حاول قادة الدول السبع، خلال انعقاد أول قمة للدول الصناعية الكبرى السبع منذ اندلاع الوباء، تشكيل جبهة موحدة ضد ما أطلقوا عليه "التهديدات العالمية"، وأصدروا بياناً مشتركاً متعهدين فيه بمعالجة آثار الجائحة والدفاع عن حقوق الإنسان، وتحديداً في هونغ كونغ وشينجيانغ، الصين., مدعياً وجود سلسلة من الأفعال المنظمة تنتهك حقوق الإنسان من قبل الحكومة الصينية. في كلمة للرئيس الأمريكي جو بايدن أكد الحاجة إلى توفير "بديل ديمقراطي" للنفوذ المتزايد للصين والتزامه بمواجهة سياسات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. تصريحات بايدن تأتى قبل انعقاد القمة الأمريكية الروسية المقرر لها اليوم الأربعاء. وقال بايدن إنه "راض" عن كيفية تناول البيان المشترك للصين، وأضاف أعتقد أن على الصين أن تبدأ في التصرف بمسئولية أكبر فيما يتعلق بالمعايير الدولية لحقوق الإنسان والشفافية…الشفافية مهمة في جميع المجالات". بيان القادة السبعة شدد أيضاً علي أهمية التحقيق في أصول جائحة الفيروس التاجي وعلاقته بالصين. وأشار بايدن بهذا الصدد إلى أنه لم يتوصل إلى استنتاج بشأن أصل تفشي المرض، وأضاف أن مثل هذه الدراسة تتطلب مزيدا من التعاون الصيني. كما شدد بايدن على حاجة الدول السبعة إلى وجود بديل لمبادرة الحزام والطريق الصينية، والتي انتشرت الآن في جميع أنحاء أفريقيا وأمريكا اللاتينية وأوروبا. وقال إن مثل هذه الخطة ستحتاج إلى إعطاء الأولوية "للمعايير العالية للبدائل الصديقة للبيئة, وإلى مزيد من الشفافية حول نوايا هذه المبادرة". وليس من الواضح كيف سيتمكن السبعة الكبار من الحشد في مواجهة الصين علي المستوي الاقتصادي, فيبدو أن الخطة تجمع بين المشاريع القائمة في الولاياتالمتحدة وأوروبا واليابان وبين تشجيع التمويل الخاص. وعلقت الصين بشأن نتائج القمة, حيث قال متحدث باسم السفارة الصينية في لندن في بيان "الأيام التي تم فيها إملاء القرارات العالمية من قبل مجموعة صغيرة من البلدان قد ولت منذ فترة طويلة". وفيما يتعلق بإدعاء الولاياتالمتحدة بتدخل روسيا في الانتخابات الأمريكية، قال بايدن إن العلاقات مع موسكو في " نقطة منخفضة ", وأنه ملتزم بأن تكون العلاقات الجديدة" واضحة للغاية " مع بوتين بشأن تخوفاته, وذلك خلال اجتماعهم المخطط له اليوم الأربعاء في جنيف. لكنه أثار أيضاً مجالات للتسوية المحتملة مع روسيا، في حالة سمحت روسيا بتوفير الغذاء والمساعدات الإنسانية الأمريكية في سوريا. وأوضح بايدن: "انخرطت روسيا في أنشطة نعتقد أنها تتعارض مع المعايير الدولية, وأضاف أنه منفتح على اقتراح السيد بوتين بتسليم مجرمي الإنترنت الروس إلى الولاياتالمتحدة، بشرط أن تفعل إدارة بايدن الشيء نفسه. وقال إنه إذا كان هناك من ارتكبوا جرائم ضد روسيا ، "فأنا ملتزم بمحاسبتهم… قد تكون هذه المسألة دلالة تعبر عن التحسن في العلاقة بين البلدين". فشل في معالجة الاحتباس الحراري من ناحية اخري، فشلت القمة في تحديد موعد ثابت لإيقاف استخدام الفحم في توليد الطاقة بشكل نهائي, حيث يعد توليد الطاقة عبر الفحم أحد أكبر الأسباب في ظاهرة الاحتباس الحراري. وعدت مجموعة السبعة بإنهاء التمويل الدولي لمشاريع توليد الطاقة عبر الفحم التي لا تشمل التكنولوجيا لالتقاط وتخزين انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بحلول عام 2022، ووعدت ببناء قطاع طاقة "منزوع الكربون" بحلول نهاية العقد، وقالت إنها ستقدم 2 مليار دولار لمساعدة الدول على الابتعاد عن الوقود الأحفوري، وهي خطوات رئيسية في ما يأمل القادة أن يكون بمثابة الانتقال العالمي إلى طاقة الرياح والطاقة الشمسية وغيرها من مصادر الطاقة التي لا تنتج انبعاثات ثاني أكسيد الكربون التي تؤدي لارتفاع درجة حرارة الكوكب. وأشار مراقبون إلى أن عدم قدرة دول السبعة الكبار، التي تنتج مجتمعة حوالي ربع تلوث المناخ في العالم، على الاتفاق على تاريخ انتهاء محدد لاستخدام الفحم في بلدانهم الأصلية يضعف قدرة تلك الدول نفسها في التأثير على الصين للحد من استخدام الفحم الخاص بها. وفي نفس السياق, وافق القادة على الوفاء بتعهد تأخر عن موعده, وهو الخاص بجمع 100 مليار دولار سنوياً لمساعدة البلدان الفقيرة على خفض انبعاثات الكربون والتصدي لآثار تغير المناخ. وقالت جينيفر مورغان، المديرة التنفيذية لمنظمة السلام الأخضر الدولية :"إنه أمر مخيب للآمال للغاية…كان لديهم الفرصة التاريخية لأن يقودوا العالم في هذه المسألة، ولكنهم فشلوا في استغلالها". فرصة لخفض توترات "بريكست" وفرت هذه القمة الأولى المنعقدة الفرصة لتحقيق تقدم بين مختلف الدول في الملفات الخلافية علي الصعيد الثنائي، وفي طليعتها التوتر الناجم عن ترتيبات ما بعد "بريكست" المتعلقة بإيرلندا الشمالية. وعقد جونسون الذي يشارك في أول قمة له منذ خروج بلاده من الاتحاد الأوروبي في الأول من يناير لقاءات ثنائية متتالية جمعته مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فو دير لاين، الذين طالبوه جميعهم باحترام التزاماته. وقال رئيس الوزراء البريطاني داعياً الأوروبيين إلى إبداء "براغماتية ومرونة" حيال الصعوبات الناجمة عن التدابير الجمركية الجديدة، قبل أن يحذر، السبت، بأن بلاده "لن تتردد" في تجاوز بنود اتفاق "بريكست" المتعلقة بإيرلندا الشمالية إذا لم يبدِ الأوروبيون مرونة. في المقابل، طالب الاتحاد الأوروبي جونسون بضرورة تنفيذ الاتفاق الذي وقعه لخروج بلاده من الاتحاد، حتى يضمن السلام في إيرلندا الشمالية، مؤكداً أن الكتلة المؤلفة من 27 دولة تتخذ موقفاً موحداً بهذا الصدد. وعبرت الولاياتالمتحدة عن قلقها البالغ من أن يؤدي الخلاف بين لندن وبروكسل حول تنفيذ اتفاق "بريكست" إلى تقويض اتفاق الجمعة العظيمة للسلام المبرم عام 1998، الذي أنهى عنفاً دام ثلاثة عقود في إيرلندا. وبعد خروج المملكة المتحدة من الكتلة في الأول من يناير، أجل جونسون بشكل منفرد تنفيذ بعض بنود بروتوكول إيرلندا الشمالية في اتفاق الخروج من الاتحاد الأوروبي. وقالت أورسولا فون دير لاين، بعد اجتماع مع جونسون ورئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل، "اتفاق الجمعة العظيمة والسلام في جزيرة إيرلندا أمران أساسيان. يجب على الجانبين تنفيذ ما اتفقنا عليه". وأضافت "هناك وحدة تامة داخل الاتحاد الأوروبي إزاء هذا الشأن"، مشيرة إلى أن حكومة جونسون والاتحاد الأوروبي اتفقا على اتفاق "بريكست" ووقعاه وصدقا عليه. وعلى الرغم من أن هذا الأمر لم يكن جزءاً من جدول الأعمال الرسمي لقمة دول مجموعة السبع في منتجع كاربيس باي الإنجليزي، فقد أثير في اجتماعات بين جونسون وزعماء الاتحاد الأوروبي.وعرض الرئيس الفرنسي إعادة ضبط العلاقات مع بريطانيا إذا التزم جونسون بالاتفاق الذي وقعه. كما التقى جونسون مع ميركل. وقال الرئيس بايدن، الفخور بانحداره من أصول إيرلندية، إن واشنطن لن ترحب بأي خطوات تعرض اتفاق السلام المبرم عام 1998 للخطر. وذكر جونسون لرئيسة المفوضية الأوروبية أنه ملتزم بإيجاد حلول عملية لخروج بريطانيا من الاتحاد في إطار بروتوكول إيرلندا الشمالية. وأكد جونسون لميركل "ضرورة الحفاظ على سيادة المملكة المتحدة ووحدة أراضيها"، بحسب ما ذكر متحدث باسمه. مليار جرعة لقاح غير كافية وإزاء الدعوات المتزايدة في الأشهر الأخيرة، توصلت دول المجموعة إلى تعهد بتوزيع أكثر من مليار جرعة من اللقاحات المضادة لكوفيد-19 بحلول نهاية عام 2022 على أمل القضاء على الجائحة، وفق ما أعلن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون في ختام القمة. واعتبرت جهات عدة، من منظمات غير حكومية إلى منظمة الصحة العالمية، أنه تعهد غير كاف، معتبرةً أن العالم بحاجة إلى 11 مليار جرعة لقاحية للقضاء على الجائحة. ولم تبت مجموعة السبع قضية رفع براءات الاختراع عن اللقاحات بهدف تسريع إنتاجها، وهو أمر تؤيده الولاياتالمتحدة وفرنسا في حين تعارضه ألمانيا.