن يقول إن هجوما إسرائيليا على رفح سيتسبب بأضرار "تتجاوز ما هو مقبول    جيش الاحتلال يعتقل 5 فلسطينيين من بلدة سبسطية شمال غربي نابلس بالضفة الغربية    الزمالك يختتم تدريباته استعدادًا لمواجهة سموحة    موعد مباراة الأهلي والجونة والقنوات الناقلة في الدوري المصري    بداية من اليوم.. ممنوع دخول المقيمين إلى مكة المكرمة إلا في هذه الحالة    تصل ل600 جنيه.. سعر اللوحات المعدنية في قانون المرور الجديد (تفاصيل)    حالة الطقس المتوقعة غدًا الأحد 5 مايو 2024 | إنفوجراف    مونودراما فريدة يختتم لياليه على مسرح الطليعة في هذا الموعد    نشرة المرأة والصحة : نصائح لتلوين البيض في شم النسيم بأمان.. هدى الإتربي تثير الجدل بسعر إطلالتها في شوارع بيروت    اكتشاف جثة لطفل في مسكن مستأجر بشبرا الخيمة: تفاصيل القضية المروعة    إصابة 15 شخصًا في حادث سيارة ربع نقل بالمنيا    تشكيل مانشستر سيتي المتوقع أمام وولفرهامبتون    30 دقيقة تأخير في حركة قطارات «القاهرة - الإسكندرية» السبت 4 مايو 2024    حدث ليلا.. خسارة إسرائيل وهدنة مرتقبة بغزة والعالم يندفع نحو «حرب عالمية ثالثة»    المطرب هيثم نبيل يكشف كواليس فيلم عيسى    وفاة الإذاعي الكبير أحمد أبو السعود.. شارك في حرب أكتوبر    إغماء ريم أحمد فى عزاء والدتها بمسجد الحامدية الشاذلية    دراسة جديدة تحذر من تربية القطط.. تؤثر على الصحة العقلية    إسماعيل يوسف: «كولر يستفز كهربا علشان يعمل مشكلة»    رسالة من مشرعين ديمقراطيين لبايدن: أدلة على انتهاك إسرائيل للقانون الأمريكي    الإسكندرية ترفع درجة الاستعداد القصوى لاستقبال أعياد القيامة وشم النسيم    مالكة عقار واقعة «طفل شبرا الخيمة»: «المتهم استأجر الشقة لمدة عامين» (مستند)    37 قتيلا و74 مفقودا على الأقل جراء الفيضانات في جنوب البرازيل    جوميز يكتب نهاية شيكابالا رسميا، وإبراهيم سعيد: بداية الإصلاح والزمالك أفضل بدونه    رشيد مشهراوي ل منى الشاذلي: جئت للإنسان الصح في البلد الصح    معرض أبو ظبي للكتاب.. جناح مصر يعرض مسيرة إبداع يوسف القعيد    مصطفى بكري عن اتحاد القبائل العربية: سيؤسس وفق قانون الجمعيات الأهلية    حسام موافي يوضح خطورة الإمساك وأسبابه.. وطريقة علاجه دون أدوية    هبة عبدالحفيظ تكتب: واقعة الدكتور حسام موافي.. هل "الجنيه غلب الكارنيه"؟    مصرع شاب في حادث اليم بطريق الربع دائري بالفيوم    سبت النور.. طقوس الاحتفال بآخر أيام أسبوع الآلام    هييجي امتي بقى.. موعد إجازة عيد شم النسيم 2024    حازم خميس يكشف مصير مباراة الأهلي والترجي بعد إيقاف تونس بسبب المنشطات    عرض غريب يظهر لأول مرة.. عامل أمريكي يصاب بفيروس أنفلونزا الطيور من بقرة    سلوي طالبة فنون جميلة ببني سويف : أتمني تزيين شوارع وميادين بلدنا    250 مليون دولار .. انشاء أول مصنع لكمبوريسر التكييف في بني سويف    دينا عمرو: فوز الأهلي بكأس السلة دافع قوي للتتويج بدوري السوبر    أول تعليق من الخطيب على تتويج الأهلي بكأس السلة للسيدات    برلماني: تدشين اتحاد القبائل رسالة للجميع بإصطفاف المصريين خلف القيادة السياسية    دعاء الفجر مكتوب مستجاب.. 9 أدعية تزيل الهموم وتجلب الخير    دعاء الستر وراحة البال .. اقرأ هذه الأدعية والسور    توفيق عكاشة: الجلاد وعيسى أصدقائي.. وهذا رأيي في أحمد موسى    عضو «تعليم النواب»: ملف التعليم المفتوح مهم ويتم مناقشته حاليا بمجلس النواب    «البيطريين» تُطلق قناة جديدة لاطلاع أعضاء النقابة على كافة المستجدات    طبيب يكشف سبب الشعور بالرغبة في النوم أثناء العمل.. عادة خاطئة لا تفعلها    أخبار التوك شو| مصر تستقبل وفدًا من حركة حماس لبحث موقف تطورات الهدنة بغزة.. بكري يرد على منتقدي صورة حسام موافي .. عمر كمال بفجر مفاجأة    «يباع أمام المساجد».. أحمد كريمة يهاجم العلاج ببول الإبل: حالة واحدة فقط بعهد الرسول (فيديو)    المفتي: تهنئة شركاء الوطن في أعيادهم ومناسباتهم من قبيل السلام والمحبة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«فاجنر» ..مرتزقة أم تنظيم مسلح!:تشكيل روسى مسلح غير رسمى يحجز دورًا سياسيًّا لروسيا فى مناطق النزاع
نشر في الأهالي يوم 11 - 02 - 2023

البداية عام 2014 خلال النزاع فى منطقة الدونباس.. ثم التوسع فى القارة الأفريقية وسوريا
قناة روسية: الدولة الروسية وبعض رجال الأعمال الروس الكبار يمولون المجموعة
بوتين: تواجد فاجنر خارج البلاد لا يخالف القانون الروسى ولهم الحق فى العمل لممارسة أعمالهم ومصالحهم فى أى مكان على الكرة الأرضية
معظم من ينضمون ل «فاجنر» من رجال خدموا بالجيش أو الاستخبارات الروسية من قبل.. وعلاقتهم بالجيش باردة

محاولات أوروبية وأمريكية لوقف تمدد «فاجنر» خاصة فى الدول الأفريقية منطقة النفوذ الأوروبي، بعد أن حلت محل فرنسا فى عدد من الدول الأفريقية، وعرقلت الدور الأمريكى فى المنطقة.
مجموعة «فاجنر» عبارة عن تنظيم مسلح أنشئ فى الأصل لمكافحة القرصنة فى منطقة القرن الأفريقي، ويدعى البعض أنها جزء من الجيش الروسى، لكن له نظام خاص به ويسعى للاستفادة من خبرات العسكريين السابقين. كلنا سمعنا عن هذه «الشركة العسكرية الخاصة» وعن وجودها فى عدة مناطق فى العالم مثل سوريا وليبيا وبعض دول الساحل الأفريقية، وهى تقوم بحماية بعض الرؤساء والحكومات هناك، التى لا تثق فى قوات الأمن والجيش بها، والتى من الممكن أن تقوم بانقلابات أو عمليات اغتيال فى حالة قيام قوات محلية بعملية الحماية.
مؤسس الشركة أو رئيسها هو يفجينى فيكتوروفيتش بريجوجين، وهو رجل أعمال، وسياسى وشخصية عامة، ومقربة من الرئيس بوتين، وحاصل على وسام بطل روسيا وبطل جمهوريتي دنيتسك الشعبية ولوجانسك الشعبية الانفصاليتين بأوكرانيا واللتان انضمتا لروسيا بموجب استفتاء شعبى فى شهر سبتمبر 2022، ولعبت «فاجنر» فى استقلال هاتين المقاطعتين الأوكرانيتين اللتين تعتبران محور النزاع الحالى بين روسيا وأوكرانيا.
اعترف يفجينى بريجوجين مؤخراً بقيادته لمجموعة «فاجنر»، وكان فى السابق ينكر أى علاقة له بهذه المجموعة المسلحة، التى تتكون من مرتزقة، فالمقاتلون فيها يعملون مقابل رواتب يحصلون عليها شهرياً وهى مدعومة من الحكومة الروسية، وتشارك المجموعة فى النزاعات المسلحة فى عدد من الدول الأفريقية وسوريا وأوكرانيا وفنزويلا وليبيا وغيرها من مناطق العالم التى تشهد أى نوع من عدم الاستقرار، كما أنها متهمة بالتدخل فى الانتخابات الأمريكية عام 2016 و2018.
طباخ الرئيس
وكما تقول صحيفة «دير شبيجل» الألمانية كل عمليات «فاجنر» مرتبطة بوزارة الدفاع الروسية، والمخابرات العسكرية الروسية. وإحدى شركات بريجوجين كانت تقوم بتنظيم عملية تأمين المواد الغذائية لكبار المسئولين فى الدولة، كما أنه كان يستضيف بعض المسئولين فى البلاد ومنهم الرئيس بوتين وضيوفهم من الأجانب فى مطعم عائم فخم يمتلكه، لهذا السبب أطلقت بعض وسائل الإعلام علي بريجوجين لقب «طباخ الرئيس».
حصل بريجوجين نتيجة خدماته التى قدمها للرئيس وكبار المسئولين على عدة ألقاب شرفية، منها المرتبة 72 كأحد المليارديرات الروس بثروة تقدر 14,6 مليار روبل، كما حصل على المرتبة 30 كأحد أكثر الشخصيات المؤثرة فى روسيا.
سبق أن حكمت أحد محاكم لينينجراد على بريجوجين عام 1979 بالسجن لمدة عامين مع إيقاف التنفيذ، وفى عام 1981 حكمت عليه محكمة أخرى بالسجن 13 عاماً، لاتهامه بالسرقة والسطو المسلح والنصب وإغواء المراهقين للقيام بأعمال إجرامية، تم العفو عنه عام 1988.
فى عام 2018 اعترف الرئيس بوتين بأن له علاقة بصاحب «فاجنر» وقارنه كرجل مال وأعمال بالملياردير الأمريكى جورج سورس، مازال بريجوجين يمارس نفس الأعمال المتعلقة بالمطاعم من خلال شركة تسمى «كونكورد». أما تأسيس شركة «فاجنر» ذات الطابع العسكرى فقد تم أنشاؤها عام 2014.
ميثاق فاجنر
وضعت «فاجنر» الخاصة بالأمن ميثاقًا يحدد مهام الشركة من خلال التعريف بها فهى تشكيل روسى مسلح غير رسمى، عادة ما يطلق عليها فى وسائل الإعلام الشركة العسكرية الخاصة فاجنر، كلمة "فاجنر" مستوحاة من اسم الموسيقار الألمانى المعروف ريخارد فاجنر، باعتبار أن مؤسس الشركة من محبيه، ووفقاً لموقع المجموعة فإنها عملت فى أوكرانيا عام 2014 أثناء تمرد الدونباس على السلطات الأوكرانية، وبعد ذلك فى سوريا.
تتشكل المجموعة من العديد من العسكريين المحالين للتقاعد أو المفصولين من القوات المسلحة الروسية، وهم كما يقول ميثاق المجموعة مكونة من الأفراد الذين على استعداد "للتضحية بأرواحهم من أجل تحقيق العدالة".
ويؤكد الميثاق «نحن نسمى أنفسنا متطوعين»، نحن نقوم بخدمة المؤسسات التجارية فقط، وبما لا يهدد المواطنين المسالمين، نحن نقوم بحراسة المؤسسات من هجمات المقاتلين فى المناطق المضطربة، نحن نرافق أى حمولات لحمايتها إن لم تكن مصادرها إجرامية.
البداية .. الدونباس
بداية ظهور فاجنر للعلن كان عام 2014 عندما بدأ النزاع فى منطقة الدونباس، ثم فى سوريا عام 2015، على أساس أنها ستحدث توازنا مع الميليشيات الإيرانية التى تقاتل على الأرض، خاصة أن روسيا لم تكن ترغب فى التدخل المباشر فى النزاع على طريقة أفغانستان، واكتفت بوجودها فى قواعدها بغرب سوريا، وتركت العمليات الأرضية ل فاجنر، لكنها لم تلعب دوراً كبيراً. وفى عام 2017 ضمت الولايات المتحدة مجموعة فاجنر لقائمة العقوبات، وهو ما منح المجموعة نوعا من الاعتراف الرسمى بوجودها.
وهناك تاريخ آخر للمجموعة يقول إنها أنشئت رسمياً فى أكتوبر عام 2015، وكان الهدف من إنشائها هو حماية السفن من هجمات القراصنة فى القرن الأفريقي على وجه الخصوص، وقام بتسجيلها كل من فاديم جوسيف ويفجينى سيدوروف فى هونج كونج تحت اسم شركة القسم السلافى، وتم انتقاء 267 من الأفراد للعمل بعقود مؤقتة لحماية حقول النفط وخطوط الأنابيب فى سوريا، فى نفس الوقت شارك أعضاء «القسم السلافى» فى الحرب الدائرة فى سوريا، وبعد معركة مع ما عرف فى سوريا ب «جيش الإسلام» عاد «القسم السلافى» برجاله إلى روسيا حيث تم القبض على المقاتلين باعتبارهم كانوا يمارسون أعمال المرتزقة الممنوعة قانوناً فى روسيا.
تعاقد «القسم السلافى» مع دميترى أوتكين وكان يعمل فى الإدارة المركزية للاستخبارات الروسية برتبة مقدم، وفى عام 2014، ولأول مرة ورد اسم أوتكين مقترناً بمجموعة «فاجنر» عام 2017، كشفت صحيفة «يانى شفق» التركية المحافظة إن دميترى أوتكين مجرد واجهة لشخصيات أخرى وأن «فاجنر» يرأسها أشخاص آخرون. وهى ليست موجودة كشركة لها وضع قانوني سواء فى الأجهزة السيادية الروسية أو حتى مسجلة كقطاع خاص، وأن مقاتليها غير مسجلين فى أى قوائم تابعة للدولة فى روسيا، لكن حسب بعض الخبراء الأجانب والروس، تعتبر «فاجنر» أحد الأقسام فى هيكل القوات المسلحة الروسية، وهى تتبع -فى نهاية الأمر- الحكومة الروسية.
فى عام 2016 قدرت قناة «أر بى كا» الروسية مصروفات «فاجنر» بما يتراوح ما بين 300 مليون إلى مليار دولار تقريباً، تشمل المصروفات الرواتب والتعويضات. رواتب «فاجنر» تدفع نقداً ولا يتم تسجيل الأعضاء فى أى مكان كعاملين، كما أن شراء السلاح والملابس الخاصة بالمجموعة سرية لا يعرف أحد مصادر شرائها.
وفقاً للقناة الروسية يمول المجموعة الدولة الروسية وبعض رجال الأعمال الروس الكبار، من رجال الأعمال الممولين لمجموعة «فاجنر» يفجينى بريجوجين الذى اعترف مؤخراً أنه صاحب «فاجنر».
ومن أعمال «فاجنر» على سبيل المثال، أن شركة يفجينى بريجوجين ومن خلال شركته «يوروبوليس» وقعت عقداً مع الحكومة السورية بمشاركة وزارة الطاقة الروسية للقيام بتحرير حقول النفط والغاز ومصانع التكرير التى استولى عليها بعض الإرهابيين المعادين لبشار الأسد فى سوريا وحراستها، فى مقابل حصول الشركة على 25% من الأموال التى يباع بها النفط والغاز، وعلى أن تقوم الحكومة السورية بدفع النفقات التى تتحملها الشركة أثناء التحرير بشكل كامل ومنفصل.
قيادة المجموعة
وفقًا لمواقع «فانتانكا رو» الروسى و«بى بى سى» و«بيل» الأوروبية، فإن المقدم المتقاعد دميترى أوتكين، الذى كان حتى عام 2013 يقود وحدة القوات الخاصة 700 بالقوات المسلحة الروسية، بعد الخروج من الخدمة عمل فى شركة مورجان سكيورتى و«القسم السلافى». ثم ظهر فى أثناء الاحتفال بيوم أبطال روسيا فى الكرملين، حيث قلده الرئيس بوتين وسام كأحد أبطال روسيا، ومن خلال الصور بدأت تظهر شخصيات أخرى من قيادات «فاجنر» منها الكسندر كوزنتسوف قائد السرية 1، وأندريه بوجاتوف قائد السرية 4، وأندرية تروشوف المدير التنفيذي للشركة. لكن فى عام 2017 تم تعيين دميترى أوتكين مديراً عاماً للمجموعة، بينما ظل يفجينى بريجوجين رئيس مجلس الإدارة.
امتد نشاط «فاجنر» من داخل الاتحاد السوفيتى السابق إلى خارج الحدود، أول عمليات «فاجنر» كانت عملية نزع سلاح الوحدات الأوكرانية فى القرم عام 2014، كما أن المجموعة لعبت دوراً مهماً فى تنظيم مقاومة قوات المتمردين فى الدونباس، فى الوقت الحالى يدور الحديث عن وجود مجموعة «فاجنر» فى عدد من الدول الأفريقية منها ليبيا ومالى وأفريقيا الوسطى وأنجولا والسودان ومن غير المستبعد وجودها فى القرن الأفريقي.
دور المجموعة ينحصر فى أنها تعتبر مفرزة عسكرية أو لنقل شبه عسكرية، متقدمة تعفى الجيش والدولة الروسية من الحرج والتدخل المباشر وتحجز مكانا لروسيا لكي تلعب دورا فى أى تسوية سياسية فى أى مكان فى العالم من أجل الحصول على مكاسب سياسية، فهى الآن تلعب دورا مهما فى ليبيا فى فترة الانتخابات من خلال تأييد بعض المرشحين، كما أنها كما يقول رئيس مالى هذه المجموعة هى التى تقوم بحراسته شخصياً، أما فى أفريقيا الوسطى فإنها تقوم بحراسة مواقع شركات تعدين روسية تعمل هناك وكذلك فى السودان، رجال «فاجنر» موجودون حيث مناجم الذهب التى تعمل فيها شركات روسية، أما انجولا وحتى ساحل العاج فهى تقوم بحراسة شركات النفط الروسية هناك.
«فاجنر» و« بلاك ووتر»
تشبة «فاجنر» فى تركيبتها وطريقة عملها، شركة «بلاك ووتر» الأمريكية التى كانت تعمل فى العراق، لحراسة بعض المنشآت بل وتأمين إمدادات القوات الأمريكية وحراسة البنوك والأماكن الإستراتيجية المهمة حتى تعافى الجيش والشرطة العراقيين، وكانت تحصل على مبالغ طائلة بعيداً عن تدخل الحكومة الأمريكية، ولكن الشركة الأمريكية ارتكبت أخطاء، مما أدى فى النهاية إلى إلغاء التعاقد معها ومن ثم خرجت من العراق، ولا أحد يدرى إن كانت مستمرة فى العمل فى بعض الدول الأخرى أم لا، لكن الشيء المؤكد أنها خرجت من العراق بفضيحة ومطالبات بمحاكمة بعض أعضائها لارتكابهم جرائم يحاسب عليها القانون، بالنسبة للمجموعة الروسية «فاجنر» فإنها ما زالت فى سوريا وخاصة فى الشرق حتى الآن، وذات مرة اصطدمت بمسيرات أمريكية مما أوقع خسائر بها، ويؤخذ عليها أحياناً العنف المبالغ فيه، عندما لعب بعض أفرادها الكرة برأس أحد الإرهابيين الذين قتلوهم فى إحدى المعارك، تضم المجموعة عادة مقاتلين سابقين ممن خاضوا حروباً داخل أو خارج الاتحاد السوفيتى السابق.
يقول القائمون على «فاجنر» أنهم فى الوقت الحالى لا يستطيعون تلبية كل طلبات الراغبين فى الانضمام للمجموعة للعمل حيث أن العمل بها كما يقول الشباب فيه نوع من الرومانسية والسفر والمغامرة، من المتوقع أن تلعب «فاجنر» دوراً مهماً فى العملية العسكرية الروسية بأوكرانيا وخاصة فى المناطق التى ستنضم لروسيا وسيتمثل دورها فى حماية الأمن داخل هذه المناطق، والقتال فى المناطق الملتهبة، وتشير الأنباء أن "فاجنر" هى من تقوم الآن بالقتال لاقتحام مدينة باخموت فى مقاطعة دنيتسك بالدونباس.
وكما هو معروف فإن أعمال المرتزقة فى روسيا ممنوعة بموجب القانون، بل ومجرمة وتصل عقوبتها من 7 إلى 15 عاماً من السجن المشدد.
لكن فى عام 2018، وأثناء مؤتمره الصحفى السنوى المطول، أى أمام الشعب الروسى، أعلن الرئيس بوتين أنه "بالنسبة "لفاجنر" وما تفعله، نحن نستطيع منع شركات الحراسة كلها بصفة عامة (على اعتبار أن فاجنر شركة من شركات الحراسة الخاصة)، لكن فى اعتقادى بمجرد أن نفعل ذلك سيأتي الكثيرون مطالبين بحماية هذا السوق للعمل (الحراسة)، وإذا كانت مجموعة «فاجنر» تقوم بأي مخالفات، فإنه على النيابة العامة أن تقوم بتقييم ذلك من الناحية القانونية". هذا ما قاله الرئيس بوتين، وعلى الأرجح هذه المجموعة عملها انحصر فى الخارج كما ذكرنا من قبل وهى تقوم بدور الدولة الروسية فى تأمين شركات روسية فى مناطق خطرة نسبياً، كما أنها توجد لحجز دور سياسى لروسيا فى أى مناطق نزاع تكون روسيا بعيدة عنها نسبياً أو لا تريد المشاركة العسكرية المباشرة فيها، ليبيا على سبيل المثال، وخاصة أن دولة شريكة لروسيا وهى تركيا تعمل هناك بكل نشاط، وتخشى روسيا من صدام معها يقطع أحبال الود. حتى أن الرئيس بوتين علق على وجود رجال فاجنر خارج البلاد قائلاً "فيما يتعلق بوجودهم خارج البلاد، فإننى أكرر أنهم لا يخالفون القانون الروسى، ولهم الحق فى العمل لممارسة أعمالهم ومصالحهم فى أى مكان على الكرة الأرضية".
مصادر التسليح
من حيث التسليح فإن «فاجنر» لا تمتلك أسلحة ثقيلة مثل تلك الموجودة فى الجيش النظامي الروسى، وإن كان البعض تحدث مؤخراً عن أنهم يمتلكون طائرات، كما أن أسلحتها ليست بقوة الجيش، فهى لا تملك دبابات، لكن توجد سيارات مدرعة خفيفة وسيارات تحمل رشاشات، ويتنقلون بسيارات من نوع "أورال" الروسية، كما أن «فاجنر» لا تمتلك وسائل دفاع جوى مثل "إس 300" أو "إس 400″، لكنهم يمتلكون وسائل دفاع جوى خفيفة من النوع المحمول. لا توجد مدفعية بل قاذفات قنابل من نوع "أر بى جى" تستخدم كمضادات للدبابات والأفراد، والأهم هو وجود الأفراد المدربين على الاستخدام، خاصة ما يعرف بمصححى توجيه الطائرات والمدفعية.
باختصار لا يمكن لمجموعة «فاجنر» القيام بمعارك حربية منظمة أمام أى وحدات عسكرية نظامية، لكن الحرب الحديثة لا تتطلب معارك واسعة مثل معركة "كورسك" فى الحرب العالمية الثانية، لكن ظروف عمل «فاجنر» أقرب لمعارك "ستالينجراد"، أى معارك محدودة بمجموعات صغيرة هى المطلوبة لإثارة القلاقل والمتاعب، هى التى تناسب مجموعة «فاجنر» "، وليس اعتباطاً أن كثيرًا من الخبراء العسكريين يعتقدون أن الحرب الحديثة، هى حرب القوات الخاصة، أو مجموعات الاستطلاع التخريبية، كما ظهر ذلك بوضوح فى النزاع بالدونباس مؤخراً، بمعنى القتال بمجموعات صغيرة حادة الأسنان، وهذا يتناسب مع مجموعة فاجنر. وهذا هو فى اعتقادى نفس الأسلوب الذى قاتل به الشيشان الجيش الروسى فى كل الحروب التى خاضوها معه سواء فى التسعينيات أو بعد عام 2000.
تمويل المجموعة
وننتقل إلى عملية تمويل شراء الأسلحة، وهى عملية سرية للغاية مثل تمويل المجموعة، لكن المراقبين لم يلحظوا وجود صعوبات فى حصول "الشركة العسكرية الخاصة" على السلاح والذخيرة، على الرغم من أنه مثل أى تشكيل عسكرى كل شيء يعتمد فى النهاية على الموردين، وكما قال أحد الخبراء العسكريين لموقع "تسارجراد" الإخباري الروسى "إن «فاجنر» ليس لديها وسائل تسليح ثقيلة، وأكبر عيار لسلاح لديها هو 14,6مم. لكن لديها كثافة نيرانية ضخمة، والعالمون ببواطن الأمور يقولون إن مفرزتين صغيرتين منهم كفيلة بتدمير كتيبة تكتيكية للعدو، وإن كان البعض قد أشار إلى أنها تحصل على السلاح بشكل رسمى من الجيش الروسى.
وكما نقلت وكالة فرانس برس عن السلطات فى جمهورية مالى استعدادها لاستدعاء ألف من الخبراء العسكريين الروس إلى البلاد، وهذا ليس مفرزتين بل كتيبتين أو فوج. وهؤلاء الخبراء من تخصصات مختلفة منهم قناصة وزارعو ألغام ونازعو ألغام ومتخصصون فى عمليات الطائرات المسيرة وبالطبع متخصصون فى الميكانيكا وسائقون وغيرهم من الاختصاصيين، وللعلم الراتب الشهرى لهؤلاء 150 ألف روبل روسى فى الشهر (الدولار يساوى 60 روبل)، وقد يزيد الراتب اعتماداً على الرتبة والاختصاص والتأهيل.
ومن الممكن أن يفقد الشخص حياته مقابل هذا المبلغ الذى سيكون حينها زهيدا مقابل الحياة، لكن الشركة تمنح أهل من يقتل تعويضا، فهى شركة خاصة لكنها جيش، شركة خاصة لكنها مؤثرة. وهذا ما يخشاه الفرنسيون والأوروبيون فى دول الساحل الأفريقية، من تحول حياتهم إلى جحيم على أيدي مجموعة كهذه بفضل الخبراء الروس الذين يدربون هؤلاء المقاتلين.
لكن فى داخل روسيا الموقف من "«فاجنر» خاصة من جانب الجيش الروسى فيه نوع من المنافسة، رغم أن معظم من ينضمون ل «فاجنر» هم من رجال خدموا بالجيش أو الاستخبارات الروسية من قبل، وعلاقة مجموعة «فاجنر» " بالجيش باردة، والغرب محق فى الهيستيريا التى يرفعها بخصوص مجموعة "فاجنر"، ويقولون "ما يحدث فى أفريقيا ووجود "فاجنر" يؤكد أن روسيا لن يقف أمامها شيء لتحقيق مصالحها "الإمبراطورية".

رفض من الجيش
فى الفترة الأخيرة بدأت فى روسيا تظهر بعض التحليلات التى تشير إلى أن جنرالات الجيش غير راضين عن التنظيمات العسكرية الموازية للجيش لأنها تحط من قدره، كما أنها ترتكب جرائم تنسب للجيش، وذكروا على سبيل المثال المقاتلين التابعين للرئيس الشيشانى أحمد قاديروف والذين يحاربون فى أوكرانيا كوحدة مستقلة عن الجيش الروسى ويسمون أنفسهم "القاديريون" نسبة إلى قائدهم رئيس الشيشان أحمد قاديروف، بالإضافة بالطبع إلى "فاجنر" التى يقال أنها تقاتل بمفردها على محور مدينة باخموت فى مقتطعة دنيتسك، للحقيقة أشاد بأدائها بعض العسكريين الأوكران ووضفوا مقاتليها بالأكثر احترافية من المجندين الروس.
على أى حال لابد أن تنتهى هذه الحرب فى يوم ما، وستعرف مصير هذه التنظيمات المسلحة، وما إذا كانت ستستطيع الدولة السيطرة عليها أم لا، ففى حال تحقيق انتصار عسكرى روسى فإن هذه التنظيمات ستعتبر نفسها صاحبة فضل على الدولة الروسية والرئيس بوتين شخصياً ومن ثم سوف تطالب بامتيازات، على الأقل يراهن على ذلك رئيس الشيشان، ولا أدرى موقف السيد بريجوجين فى "فاجنر" فهو يطرح نفسه كبديل لوزير الدفاع أو على الأقل جنرال فى الجيش الروسى.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.