يوسف شاهين وخيري بشارة وأوليڤر ستون بقلم :ماجدة موريس بعد أيام قليلة، بالتحديد الخميس الثاني عشر من هذا الشهر، ينطلق في مدينة «جدة» أول مهرجان سينمائي دولي في المملكة العربية السعودية،والذي يقام في الفترة بين12-21من مارس ليضيف المزيد من ملامح وأبعاد الصورة الثقافية الجديدة للمملكة بعد أخبار متتالية عن اعداد كبيرة من دور العرض السينمائي التي بدأ أنشائها ،وايضا دور العرض المسرحي، وكذلك ما شهدناه عبر الشاشات الفضائية من حفلات غنائية وموسيقية للفنانين العرب والأجانب من خلال مهرجانات فنية متعددة، منها حفلات للموسيقي الكلاسيكية الأوروبية، وللموسيقي العربية، وبينها حفلات فناننا المبدع عمر خيرت مهرجان البحر الأحمر السينمائي الذي تقيمه مؤسسة جديدة وينطلق بعد ايّام من جدة برئاسة المخرج محمود الصباغ يقدم الينا عبر جناحه الاعلامي الكثير من المفاجئات، خاصة ما يخص السينما المصرية تحديدا،وكانت آخرها الاعلان عن ترميم فيلم مخرجنا الكبير يوسف شاهين «الاختيار» والذي قدمه شاهين في وقت حساس بعد نكسة يونيو1967، وكتب قصته الكاتب الكبير نجيب محفوظ، عن الشيزوفرينيا،اي مرض أنفصام الشخصية الذي أصاب البطل، وأثر علي حياته العامة من خلال الواقع الشخصي، وكتب النص السينمائي يوسف شاهين نفسه وأخرجه ليقدم احد اكثر أفلامه أثارة للجدل حول تفاعل العام والخاص في الحياة من خلال أداء كتيبة من الممثلين المبدعين كعزت العلايلي وسعاد حسني وهدي سلطان والمليجي، ويوسف وهبي وبتصوير احمد خورشيد ومونتاچ رشيدة عبد السلام، المهرجان قام بترميم الفيلم عبر المؤسسة التي تقيمه،وبتعاون فريد بينه، وبين وزارة الثقافة المصرية، وبين عائلة شاهين التي كان لها دور كبير في ترميم عدد آخر من أعماله من خلال مؤسسات ثقافية عالمية ومن هنا جاء تصريح مدير المهرجان «أنه حدث كبير أن يعرض فيلم ليوسف شاهين علي الشاشة الكبيرة في بلادنا،ونشعر بالفخر أن ترتبط مؤسسة البحر الأحمر السينمائي بتراث المخرج الراحل عبر ترميمها لاحد أعماله». وترميم أفلام خيري بشارة ليس شاهين وحده، ولكن اهتمام المهرجان بالسينما المصرية بدأ أولا بأفلام المخرج الكبير خيري بشارة،حين تم أختياره ليكون المخرج الاول الذي يقوم المهرجان بالتركيز علي انجازه السينمائي، وترميم أعماله وحفظها لمحبي السينما في العالم، والحقيقة انه أختيار جيد وواع لاهمية هذا المخرج الذي من الممكن أعتباره رائد للواقعية الجديدة في السينما المصرية بداية من أعماله التسجيلية والوثائقية،المهمة، قبل ان يقدم اول اعماله الروائية الطويلة «الأقدار الدامية» عام 1982، وبعده قدم اعماله المهمة في طرح القضايا الاجتماعية بأسلوب فني لصيق بالزمن الجديد مثل «العوامة رقم70»و« الطوق والاسورة»، و«يوم مر يوم حلو»، و«كابوريا»، و«آيس كريم في جليم » و«أمريكا شيكا بيكا» وغيرها من الافلام التي أضافت الي تاريخ السينما المصرية تسعة افلام لخيري بشارة تم ترميمها من خلال مؤسسة المهرجان ،لمخرج مستحق لهذا الاهتمام،وأيضا فيلمان سعوديان،نادرين للفنان والمصور السعودي الراحل «صفوح نعمان» هما «الحج الي مكة » انتاج عام 1963، و«جدة بين زمنين» الذي يقدم قصة مدينة جدة بين عامي 1954الي1968 . تغيير السيناريو تغيير السيناريو هو الشعار الذي يرفعه المهرجان الجديد بهدف تقديم فن السينما لمجتمعه، ودعمه ،من أجل دعم وتنمية السينما السعودية الصاعدة، والتي تكمل مسيرة تاريخية بدأت في ستينات القرن الماضي بفيلم «تأنيب الضمير» للمخرج سعد الفريح،وبعده افلام المخرج عبد الله المحيسن الوثائقية التي شاركت في مهرجانات مصرية واجنبية،وحيث بلغ عدد الافلام السعودية التي تم انتاجها من عام1975 حتي عام2012 رقم255 فيلما،معظمها افلام تسجيلية وقصيرة، محدودة الميزانيات، وعرضت في المسابقات والمهرجانات العربية والدولية والمحلية-وفقا لموقع ويكيبيديا-ومن هنا تأتي أهمية هذا المهرجان الجديد،في دعم السينما المحلية،وفِي دعم ذائقة جيل جديد من الجمهور في جميع أنحاء المملكة، وفِي أثراء المشهد الثقافي بما يدعم التغييرات والتحولات التي يشهدها المجتمع السعودي من تشجيع للحوار والانفتاح والتبادل الثقافي والفكري، واعتقد ان أختيار المخرج الامريكي الكبير أوليڤر ستون رئيسا للجنة تحكيم المسابقة الرئيسية للمهرجان هو أضافة مهمة لما اعلنت عنه أدارة المهرجان من أسباب لأقامته،وحيث يعتبر ستون واحد من أهم المجددين في السينما الوثائقية في العالم بأفلامه التي لم تتوقف عن قول الحقائق وفضح الأكاذيب التي نشرتها آلة الدعاية الامريكية منذ ايّام حرب ڤييتنام، مرورابأفلامه عن احداث برج التجارة العالمي، وحي المال والرئيس نيكسون وغيرها وحصوله علي ثلاثة جوائز أوسكار وغيرها من اهم الجوائز السينمائية في العالم.