خالد سمير: الأرقام المعلن عنها ليس لها علاقة بالواقع وأعداد المصابين في تزايد مستمر بين التعايش مع فيروس كورونا وبين الإصابات اليومية، التي ترتفع يوما بعد يوم، تبقي أزمة التعامل مع الوباء من قبل وزارة الصحة، وبالرغم من تعدد الشكاوي من المواطنين من التعامل في استقبال الحالات المصابة، إلا أن الدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة تصر على فرض إجراءات أعتبرها الخبراء والمتخصصون، تؤدى إلى تفاقم الأزمة، وترفع عدد الإصابات . ومما لاشك فيه أثبت الوقع، أن تحذيرات الخبراء في محلها بعد أن تزايدت حصيلة الضحايا التي راحت على يد ذلك الفيروس اللعين لتتجاوز الإصابات 12 ألفا، ففي تلك المرحلة، كانت الوزيرة، تعلن في بيان يومي، أن مصدر الإصابات الجديدة إما من المخالطين أو العائدين من السفر، وأن الوزارة لن تجري تحليل ” كورونا ” أو ما يعرف باختبار ” PCR ” سوى في حالتين فقط، إما للمخالط لحالة ثبت إصابتها بعد ظهور أعراض المرض عليه، أو للعائد من السفر. فالوزيرة أمرت بتوقف تحديد مصدر انتقال العدوى للمصابين الجدد عن طريق بيان الوزارة منذ الثامن من أبريل الماضي، من وقتها وحتى الآن، البيان عبارة عن وصف المصابين ” بينهم عائدون من الخارج إضافة إلى المخالطين للحالات الإيجابية التي تم اكتشافها والإعلان عنها سابقًا “، التي تضمنتها كل البيانات اليومية للوزارة . وبداية من الثامن من أبريل الماضي، تقلصت شروط إجراء اختبار ” PCR ” بالمجان للمشتبه في إصابتهم ب ” كورونا “، إلى شرط واحد يعتمد فقط على ظهور الأعراض الحادة وخاصة الالتهاب الرئوي، وشملت هذه الشروط، المخالطين لحالات إيجابية، مما أثار غضب وهلع المواطنين، المخالطين لحالات إيجابية، وهو ما رصدته ” الأهالي ” في هذا التحقيق : وصمة عار اشتكت الشابة ذو الثلاثين من عمرها، من سوء معاملة المستشفيات الحكومية مع المواطنين، وعدم تقديرهم، للخوف والهلع، الذي ينتابهم من الإصابة بفيروس ” كورونا “، وخاصة بعد خروج أحد المصابين بالفيروس إلى الحجر الصحي من نفس الشارع، لافتة إلى أن ظهور أعراض الإصابة عليها، لم يرعبها بقدر رعبها من أن تموت منبوذة، موصومة، بأنها ضحية كورونا، كما حدث مع بعض الحالات من قبل، وتظل عائلتها مطاردة بهذا العار طول عمرهم. وقالت انها أجرت عشرات المرات الاتصال برقم الطوارئ، الذي خصصته وزارة الصحة، للإبلاغ عن حالات الاشتباه في الفيروس ” 105 “، رغم أنها قرأت على مواقع التواصل الاجتماعي، أنه لا فائدة من الاتصال به، ولكنها واصلت الاتصال ، لعدم تعرض أحد من المحيطين بها، للإصابة . وتابعت أنها اتفقت مع زوجها على الانتقال إلى المستشفى في تكتم، وأثناء الخروج من المنزل، جاهدت طويلا كي تكتم سعالها، حتى لا ينتبه الجيران، موضحة أن أول مستشفى خاص توجهت إليها، أخبرهما موظف الاستقبال، أنهم لا يستقبلون حالات الأمراض الصدرية والتنفسية، ونصحهما بالتوجه إلى مستشفى الحميات، وهو مع حدث أيضا في أكثر من مستشفى خاص أخر . وأوضحت أنها توجهت لأقرب مستشفى حكومي، والذي تقدم الخدمة بأجر ” جزء استثماري “، قائلة : ” غامرت بالدخول، ولكن لاحظت عدم ارتداء موظفين الأمن كمامات أو قفازات، ويتعاملوا بشكل طبيعي مع المرضى ” . وأضافت أنه لم تمض دقائق، حتى جاء طبيب شاب، يضع كمامة ويرتدي قفازا، وسأل عن الأعراض، ثم طلب أشعة على الصدر، وتحليل دم كامل، مؤكدا أن متاعبها، مجرد متاعب صدرية عادية، ووصف لها أدوية للصدر وتعافت بعدها لمدة 5 أيام، ثم عادت الأعراض مرة أخرى وبشكل أكبر عما قبل، وعند الذهاب مرة أخرى للمستشفى، وتم أخذ مسحة ” كورونا ” وتم تأكيد أصابتها، وفى انتظار إرسال سيارة الإسعاف، للحجر الصحي . البروتوكول الجديد أكد طبيب مسئول بمحافظة الفيوم، رفض ذكر اسمه، أنه بعد زيادة عدد المصابين عن ألف مصاب، أرسلت وزارة الصحة لكل المستشفيات بروتوكولا جديدًا لإجراء اختبار ال ” PCR ” ، يقوم على تحقق الطبيب من توافر مجموعة من الأعراض في الشخص المشتبه فيه، مبينا أن الأعراض، تشمل المسموعة، والتي يستطيع الطبيب تمييزها بالسماعة أو بالكشف أو تظهر في الأشعة أو نتائج التحاليل، إلى جانب الأعراض المحسوسة وهي التي يشعر بها المريض مثل الإحساس بضيق في التنفس أو بألم بالحلق أو في الصدر، وفقا لبروتوكول وزارة الصحة الحالي، تقييم وضع الشخص المشتبه في إصابته ب ” كورونا ” يكون وفقًا للأعراض المسموعة . وأضاف أن الشخص الذي يعاني من درجة حرارة مرتفعة وسعال شديد وتظهر التحاليل والأشعة إصابته بالتهاب رئوي، يحرر له الطبيب فورا استمارة إجراء تحليل ” PCR “، أما الشخص الذي يشكو من أعراض، لا تتماشى مع التحاليل والأشعة، فيطلب منه أن يأتي مرة أخرى بعد يومين أو ثلاث لإعادة الكشف. وتابع أنه قبل الوصول لمرحلة الألف مصاب، كانت جميع المستشفيات على مستوى الجمهورية تتبع ما يسمى ب ” score ” وهو نظام يعتمد على فرز الأشخاص الذين يحضرون إلى أقسام الطوارئ والاستقبال في المستشفيات، ويشتبه في إصابتهم ب ” كورونا ” بموجب تقييم الأعراض التي يشكون منها ” شفهيًا ” وإعطائهم ترتيب من واحد إلى عشرة لتحديد مدى احتمالية إصابتهم بالفيروس. وأوضح أنه إذا كان الشخص لديه تاريخ مخالطة، أي كان موجودا في مكان ظهرت به حالات إيجابية في مصنع أو شارع أو منطقة تحسب له درجة، وإذا كان يشكو من أعراض ارتفاع درجة الحرارة أو سعال أو ضيق تنفس أو إعياء أو إرهاق، يحتسب له مقابل كل شكوى درجة، وتزيد نسبة الاشتباه إذا كان الشخص كبيرا في السن ويعاني من أمراض مزمنة، لافتا إلى أن زيادة الدرجات، التي يحصل عليها المشتبه في إصابته بالفيروس، كان يتبعه إحالة المشتبه به إلى أقرب مستشفى حميات أو صدر له، للتحقق من الأعراض وتقييم مدى حاجته لإجراء اختبار ” PCR ” من عدمه . وأشار إلى أن كل مريض يحضر إلى أي من أقسام الطوارئ أو الاستقبال في أي مستشفى على مستوى الجمهورية، يشكو من أعراض ” كورونا “، يجرى له تحاليل دم وأشعة على الصدر، فإذا أثبتوا التهابا رئويا، يتم حجزه في المستشفى أولا، ثم سحب مسحتين من أنفه وحلقه وتحليلهما، وإذا جاءت نتيجة التحليل إيجابية، يتم إحالة المريض إلى مستشفى العزل، ولكن إذا جاءت النتيجة سلبية، يتم استمرار حجز المريض في المستشفى لمدة ثلاثة أيام أخرى، وإعادة إجراء اختبار ” PCR ” له مرة ثانية لأن سلبية التحليل، لا تدل على أن المريض غير مصاب ب ” كورونا “، وإنما من المحتمل أن يكون الشخص مصابا فعلا بالفيروس، ولكنه لم يتكاثر بكثرة ليظهر في المسحات، التي يتم أخذها من الجهاز التنفسي للمريض سواء من الفم أو الحلق أو القصبة الهوائية أو غيرها . وأكد أن نسب كشف اختبار ” PCR ” عن ” كورونا “، تتراوح صحته ما بين 57 إلى 60%، بمعنى إنه في حال وجود 10 مصابين ب ” كورونا “، لن يستطيع التحليل الكشف سوى عن 5 أو 6 منهم فقط ، ولهذا فتحديد إصابة الشخص بالفيروس من عدمه، تعتمد على أشعة الصدر وتحاليل الدم بنسبة كبيرة ويأتي بعدها آلية ” PCR ” . الانتشار المجتمعي ومن جانبه أكد الدكتور خالد سمير، أستاذ جراحة القلب بكلية الطب جامعة عين شمس، أن الأرقام التي تصدر من وزارة الصحة يوميا، ليس لها علاقة بالواقع ، فأعداد المصابين في مصر مئات الآلاف وربما الملايين، مبينا أن وزارة الصحة منذ بداية الأزمة، تقتصر على نتائج التحاليل الإيجابية، حيث يتم إجراء عدد محدود من التحاليل يوميا، وبالتالي فأن الأعداد التي يتم الإعلان عنها، هي عدد التحاليل الإيجابية وليس عدد المصابين . وأضاف أن الغالبية العظمى من مصابي ” كورونا “، لا تظهر عليهم أعراض، بنسبة 85% ، والنسبة المتبقية تتشابه أعراضها مع أعراض الأنفلونزا العادية، مؤكدا أن 5 % فقط من المصابين من تظهر عليهم أعراض شديدة، مما يساهم بأن أغلبية المصابين غير معروفين، وبالتالي يصبح ناقلا للعدوى، حتى في حالة عدم ظهور أعراض.