قال الدكتور مراد وهبة، أستاذ الفلسفة في جامعة عين شمس، إن تحقيق السلام في الشرق الأوسط يتطلب تأسيس تيار علماني يقف في وجه الأصوليات السائدة في منطقة الشرق الأوسط، مؤكدا أن المواجهة الحاسمة مع الإسلام السياسي تستلزم تكوين ثلاثة تيارات: العلمانية والرشدية العربية والتنوير؛ موضحا أن العلمانية ضد الأصولية وتقومها؛ كما أن الرشدية مهمة جداً في هذه المرحلة لمواجهة الإسلام السياسي، والتنوير يساعد على إعمال العقل، وهنا يمكن التخلص من الإخوان المسلمين. وأكد “وهبة” خلال اللقاء الشهري لمنتدى إبن رشد، تحت عنوان: ” كيف يصنع العقل الإرهابي”، إن الشعارات التحفيزية والتجيشية التي استعملتها جماعة الإخوان المسلمين متمثلة في كتابات سيد قطب وشعارات مثل “الإسلام هو الحل” و”الإسلام دين ودولة”، هي في قلب المشروع الجهادي اليوم. موضحا أننا اليوم أمام قضية الأصول الأولى، والحاضنة الفكرية والأيديولوجية نفسها. وقال ماهر فرغلي، الباحث المتخصص في شؤون الجماعات المتطرفة، أن التفسير الاقتصادي- أي الفقر والتهميش- كسبب رئيسي لولادة وانتشار ظاهرة الإرهاب، هو تفسير يعاني من القصور، موضحا أن هناك الكثير من الجهاديين قادمون من الجزيرة العربية، مما يقلّل من أهمية هذا التفسير، وربما ينسف كل الحجج التي تقول إن الفقر والتهميش كعوامل اقتصادية واجتماعية هي السبب في انتشارها. كما أضاف: “وكذلك القول بأن القمع السياسي والتضييق الديني يؤديان إلى تفريخ التنظيمات المتطرفة وإقبال الشباب على هذه الجماعات، وانضمامهم إليها. ينسفه أيضا مثال الجهاديين القادمين من أوروبا وأمريكا، والدول الغربية عموماً، موضحا أن الآلاف من الأوروبيين الذين انضموا إلى تنظيم داعش أو القاعدة من قبل، جاؤوا من بلدان تتمتع بحريات دينية واسعة، وديمقراطيات عريقة، وبالتالي؛ فإنّ القول إنّ القمع السياسي والديني مصدر أساسي لولادة التطرف لا معنى له. وأكد “فرغلي” خلال كلمته بالندوة، أن الخلفيات الاجتماعية والجغرافية والإثنية للجهاديين واختلاف انتماءاتهم تصل بنا إلي نتيجة لا يرقى إليها أي شكّ؛ هي أنّ العامل الثقافي العقائدي يعدّ أكثر العوامل تأثيرا في تفسير ظاهرة التطرف، وهذا العامل نجده في كل أمثلة التنظيمات الجهادية، مهما تفرقت جغرافياتها، واختلفت أصولها الإثنية أو اللغوية. موضحا اننا أمام تفسير ثقافي عقائدي، مبني على شحن عقائدي مستمدّ من قراءة مهيمنة للنصوص الدينية.