أقامت مكتبة القاهرة الكبرى حفل توقيع ومناقشة لرواية ” غيوم فرنسية ” للروائية ضحى عاصي ، والتي صدرت مؤخراً عن دار بن رشد . شارك في المناقشة السفيرة مشيرة خطاب والمؤرخ د. محمد عفيفي رئيس قسم التاريخ بجامعة القاهرة ، والكاتب الصحفي جمال فهمي وأدارها الكاتب الصحفي سيد محمود . تحدث جمال فهمي قائلا : الرواية لها لغة مختلفة ، فهل يمكن اعتبارها كتاباً تاريخياً أو رواية أدبية ، ضحى دخلت طريقاً صعباً في هذه الرواية ، حيث زمن أحداث الرواية هو زمن مضطرب ، حتى الذين كتبوا عن الثورة الفرنسية لم يكتبوا عنها بشكل أدبي . لكن ضحى كان عندها قدرة على تمثل الزمن والشخصيات . تحدثت ” ضحى ” في روايتها عن فكرة ضياع الهوية ، يحكي ذلك من خلال اللغة وسرد تفاصيل الحياة . وأشار سيد محمود إلى أن مشاهد الرواية بالغة الذكاء بداية من المشهد الأول في الرواية الذي يضع القارئ أمام عدة أسئلة ، وسؤال المصير خاصة لأقباط مصر عند دخول الحملة الفرنسية إلى مصر عندما وصفت في بداياتها بأنها حملة دينية . رواية مثيرة قالت السفيرة مشيرة خطاب طوال قراءاتي للرواية قدرت كم الجهد الذي قامت به ” ضحى عاصي ” أثناء كتابتها ، حيث تنوعت الزوايا التي طرحتها ، ومنها قضية الهوية ، فمصر دولة مهمة منذ بداية التاريخ . عنوان الرواية ” غيوم فرنسية ” أتوقع أن تجد الرواية إهتماما فرنسيا بها لأن هناك ولعا فرنسيا بمصر وما يكتب فيها ، خاصة وأن فرنسا الآن تواجه لحظات ملتهبة ، وفي الرواية أيضا أحداث ملتهبة . الرواية مليئة بلحظات قوية بدءًا من المقدمة ، كما تحتوي علي لقطات متنوعة ، وعاطفة جياشة . وفي الرواية إسقاطات على الواقع الذي نعيش فيه الآن فعلى مدى قرنين من الزمان علينا أن ننظر لأنفسنا وكيف ننظر إلى الآخر . سؤال الهوية وأكد د. محمد عفيفي على أن أحداث الرواية تدور في نهاية القرن الثامن عشر وبدايات القرن التاسع عشر ، وهي مرحلة صعبة من التاريخين المصري والفرنسي على السواء ، حيث تشتت الرؤى ، وشخوص الرواية يدخلون في أزمنة مختلفة ، ويعاني أبطال الرواية من مصائر ومحن ومآلات درامية مختلفة لكن يجمع فيما بينهم حيرة البحث عن إجابة لأسئلة الهوية ، والمواطنة ، في ظل مشهد تاريخي مضطرب ومرتبك .