يقام عزاء الفنان والمخرج المسرحى الكبير محسن حلمى فى مسجد عمر مكرم يوم الأحد 15 ديسمبر بعد صلاة المغرب. وكان وبشكل مفاجىء اقرب لطريقته خلال مشاهده السينمائية رحل الإثنين الماضي المخرج الكبير سمير سيف عن عمر 72 عاما. " منذ أول أفلامه دائرة الانتقام بل ومنذ أول أفلامه القصيرة "عليوة والقانون" الذى تخرج به من معهد السينما 1968 كان واضحا أن سمير سيف من القلة الموهوبة التى التحقت بالمعهد، ويبدو من كتاباته النقدية قبل أن يتفرغ للاخراج هذا الوعي بما يفعله وذلك العلم بما يرفضه، وهو ما جعل سمير سيف ظاهرة صحية اختلفنا معه او اتفقنا، وفى ظل هذا المفهوم يجعل المخرج الأكثر نجاحا هو الأقدر على صنع مختلف أنواع الأفلام ولهذا نجد سمير سيف يتعمد ان يختلف كل فيلم من افلامه عن ما سبقه " " يختار سمير سيف ممثليه وممثلاته بعناية ويديرهم باقتدار واذا كان عادل امام يؤكد في المشبوه نجاحه في تجاوز المفهوم السائد للممثل الكوميدي فان سعاد حسني في دور بطة تقدم أحد أحسن أدوارها في السنوات الأخيرة وهو دور صعب تنتقل من حال الى حال ببساطة وعمق وتقدم نموذجا للمرأة القوية التي تدافع عن حقها فى بدء حياة جديدة وتقاوم بصلابه كل مؤثرات الماضي" ما سبق كان بعض ما كتب عن المخرج الكبير الراحل سمير سيف من قبل الناقد الراحل سمير فريد خلال احدي المقالات بمجلة "المصور" في أغسطس 1981 وتوثق في كتاب "مخرجون واتجاهات في السينما المصرية". ترأس المخرج الراحل المهرجان القومي للسينما و قدم سمير سيف ما يقرب من 40 فيلما سينمائيا تميز خلالها بنمط سينمائى فريد وتعاون في شكل ثنائى مع عدد من الفنانين فى سلسلة من الأفلام ومنهم عادل امام ونور الشريف، وكان من بين أفلامه التى وضعت بصمة فى السينما " الراقصة والسياسي، الغول، الهلفوت، النمر والأنثي، قطة على نار ، المتوحشة، المشبوه، شوارع من نار، المولد، الشيطانة التى أحبتني، مسجل خطر، شمس الزناتي، عيش الغراب، ديل السمكة، كما قدم مسلسلات منها البشاير " . قال عنه النقاد ان اختياره لأفلام من النوع البوليسي أثبت أنه يجيدها حيث يستطيع أن يتحكم فى ايقاع الفيلم وتقطيع المشاهد الى لقطات قصيرة كثيرة دقيقة التكوين غنية بحركات الكاميرا المعبرة. قدم قرابة 50 عملا بين السينما والتليفزيون، كانت بدايته كمخرج في سنة 1976 بفيلم "دائرة الانتقام" للفنان نور الشريف، وكتب للفيلم القصة والسيناريو، وهو فيلم مقتبس من رواية (الكونت دي مونت كريستو) للكاتب الفرنسي (ألكسندر دوماس)، وهو أول إنتاج سينمائي للفنان نور الشريف، لذا كان دائما القول إن نور الشريف وضعه على أول الطريق. -شارك بالتمثيل في ثلاثة أفلام، أولها فيلم "قبل الوداع" سنة 1986 كضيف شرف، وفيلم"معالي الوزير" سنة 2002، وظهر في أول لقطة بالفيلم بدور شخص يقرأ الجريدة، وفي فيلم "كلام في الحب" سنة 2006، ظهر ضيف شرف في دور مخرج. – كتب 5 أفلام هي "دائرة الانتقام، والمشبوه، والمطارد، ولهيب الانتقام، وعيش الغراب". قال الناقد محمود عبد الشكور إنه من أفضل معلمي السينما المصرية، وهو أيضا ناقد خاص في الكتابة عن الأفلام الامريكية، وله دراسات مهمة منشورة في نشرة نادي السينما. أخر لقاءات سمير سيف التليفزيونية روى مشواره الفني والاخراجي، وتحدث عن حال السينما المصرية وانشغال البعض بفكرة الانجاز أكثر من الكيف والمعنى، كما روي موقفا مع الفنان احمد زكي ومقابلته في فيلم " معالى الوزير" ووصفها بالتجربة المغيرة للكثير من الأشياء وأن الفيلم اخذ 80 ساعة متفرقة مناقشات قبل التصوير وهو ما ينم عن اهتمام ودقة مخرج كبير .