في ذكري وفاة الزعيم الخالد جمال عبد الناصر يطيب لنا أن نضع نقاطا مضيئة علي مشروعه النهضوي الذي كان يناضل ويعمل من اجله الا وهو مشروع التنمية المستقلة والنهضة الحديثة والاستقلال عن مشروعات الامبريالية والصهيونية كان يوم الثالث والعشرين من يوليو 1952 بداية مرحلة جديدة ومجيدة في حياة شعبنا المصري بعد انتهاء النظام الملكي الاقطاعي الذي لم يستطع الحزب الشعبي الكبير حزب الوفد من الحكم سوي ست سنوات وبضعة اشهر خلال ثمانية وعشرين عاما هي عمر المرحلة المسماة بالمرحلة الليبرالية بينما استطاعت احزاب وحكومات الاقليات كالسعديين والاحرار الدستوريين من فرض ديكتاتورية سافرة طيلة تلك السنوات. وقاد ناصر الثورة وخاض معارك البناء ومعارك النضال ضد سيطرة الاستعمار جنبا الي جنب , دخل معركة السد العالي ومعركة النضال ضد الاحلاف العسكرية الاستعمارية في نفس القت وجاءت ضربته العظيمة في 26 يوليو 1956 الا وهي تأميم قناة السويس والذي احدث دويا عظيما في العالم كله سواء الراسمالى الاستعماري ام العالم الثالث الذي جاءته الامال في استرداد ثرواته المنهوبة عبر صوت الزعيم المصري منطلقا من الاسكندرية في هذا اليوم الخالد. كتب السيد خالد محيي الدين في مذكراته المعنونة (والان اتكلم) عبد الناصر كان في الفالوجا, حوصر, وصمد فى خنادقها وتفتحت مواهبه العسكرية والقيادية وبرز كضابط شجاع ووطني قادر علي الصمود والتضحية وعلي امتلاك رؤية استراتيجية صافية. هذا هو ناصر كما وصفه رفيق نضاله خالد محيي الدين, وفي الداخل في مصر كان اهم ما يشغل عبد الناصر هو تطور الزراعة لمواجهة الانفجار السكاني وان يسير الانتاج بخخطي سريعة تلاحق النمو السريع في عدد السكان. ان مساحة الاراضي الجديدة التي خلفها لنا حكم عبد الناصر حتي عام 1970 بلغت نحو 825 الف فدان وكان يتطلع الي ان تصبح بعد خمس سنوات مليونا ومائتي الف فدران واقام اعظم مشروع زراعي وانمائي في العالم الا وهو السد العالي العظيم . أن سجل نضالات ناصر علي مستوي امتدد مساحة امته العربية من الخليج الي المحيط تنطق له بالشكر والبطولة والنضال حيث هو الذي جسد حلم الوحدة العربية باقامة الجمهورية العربية المتحدة التي ضمت مصر وسوريا ولكن الاستعمار وحلفاءه من الرجعية العربية كانوا لهذه الوحدة بالمرصاد. ووقف بصلابة مع ثورة شعب الجزائر ومع حق الشعب السوداني في تقرير مصيره ودعم ثورة اليمن ونقلها من ظلمات القرون الوسطني الي القرن العشرين واعاد سلطان المغرب محمد الخامس الي عرشه ووقف بجانب ثورتي ليبيا والجزائر وعاش ومات من اجل فلسطين. وكانت مصر في عهده علما خفاقا للتحرر الوطني في افريقيا حيث قاد نضالها وكان وراء انشاء منظمة الوحدة الافريقية (الاتحاد الافريقيالآ. ولكم جماهير مصر العظيمة خرجت يومي 9 و 10 يونيو متمسكة بقائدها العظيم والتي ادركت بوعيها العميق وفطرتها السليمة مدي اخلاص زعيمها لقضايا شعبه وامته. في ذلك الموقف الشعبي الخالد نشرت مجلة (اليسار الجديد) الفرنسية في عددها (يوليو –اغسطس 1967) ما يلي كانت هناك دقيقة, عند وقف اطلاق النار, عندما بدا وكأن هزيمة مصر ستؤدي الي سقوط عبد الناصر وتحطيم السياسة التي ارتبطت باسمه ولو حدث ذلك لكان الشرق الاوسط, بالتأكيد تقريبا, قد عاد الي دائرة النفوذ الغربي. كانت مصر قد تحولت الي غانا او اندونيسيا اخري لكن ذلك لم يحدث, فالجماهير العربية التي خرجت في شوارع القاهرة ودمشق وبيروت لمطالبة عبد الناصر بالبقاء في منصبه, حالت دون أن يتم ذلك, كان ذلك احد النبضات الشعبية التاريخية النادرة التي تصلح او تقلب الميزان السياسي خلال دقائق معدودة. هذه المرة الاولي, وفي ساعة الهزيمة, جاءت المبادرة باثر فوري. وليس هناك سوي حالات قليلة جدا في التاريخ حينما وقف شعب الي جانب قائده المنهزم بهذه الطريقة, وللفترة الحالية ومنع الاستعمار الجديد من جني ثمار النصر الاسرائيلي, انتهي كلام المجلة الفرنسية.. واليوم نجد ان مشروع عبد الناصر ونضالاته في محاربة الاستعمار واعوان الاستعمار وفي اقامة مجتمع الكفاية والعدل والتنمية المستقلة البعيدة عن استغلال الانسان لاخيه الانسان و التوزيع العادل لعوائدها. مازالت تؤرق الامبريالية واعوانها في الداخل والخارج ومازالت اصدأ معاركه العظيمة تقلق نومهم ومن هنا هجومهم اليومي (نعم اليومي) المستمر علي الرجل العظيم ونضالاته من اجل العدل والحرية والكرامة. صلاح الدين سليمان