——————————————— كتب محمود الشربيني: ——————— – نزيف الحزن على الزهرة البريئة أحمد عبد الله ابن الخرقانية لم يتوقف، منذ أن اغتالته دراجة بخارية طائشة .. صدمته و هشمت جمجمته، وأحدثت بها كسراً ونزيفًا داخليا .. هذا بعد مأساوي في القصة .. لكن الأكثر مأساوية هو أن هذا الطفل – الذي ننشر قصته المحزنة هنا في هذه السطور- لم يجد من يسعفه أو ينقذ حياته! – الطفل أحمد الذي يبدو في الصورة اغتالته دراجة بخارية بلا رحمة وبلا هوادة ، انشقت عن ظهر آلاف الدراجات والموتوسيكلات المارقة كالسهام المتلوية كالثعابين .. تقتل ببساطة .. تحمل تصريحاً – غير مكتوب أو معلن – بالقتل .. لا تعبأ بقانون ولا بجهاز أمني أو شرطي .. قادتها يمتلكون الشارع .. يحولونه نهراً من الدم .. ويفرون هاربين ! – صدمت الدراجة أحمد ، لكن المؤسف أنه تُرك غارقًا في نزيفه لا يملك له أحد شيئاً .. والكل يقف مكتوف الأيدى .. عبثاً حاولت أسرته أن تبحث له عن مكان في غرفة عناية مركزة بمستشفى تخصصي أو المستشفى الجامعي بالقناطر الخيرية .. حتى فارق الحياة متأثرا بجراحه . – وقع الحادث الإثنين الماضي ، بحدود الحادية عشرة صباحاً تقريبًا ، عندما صدمت الطفل أحمد دراجة بخارية أثناء سيره بالطريق العام فأحدثت به كسرًا في الجمجمة، فحمله أهله وذهبوا به لمعهد ناصر أولًا ورفض استقباله لعدم توافر غرف عناية لمثل هذه الحالات(!)، ولم تستقبله إلا مستشفى قليوب التخصصي، التي ظل بها حتى الساعة 9مساءً ، ورغم الموافقة على دخوله ، إلا أن المستشفى تركه في نطاق منطقة الاستقبال دون اتخاذ أى إجراء من شأنه أن ينقذ حياته .. أو يوقف نزيفه المستمر!! – كان أهله يأكلهم الخوف والقلق ، فهم مثل كل البسطاء من الناس لا قدرة لديهم على دفع تكاليف المستشفيات الخاصة ، وقد أعياهم البحث و أضناهم العذاب وهم يوسطون هذا وذاك من أجل إيجاد مستشفى يسعف زهرتهم البريئة، التي يوشك عطرها على الفناء . حاولوا كثيرًا دون جدوي ، حتي أشار أحدهم إلى مستشفى نور الهدى في مدينة القناطر الخيرية ، والتى قبلت دخوله، ودفعوا لها بعد مفاوضات مضنية مبلغ ثلاثة آلاف جنيه بدلاً من أربعة آلاف ، تم دفعهم بالإيصال المرفق ، وتم حجزه بإحدي الغرف ، ولكن للأسف الشديد كانت تفتقر إلى إمكانيات الإنقاذ المطلوبة ، فلم يحدث له أي تحسن في حالته ، بل ازدادت سوءًا ، مما اضطر أهله إلى البحث عن منافذ أخرى للتواصل مع المسئولين ، وتم الاتصال بمحافظ القليوبية ، الذى أعطى تأشيرة بالفعل بضرورة الاستعجال باتخاذ الإجراءات الطبية اللازمة ، وتم الاتصال بالطوارئ ومديرية الصحة التي طلبت التقارير الطبية والأشعات وتم بالفعل استلامها من أهل الطفل . – وعلى الرغم من جهود الساعات الأخيرة ، ومحاولات الاتصال بالوزارة إلا أن أحدا لم يتواصل مع أسرته حتى الساعة العاشرة صباح الثلاثاء، للاستعلام عن وضع الحالة المرضية للطفل ، و للأسف الشديد كان قد فارق الحياة ، وهكذا راح أحمد ضحية دراجة بخارية طائشة وتقاعس ملائكة الرحمة! – جدير بالذكر أن والد الطفل يعمل في سجن القناطر الخيرية ، وهنا يثور السؤال عن حقه في اللجوء إليها لمساندته في طلب التحقيق في الإهمال الذي أودي بحياة ابنه، الذي ذهب ضحية الاستهتار والرعونة من دراجة طائشة وتعرضه إلى الإهمال الطبي؟ – من حق الرجل أن يعرف ما هي الإجراءات الطبية التي تلقاها نجله وهو ينزف في تلك الغرفة بذلك المستشفى الخاص، الذي تلقى من قوته وشقاه ثلاثة آلاف جنيه؟ هل هناك إجراءات اتخذت ؟ هل هناك تفتيش يتم على المستشفيات الخاصة ، وأيضا على الحكومية ، فإذا كانت كل دقيقة تمر على مصاب بنزيف ، فكيف يكون موجودا داخل قلعة من قلاع الطب في مصر كمعهد ناصر ولا يجري مساعدته بأي إجراءات من شأنها أن تسهم في إنقاذه، حتى يمكن الوصول إلي الجهة القادرة على علاجه ، فيتم نقله إليها من دون أن تتفاقم حالته . – من حق الناس ان تعرف ما الذي تلقته مقابل أموالها ، وهل تمتلك المستشفيات الخاصة رخصة مزاولة المهنة المقدسة من عدمه ، وهل غرفها الطبية مجهزة و مطابقة للمواصفات؟ وهل المبالغ التي يتم تحصيلها تتم وفقا لأسعار قانونية ، أم عمليات بيزنس ومقاولات ؟ – من حق الناس أن تعلم من المسئول عن موت طفل الخرقانية البريء. – مرفق الصور – الطفل البريء احمد عبد المنعم عبد الله – إيصال بمبلغ ثلاثة آلاف جنيه مدفوع لمستشفى نور الهدي – صورة من قرار دخول الطفل مستشفي قليوب التخصصي – صورة من نموذج تحويل طبي للطفل أحمد