حين حقق الوطنيون اليمنيون هدف نضالههم التاريخي بإعلان قيام دولة الوحدة ظلوا يؤكدون على حماية هذا المشروع الوحدوي من مخاطر جمة لا تزال محدقة بهذا المشروع الذي جسدته على ارض الواقع متناقصات عدة رغبة واردة شعبية جامحة على مستوى شطري الوطن جنوبا وشمالا مدعومة بروح وحدوية لدى قطاع واسع من مثقفي اليمن وأدباءها عبر نضالات موسستهم الموحده علي مستوى الشطرين …اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين …ذلك الإتحاد الذي رفع شعاره الخالد …الوحدة في صدارة مهامنا المعاصرة من جانب سلطتي الحكم القائم آنذاك في عدنصنعاء كل نظام كان يحتفظ بمرياتيه ومنظوره وتحليله لطبيعة الوحدة التي هو بصدد الذهاب اليها خاصة بعد المواجهات العسكرية التي واجهها الشطران حرب 72 وحرب 78 وكانت تنتهي بعد تدخلات عربيه لعنوان وحيد وهو الاسراع بانجاز مشروع دولة الوحدة الموعود وكل طرف عربي له منظوره ومصالحه ولا بد. هنا من الاشارة لدور كويتي مميز خلال تلك الحقبة.. هناك موقف تاريخي عدائي تجاه موضوع الوحدة اليمنيه من قبل تحالف القوي العسكرية القبيليه التي احكمت السيطرة تاريخيا على مقاليد الحكم في الشطر الشمالي من الوطن وقد دابت دوما للنظر لموضوع الوحدة من زاوية لا وطنية تقوم على مفهومي الاستتباع والابتلاع للجنوب يتماهي مع مفهومها للحكم تحت ظلال واهي لدولة ضعيفة امام تغول دور ومكانة نظام قبلي مشايخي لادارة الصراع والمصالح في الشطر الشمالي من الوطن طامحة بتعميمه في ربوع اليمن كله, وجود قوي ذات منشآ تاريخي جنوبي تعاركت تاريخا مع النضالات الوطنية التي قادتها فصائل العمل الوطني ضد الوجود الاستعماري في الجنوب وسجلت موفقا مبكرا مناهضا لفكرة وحدة الأرض والشعب اليمنيه وكانت بصمات بريطانية تغدي وتدفع بهكذا توجهات ولا تزال بالخفاء تمارس ذات الدور مع اتساع هذا الأمر ليشمل اطرافا انتجتها الحرب المستمرة منذ اكثر من خمس سنوات وقد اختطلت عليها الأوراق عمدا وسذاجة وراح اليمن عبر شرعنة الكثير من الهذيان الوقح المنتج لهويات يتم دعمها تتاقض وتواجه نضال اليمنيين التاريخي لبناء دولة حقيقية ذات مشروع نهضوي مستقل..واليوم ونحن نحي ذكرى 22 مايو 1990 نسأل بمرارة ما الذي تبقى من ذلك المشروع هل سقط للابد ؟ّ! هل حل محله مشروع بديلا اكثر وطنية أم تتجلى عبر تحليل واقع الحرب وتداعياتها اهداف ترمي ليس مواجهة فكرة الوحدة بل ترمي لتدمير اليمن كما عرفه التاريخ وتحت حجج واهام واهية؟!! دعونا نقترب من الصورة اكثر حين حقق اليمنيون وحدتهم فاجأتهم الاحداث ببروز حاد للتناقضات التي اشرنا اليها لتعبر عن شططها باندلاع حرب عام 1994 لتوجه طعنة نجلاء للمشروع الوطني للوحدة ولتحدث شرخا ظل ينمو ويتعزز ذاهبا نحو مالات تبعد اكثر واكثر عن مفهوم الوحدة وزاد الطين بله ان الطبيعة العسكرية القبيلية المهيمنة اعادت تكوين عناصرها بسياج اسلاموي يكفر الحركة الوطنية بل يكفر الجنوب ذاته وقد لعبت اجنحة التطرف لدي التيارات الجهاديه الاسلامويه وحزب الاخوان المسلمين في اطار تحالف غير مقدس مع التركيبة العسكرية القبيلية ممثلة بشخص عبدالله بن حسين الاحمر شيخ مشايخ حاشد وتلك محطه تاريخيه لعبت ولا تزال تلعب دورا في ضرب مشروع الوحدة وتعزيز دور وحضور العنصر المشيخي القبلي الاسلاموي وقد تجلى ذلك الدور بوضوح بأمرين..تجيير وادارة الصراع الذي خاضته جماهير الشباب طلائع الحركة الوطنيه خلال فترة ما عرف// بثورات الربيع العربي// وتحويل مسار ذلك المد بما ينسجم ومشروع اخواني على مسوي الإقليم واخواني قبلي يجري زرعه على الارض اليمنيه مدعوم ماليا من قوي ماليه داخليه واقليمية ودوليه. في ذلك التوقيت ومع تراكمات المواجهات مع طبيعة سلطة الرئيس السابق صالح الذي واجه بالعنف المسلح تحركات الحراك الجنوبي المنطلق عام 2007 تلك المواجهات التي عملت على تنمية وتغذية اتجاهات تدفع نحو الخلاص مما بات يطلق عليه// استعمار// الشمال للجنوب// وهنا تكمن نقطة الضعف الأساسية لتي رافقت بعض تيارات الحراك الحنوبي فبدلا من مواجهة قمع النظام العسكري القبلي المتحالف مع قوي العنف والإرهاب الاسلاموي بات الاسهل توجيه دفة الصراع مع فكرة الوحدة والوطن والشعب والانتماء الوطني وهكذا نمت وتعززت بذور الهويات الدونيه ووجدت من يغذيها بسياساته وجرايمه خاصة في الجنوب. لم تكن الحرب الدايرة التي انطلقت عام 2015 وقد افتقدت عند انطلقها من أفق واضح المعالم فقد اختلطت اوراقها وبدلا من التركيز على الهدف الاساس وهو عودة الشرعيه لمركز القرار السياسي بصنعاء كعاصمة لدولة الوحدة التي انقلب عليها مشروع انصار الله المنقلب مبكرا على اهم مرتكزات نضالات شعبنا اليمني وهو وحدة ثورتي 14 اكتوبر و 26 سبتمبر راح يهيل عليهما التراب معا متمددا بطول الأرض وعرضها ووفق قرأة مبتعدة عن تاريخية ونضالات الحركه الوطنية اليمنيه المؤمنة بالوحدة ودولة العدالة والمساواة. والخلاصة نحن الآن على أرض يمن لم تعد كتلك التي جري ارضيها ثقافة وتوحدا وتماسكا اعلان قيام وحدتها عام 1999 في أسوأ الأحوال بات مطروحا بل الأمر ملهاة وقلبا لحقائق التاريخ والجغرافيا ومفاهبم الانتماء بات الامر تفكيكا وبات مشروعا ضحلا للفدرلة والكيانات المجزاة فلا الشمال سيبقى الشمال الذي نعرفه ولا سيبقى الجنوب الذي عهدناه غاب الوطن وبرزت المطامح الاضيق والمصالح الاوسع للجوار غاب و توارى مفهموم الدولة الوطنية المستقلة ذات السيادة ..وهكذا ظلت..ترواح القراءة مكانها من خمس سنوات واكثر بين العمل على اعادة الشرعيه في وقت يجري فيه اضعاف وانهاك كيان هذه الشرعية التي ينخرها الفساد وتهيمن على اجنحة القوة فيها انتماءات ذات ابعاد قبلية بمعالم إخوانية اسلامويه ذات أبعاد معروفة التوجه والتمويل وعلى نفس الشاكلة جرى ويجرى تقليم اضافر ما تبقى من روابط ومشاعر وطنية الانتماء الوطني عبر ما عبر عنه باستيلاد نخب عسكرية لا رابط يربطها بجيش وطني غير موجود أصلا وهكذا تم زرع هذه الخنب الشبوانية الماربيه التعزيه وتلك الحضرمية وما ترافق معها من احزمة امنية تتواجه مع اي فكرة لبناء جيش وطني يمثل الارادة الوطنية المستقله..هنا تحديدا تتبدى جملة المصاعب امام استمرار الحرب القائمة فبدلا من كبح جماح كافة التيارات المتطرفة من قوى القاعدة والقوى السلفية المتطرفه وتوسيع قاعدة تحالف وطني واسع يواجه مشروع انصار الله والعمل كما يقال على أضعاف ومواجهة المد الايراني الفارسي هاهي الايادي من خلف الستار تمتد من خلف الستار أيضا ومن تحت الطاوله لتسوية سياسية مع انصار الله وبنفس الوقت يجري مقايضة الشرعية وهي محاصرة بعناصر ضعفها التي كبلت بها نفسها لتجري مع الانتقالي ضمن مفهوم مرغما اخاك لا بطل… صفقة ليست براضية عنها الشرعية ذاتها اضمحلت كما اضمحل قبلها اتفاق استكهولم ولكنها مثلما منعت كما يقال من دخول صنعاء ومن دخول الحديدة باتت تدير امورها خارج مدينة صنعاء عاصمة دولة الوحدة وخارج العاصمة الاقتصادية لدولة الوحدة عدنالمدينة التي منع من نزول الرئيس الشرعي في مطارها من قبل حلفاء اتوا يعملون على عودة الشرعية فاذا بهم يمنعون رئيس الشرعية نفس من هبوط طائرته بمطار تلك المدينة الباسلة التي باتت تئن تحت وطأة الفساد والدمار والسيول والاوبية والأمراض السياسية والقبيلية وخروج شببيتها يطالبون بترك مقاليد أمور المدينة بيد أبناءها بعد ان عبث بها كل من هب ودب. ختام لا سبيل امام العالم امام التحالف العربي أمام انصار الله امام الانتقالي امام كل القوى الخيرة الأخرى من مشروع سوى التمسك بمشروع وطني حقيقي يحقق مصالح شعبنا في الجنوب والشمال معا دون تغول ودون استعلاء وذلك لا تزال الكثير من بدورة صالحة للبذر في أرض يمنية حرة لا تدخل لأي طرف خارجي واليمنيون اعرف بمصالحهم ومصالح كل الأطراف الاقليميه والدولية شريطة ان تتبع مرحلة إنهاء الحرب منظومة سياسية متكاملة مكفولة بالقرارات الدولية وبخطة مارشال وانعاش اقتصادية وقبل ذلك كله بخطة وطنية إقليمية مدعومة دوليا لمواجة كارثة وجائحة الكورونا والمجاعة وهما ماثلتان على الابواب مع التنيه دوما بان مشروعا لبناء يمن جديد ينبغي الا يستثني أحدا يؤمن بالامن والسلام ووحدة الأرض وحقه المطلق بالمساهمة الحره حرية مطلقة كشريك يمتلك حق تقرير مصيره في بناء يمن الغد وذلك شرط ضروري بدونه لن يكون الجنوب إلا مجرد تابع وهو ما نرفضه ولا نأمل ان يتم الإلتفاف عليه ولكن دون مزايدة على التاريخ وروابط الانتماء والمصالح المشتركة التي تربط بين أبناء شعبنا اليمني في الجنوب وفي الشمال على حد سواء *بقلم علي عبد الكريم /شاعر واديب وباحث اقتصادي يمني قيادي/ امين عام مساعد سابق بجامعة الدول العربية