مازالت حرب التصريحات مستمرة من الجانب الاثيوبى فيما يخص ملف سد النهضة، والمفاوضات العالقة بين الدول الثلاث "مصر والسودان واثيوبيا"، حيث أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإثيوبية خلال مؤتمر صحفي، أمس الأول، أنه لا سبيل أمام دولتى المصب لحل الخلافات الا المفاوضات، مشيرا الى ان أي تغيير في آليات المفاوضات يجب أن يكون حسب إعلان المبادئ، مؤكدا ان اديس ابابا ابلغت المبعوث الأمريكي للسودان دونالد بوث بالمضى في الملء الثاني للسد، التصريح الذى يعتبره الخبراء تصعيدا مباشرا من إثيوبيا ضد دولتى المصب وبالأخص مصر. معلنا الرفض التام لأي ملء أحادي للسد يهدد حياة مواطنيه ومنشآته المائية، حيث وحذر السودان، أديس أبابا من أي خطوة أحادية للملء الثاني، والذى يشكل تهديداً لحياة أكثر من 20 مليون سوداني على ضفاف النيل الأزرق، كما تهدد خزان «الروصيرص» وكل المنشآت على النيل، ملوحا بأن السودان سيقوم باللجوء إلى خيارات قانونية أخرى، حال استمرت أديس أبابا في الملء الثاني للسد، من بينها الذهاب إلى مجلس الأمن الدولي أو التحكيم الدولي. من جانبه، يرى الخبير المائي، دكتور عباس شراقي، أن مصر ترحب بأي جهود تبذل من أجل استمرار مفاوضات سد النهضة والوصول لاتفاق عادل يضمن حقوق الدول الثلاث "مصر والسودان وإثيوبيا"، جاء ذلك تعليقا على وجود مبادرة إماراتية للتوسط بشأن مفاوضات سد النهضة، رحبت بها السودان في بيان رسمي، ولم تعلق مصر رسميا على هذه المبادرة، مضيفا ان أي تدخل من أي جهة دولية الآن أهلا وسهلا به، ونرحب به، وقد بدأنا مع الاتحاد الأفريقي في يونيو الماضي رغم إحساسنا أنه ربما قد لا يحل القضية وهذا ما حصل بالفعل". وأشار إلى أنه كان هناك اقتراح أن تتدخل السعودية والإمارات قبل وساطة الاتحاد الأفريقي، ولكن لم تكن المساعي جادة، وقتها، مشددا على انه إذا كانت هذه المساعي جادة، نتمنى ان يكون التنفيذ في أسرع وقت، لأنه "مفيش وقت"، منبها أن إثيوبيا إذا بدأت في الإنشاءات الآن فهذا يعني التخزين دون اتفاق، وهذا قد يضر المفاوضات تحت أي طرف أجنبي. وأوضح: إقدام إثيوبيا على الملء الثاني دون اتفاق، صعب جدا بعده، أن تتدخل السعودية أو الإمارات أو أي جهة أخرى، لأنه حينها سيكون الاعتداء قد وقع على دولتي المصب.