تعد وزارة التربية والتعليم من الوزارات الخدمية التي تحمل فئة كبيرة من الشعب، معلمين وطلابا، وتحتوي على ملفات شائكة، منها ما يحتاج إلى حلول جذرية، وتخطيط دقيق لحل تلك المشكلات بشكل فعال وسليم، بينما شهدت الوزارة خلال عام 2022، تغيير لقيادتها حيث تولى دكتور رضا حجازى الحقيبة الوزارية خلفاً لطارق شوقى، الذى اصطدم بهذه الملفات الشائكة ولم ينجح فى العمل على حلها خلال الفترة التي قضاها، بل أثار خلال رئاسته للوزارة جدلاً كبيراً حول جميع قراراته بداية من مرحلة رياض الأطفال وحتى الثانوية العامة، بينما توقع البعض من أطراف المنظومة التعليمية أن يتغير الحال بعد تولى حجازى، ولكن الواقع يقول عكس التوقعات. صفوف النقل رغم إعلان حجازى تخفيف المناهج والمقررات الدراسية على طلاب الصف الرابع والتي شملت تغيرات واسعة خلال العام الماضى، إلا أنها مازالت قائمة ونحن على مشارف انقضاء عام ومشارف عام جديد، حيث اشتكى الطلاب وأولياء الأمور من كثافة المقررات وصعوبتها مع ضيق الوقت المخصص للفصل الدراسي الأول، خاصة فى مواد اللغة الانجليزية والرياضيات والتي يدرس الطالب خلالها منهج أقرب ما يكون لمحتوى مادة الأحياء والتفاضل بمناهج الثانوية العامة. وقد تكرر نفس الأمر فى مناهج الصف الخامس الابتدائي، والذى يعانى فيه الطلاب من تغير جذري ليس فقط بالمناهج ولكن فى مواصفات الورقة الامتحانية لجميع المواد، وهو ما زاد من صعوبة الوضع على الطلاب وأولياء الأمور ومن قبلهم المعلمين أنفسهم ، والذين مازالوا قيد التدريب على هذه المناهج. الثانوية العامة أما عن طلاب الثانوية العامة بالصفوف الثلاثة فحدث ولا حرج، حيث أصبحت هذه الفئة من الطلاب حقل تجارب لكل من يتولى هذه الوزارة فكيف لطالب ثانوية عامة الإلمام بكل هذه المناهج فى ظل مطالبته بامتحانات شهرية على مدار كل تيرم، إضافة إلى مشروع بحثى لا يعلم أحد حتى الآن جدواه للطلبة، ثم يأتي دور طلاب إتمام الشهادة الثانوية والامتحانات الالكترونية الورقية والأسئلة المقالية والمتعددة الاختيارات وهكذا دوامة الاون بوك والبابل شيت، حتى أصبح هناك عزوف واضح وملحوظ من طلاب الشهادة الإعدادية عن الالتحاق بالتعليم الثانوي العام وتفضيلهم التعليم الفني بمختلف أشكاله وأنواعه تفاديا لتلك المتاهة. عجز المعلمين وكان من أبرز الملفات التى عجز رضا حجازى عن تغيير مصيرها، هو سد العجز العددي للمعلمين، والذى تسبب فيه سوء توزيع المعلمين على المدارس، بالإضافة إلى خروج عدد كبير على المعاش دون وجود البديل، كل ذلك رغم مسابقة ال 30 ألف معلم رياض أطفال ونفس الرقم فيما يخص معلمي الفصل، والتي أعلن عنها الجهاز المركزى للتنظيم والإدارة، وتلاها مسابقة عرفت بالمسابقة التكميلية لوظائف التربية والتعليم للمتقدمين لوظائف معلم مساعد رياض أطفال والتي أعلن عنها من 12 أكتوبر 2022 وحتى 10 نوفمبر 2022، عبر بوابة الوظائف الحكومية وحتى الآن لم يعلن عن نتائجها وما أسفرت عنه، حتى محاولات سد هذا العجز بمعلمي الحصة باءت بالفشل بسبب الشروط التعجيزية التى وضعتها الوزارة للقبول. الكثافة الطلابية ولا تزال الكثافة الطلابية داخل الفصول، خاصة بمدارس المرحلة الابتدائية ملفا شائكا بلا حل جذري، ولطالما خرجت الوزارة بتصريحات رنانة فيما يتعلق بإنشاء مدارس جديدة أو أعمال صيانة وتجديد فى مدارس أخرى قائمة، خاصة بعد تكرار حوادث التصدع داخل بعض المدارس والتي تسببت فى وفاة عدد من الطلاب الصغار، الأمر الذى تحركت معه هيئة الأبنية التعليمية فى محاولة بائسة لتجديد وترميم بعض المدارس وإلحاقها بأعمال الصيانة ولكن كالعادة جاء القرار بعد بداية العام الدراسي، ما اضطرهم إلى إخلاء هذه المدارس وتوزيع طلابها على المدارس المحيطة بنفس المربع السكنى، الأمر الذى زاد من كثافة الفصول الأساسية، فتأكد معه فشل الوزارة فى هذا الملف برمته.
إصلاح التعليم بينما شدد عدد من التربويين على وجود تحديات تواجه النظم التعليمية بوجه عام تتمثل في تطوير معايير جودة التعليم والرقابة على المدارس، والخروج بالعملية التعليمية من قالبها التقليدي، والوصول إلى المعلم العصري، وصياغة أهداف غير نمطية أو مألوفة للمدرسة، وذلك من خلال توظيف التكنولوجيا في المجال التعليمي وضرورة إحداث نقلة نوعية في المناهج لتمكين الطلبة من التفاعل مع مجالات المعرفة كافة، وأدوات الحصول على المعلومات، بما يمكنهم من تنمية مهارات التعلم، مؤكدين على أهمية صناعة المعلم القادر على توظيف التكنولوجيا في خدمة العملية التعليمية والتربوية.
وفى سياق متصل، عممت الإدارة المركزية لتطوير المناهج بوزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، منشورًا يفيد بإعلان بدء مسابقة " المبدع الصغير" في جميع مدارس الجمهورية، وذلك لعمل مشروعات خاصة عن أهم إنجازات الدولة بالبيئة المحيطة للطلاب، حيث يقدمون مشروعات بحثية في "مشروع إلكتروني، موقع ويب"، مرتبطة بالبيئة المحيطة والمجتمع، عن أهم إنجازات الدولة، وتأتى هذه الخطوة في إطار مساعي الإدارة لمشاركة الطلاب في مشروعات الدولة والتفاعل مع المسابقة، بالأمر الذي يعود عليهم وعلى المجتمع بالتقدم والازدهار.