في محبة السينما *ماجدة موريس مساء السبت الماضي، تمنيت ان تكون الاحتفالية التي ذهبت اليها في مكان أوسع كثيرا، أو أن تعرض علي شاشة تليفزيونية مرموقة ليراها الملايين من عشاق الفن .إنها السينما من جديد ،ولكن بدون الرد كاربت، او السجادة الحمراء الشهيرة، ومسيرة النجمات عليها بملابس مختلفة ، السينما كما تعودنا عليها منذ بدأنا نحبها، ان نري الافلام، وان نحضر المهرجانات لرؤية المناقشة والمشاركة فيها،هذا ما حدث ويحدث علي مدي سنوات امتدت منذ ايام الجامعة، وبعد التخرج وبداية العمل، وحتي اليوم، لكن، للامانة، فإنني احببت السينما منذ الطفولة، مع أب محب للفنون أورثنا هذا الحب، وحين بدأت أبحث عنها وحدي، وجدت( نادي سينما القاهرة) بعروضه الاسبوعية وأفلامه الاستثنائية، ووجدت ( جمعية الفيلم ) بعروضها ومناقشاتها الرائعة، ووجدت( المركز الكاثوليكي) للسينما وأرشيفه الفريد وعروضه المميزة، ووجدت (المركز القومي للسينما) في شارع شريف بوسط البلد وعروضه الاسبوعية ومناقشاته، وبالتالي لم يكن الطريق صعبا لرؤية أهم واروع الافلام، المصرية التي تصفي الي الافضل في نهاية كل عام، والاجنبية أيضا التي تعرض وتقدم من كبار النقاد، كان الطريق الي السينما ممهدا بكل الطرق لمن احبها وقرر ان يجتهد ويستمر، وقد حاولت ان افعل هذا، وان أدرس النقد في اكاديمية الفنون ، وان اكمله ببعثة لالمانيا لدراسة (الصحافة الثقافية )، وفي النهاية اصبحت السينما ضرورة ، وقدر ،وهنا تبدو الاهمية الشديدة لتلك المؤسسات التي تعلمت فيها كيفية حب السينما وقراءة الافلام ،ومناسبة هذا هو ختام المهرجان السنوي لجمعية الفيلم الذي أقيم مساء السبت والاعلان عن جوائز افضل افلام الدورتين السابعة والثامنة والاربعين للمهرجان(2020-2021 )،في قاعة قصر الابداع بدار الاوبرا المصرية والحقيقة انها كانت احتفالية رائعة، بدأها رئيس الجمعية واحد مؤسسيها الفنان ( محمود عبد السميع ) مدير التصوير السينمائي الكبير ، والذي تحدث عن تاريخ الجمعية والمهرجان الممتد لنصف قرن واللائحة التي ضمنت للمهرجان قيمة واهمية كبري، باعتباره مهرجان الجمعية واعضائها الذي يوالون علي حضور العروض والندوات وبالتالي تصبح اختياراتهم لأهم الافلام التي عرضت علي مدي العام في دور العرض هي الاساس للتقييم، وما يعنيه اختيار سبعة منها وفقا للتصويت لتكون افلام المهرجان، ومع التطور، تطورت آليات المهرجان لتضم اليها افلام المنصات المصرية ، ثم الافلام العربية التي عرضت في دور العرض المصرية في نفس العام ،وربما للمرة الاولي يشارك ضيف شرف في توزيع جوائز المهرجان في تقليد جديد جيد هو النجم حسين فهمي الذي تحدث عن اهمية جمعية الفيلم بالنسبة اليه، واهمية مهرجانها، وبحضور الدكتور خالد عبد الجليل مسئول السينما في وزارة الثقافة وزعت الجوائز بترتيب الاعوام ،لتتوالي المفاجآت . حظر تجول، وجوائزه خمسة افلام من افلام 2020اختارها أعضاء الجمعية والنقاد أولا للتحكيم من خلال لجنة رأسها الكاتب السينمائي الكبير بشير الديك والتي جاءت نتائجها تحمل مفاجآت عديدة ، وهي (يوم وليلة) اخراج ايمن مكرم وحصل علي جوائز الماكياچ والميكساچ والملابس والمنتج الفني و(صندوق الدنيا ) اخراج عماد البهات وشهادة تقدير وتميز للمخرج و(صاحب المقام )اخراج ماندو العدل. وجائزة ممثل الدور الاول لآسر ياسين و(توأم روحي) إخراج عثمان أبو لبن وشهادة تقدير للتصوير و(حظر تجول )اخراج أمير رمسيس، والذي حصل علي نصيب الاسد من جوائز هذا العام هي 12جائزة منها جائزتان لمخرجه الذي كتبه ايضا ، وثلاث جوائز للتمثيل للدور الاول والثاني للنساء(الهام شاهين وامينة خليل ) والدور الثاني للرجال (كامل الباشا )،اضافة لجوائز الافيش والديكور والموسيقي والتصوير والمونتاچ وليحصد في النهاية بالطبع جائزة احسن فيلم عن العام 2020 ،أما افلام 2021 فهي سبعة افلام هي(وقفة رجالة )اخراج احمد الجندي و(العارف)اخراج احمد علاء الديب و (الانس والنمس )اخراج شريف عرفة ) و(موسي )اخراج بيتر ميمي ،و(200جنيه) اخراج احمد أمين، و(برا المنهج )اخراج عمرو سلامة، و(أبو صدام )اخراج نادين خان، اضافة لفيلم (قابل للكسر ) اخراج احمد رشوان والذي حصل علي جائزة افضل عمل اول، وتقاسم فيلمان اغلب الجوائز فحصل (برا المنهج ) علي جوائز الافيش والسيناريو والاخراج والتمثيل النسائي للدور الثاني (دنيا ماهر)، والتمثيل الرجالي للدور الاول (ماجد الكدواني)، واحسن فيلم ، بينما حصل (الانس والنمس )علي جوائز الماكياچ والملابس والديكور والمونتاچ والخدع البصرية وشهادة تقدير لممثل، وحصل (العارف)علي جوائز المكساچ والتصوير والموسيقي، و( أبو صدام)علي جائزتين، شهادة تقدير لممثلة وجائزة لجنة التحكيم الخاصة، واخيرا حصل (موسي)علي شهادة تقدير للتصوير، وبقي ان المهرجان ايضا اكمل مهمته في تكريم اجيال من الفنانين الذين قدموا الكثير للسينما المصرية ،وهم المخرجون والمنتجون الرواد (حلمي رفلة) الذي حضرت ابنته من الخارج خصيصا لتسلم التكريم، و(محمود ذو الفقار )المخرج الكبير الذي مارس أيضا التأليف والانتاج و(احمد بدرخان) رائد الفيلم الغنائي الذي حضر ابنه المخرج الكبير علي بدرخان والحفيد الذي بدأ العمل هو الآخر في السينما لتسلم التكريم في اشارة لاستمرار عشق السينما لدي العائلة، اما تكريمات اهل السينما اليوم فقد ضمت خمسة شخصيات هي الممثلة(نادية الجندي )التي تمثل حالة سينمائية خاصة،و(محسن محيي الدين ) الممثل الذي بدأ عمله في السينما وهو طفل، ومدير التصوير المبدع الدكتور سمير فرج ، والموسيقار الكبير هاني شنودة الذي عاش رحلة تأثر وتأثير بينه وبين تراثنا والموسيقي الكلاسيكية ليقدم الجديد.