كتب خالد عبدالراضي: ك “عرائس ماريونت” تحركها أمريكا وقتما تشاء، وبالطريقة التي تخدم أهدافها.. هكذا وصف بعض الخبراء والباحثين تنظيم داعش الإرهابي، بعد إعلانه استهداف اسرائيل تزامنا مع الإعلان عن تفاصيل ما يطلق عليها “صفقة القرن”، مؤكدين أن هذا الإعلان محاولة لاستغلال القضية الفلسطينية لحشد المتعاطفين وتحقيق مكاسب بشرية تعوضه عن الخسائر التي تعرض لها مؤخرا. قال مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية في تحليل له لكلمة المتحدث باسم تنظيم “داعش” أبي حمزة القرشي التي نشرها التنظيم عبر منصاته على شبكات التواصل الاجتماعي بعنوان “دمر الله عليهم وللكافرين أمثالها” إن تنظيم داعش يسعى لاستغلال القضية الفلسطينية لتحقيق حاضنة اجتماعية وبشرية له تعوضه عن الخسائر البشرية والمادية التي تعرض لها التنظيم في السنوات الأخيرة. وأشار المرصد إلى أن تنظيم “داعش” يسعى عبر هذه الكلمة إلى توظيف القضية الفلسطينية في خطابه على غرار ما يفعل تنظيم “القاعدة”، وهو تحول جديد ظهر في خطاب التنظيم، فقديمًا لم يوظف القضية الفلسطينية بشكل واضح، الأمر الذي يعطي إشارات إلى طبيعة الخطاب الداعشي في المرحلة القادمة، كما أن توظيف التنظيم لهذه القضية يعد محاولة لحشد مؤيدين جدد، خاصة أنه في الكلمة كان قد تحدث أن وجوده في العراقوسوريا هو مقدمة للانطلاق نحو “بيت المقدس”. وذكر المرصد أن كلمة ” أبي حمزة القرشي” المتحدث باسم التنظيم شهدت تحولا جديدًا في فكر التنظيم، وهو التحول من الدعوة إلى السفر والانتقال إلى أرض الخلافة المزعومة إلى الدعوة إلى التوجه نحو أقرب ولاية، ما يعني تخلي التنظيم في تلك المرحلة عن وجود ولاية مركزية للدولة المتوهمة، والتي كانت محلها سوريا، إلى ولايات متعددة تمثل الطابع الجديد في الفكر اللامركزي للتنظيم. وقد اعترف القرشي بوجود انشقاقات عن التنظيم في أعقاب مقتل البغدادي، حيث توعد المتحدث باسم داعش كل من انشق عنه بالملاحقة والقتل، ويؤكد على ما سبق وأن أشار إليه المرصد في تقارير صدرت مؤخرًا أكد فيه على تلك الأزمة التي يعاني منها “داعش” فبالرغم من التماسك الهيكلي للتنظيم والتغيرات التي قد يجريها على هذا الهيكل للتعامل مع طبيعة المرحلة الجديدة، إلا أن هذا لم يمنع من حدوث انشقاقات بين عناصره الأمر الذي يدفعه إلى البحث عن سيناريوهات جديدة للتعامل مع تلك الأزمة. واختتم المرصد بيانه بالتأكيد على أن خطاب القرشي هو خطاب مأزوم ويصدر الأزمة التي يعاني منها التنظيم، ويسعى لتصدير خطاب جديد عبر منصات متعددة لخلق حالة من الحاضنة الاجتماعية المفقودة بعدما تم لفظه من عموم المسلمين في العالم. وقال منير أديب، الباحث في شئون الجماعات الإرهابية، إن التطرف الأمريكي على الأراضي العربية والانحياز لإسرائيل يؤدي بالضرورة إلى تطرف داعشي، موضحا أن نشأة التنظيم الإرهابي جاءت مع دخول الولاياتالمتحدةالامريكية إلى الأراضي العراقية عام 2003 وكانت على خلفية هذا الإحتلال ومباركة منه، مضيفا أن أمريكا لم تغادر الأراضي العراقية إلا بعد أن أصبح التنظيم الإرهابي قويا ومسيطرا على جزء كبير من الأراضي العراقية والسورية. وأشار “أديب” إلى خطورة ما دعا إليه تنظيم داعش في تسجيله المصور من تحريض لعناصر ولاية سيناء على إستخدام الأسلحة الكيماوية ضد الكيان الصهيوني، وهو ما يراه قد يؤدي إلى استفحال التنظيم هناك، مضيفا أن خطورة إعلان داعش استهداف اسرائيل تكمن في إمكانية تعاطف قطاعات كبيرة مع التنظيم، وذلك لتبنيه قضية عادلة في مواجهة التطرف الاسرائيلي واحتلال الأراضي العربية وتشريد الشعب الفلسطيني، مؤكدا أن الممارسات الأمريكية الإسرائيلية تؤدي إلى تجذر العنف في الشرق الأوسط. وأضاف “أديب” أن “الكاوبوي” الأمريكي الذي أشعل النار في المنطقة بإحتلال العراق عام 2003 مازال يسكب البنزين عليها إلى الآن، موضحا أن ترامب يدعم التنظيم المتطرف ليعاونه في تحقيق أهدافه بالشرق الأوسط، وأن حالة التطرف التي تحاول تأجيجها الآن لا تؤذي إلا القضية الفلسطينية، وتعود بنا إلى مربع الصفر؛ فالتطرف لا يولد إلا تطرفا، ونحن من نعاني من ذلك. وقال الشيخ نبيل نعيم، القيادي السابق بتنظيم الجهاد، إن توقيت إعلان داعش عن إستهداف إسرائيل يؤكد أن الجماعة الإرهابية المدعومة قطريا لا تخدم إلا أهداف ومصالح الأعداء، وذلك بالتزامن مع إعلان الولاياتالمتحدة عن تفاصيل ما يطلق عليها “صفقة القرن”، موضحا أن هذه الدعوات تأتي لخلق المبررات أمام العدو الصهيوني، للتأكيد على استهداف أمن إسرائيل وتمرير صفقتهم . وأكد “نعيم”، أن حماس شريك أساسي ومعاون للجانب القطري في تنفيذ هذه الخطة، محذرا من معاونة الحركة لعناصر داعش في سيناء لإطلاق صواريخ بإتجاه اسرائيل، لإحراج الجانب المصري وتوريطه في معارك جانبية بهدف التشتيت عن قضايا ذات أهمية أكبر وخطورة على الأمن القومي المصري.