*بقلم دينا محسن الباحثة فى الإعلام السياسى : طرأ فى السنوات القريبة الماضية تغيّر كبير فى بنيّة الإعلام المصرى، وبعيداً عن تقدير هذا التغيّر بالإيجاب أو السلب، كى لا ننشغل عن متن وجوهر المشكلة الحقيقية، وهى مولد مفهوم جديد داخل إطار منظومة الإعلام المصرى ألا وهو “إعلام المهجر”، حيث تكونت وتداخلت المفاهيم البينية لإدارة وإنتاج المحتوى الإعلامى، وتحوّلت العلاقة بين الإعلام والسياسة فى إطار نسق جديد تحت مسمى “الصراع السياسى ” و “الهيمنة السياسية ” .. كيف يمكن تأسيس بنيّة إعلامية بمقومات شخصية وطنية متجردة من الهوية السياسية داخل أروقة العمل الإعلامى؟! فى تقدير العديد من الباحثين والمتخصصين بمجال الإعلام أن الصراع السياسى والهيمنة السياسية على وسائل الإعلام التقليدية كان سبباً رئيسياً فى عدم مهنية الإعلام الحكومى قبل ثورة 25 يناير 2011 م ، لكن الوضع بعد تلك الفترة تداخلت فيه المسارات والمحددات حتى طال فيه هذا الصراع الإعلام الخاص أيضاً ، مما أدى لخلخلة أبنية الثقة بين الرأى العام ووسائل الإعلام المرئية، ودفع أرضية الواقع إجبارياً لآتون الفضاء الإليكترونى بلا قيود أو تقييد أو محددات أو أطر .من الضرورى سرعة إعادة ترتيب استراتيجيات الخطاب الإعلامى ، وإعادة بناء صورة ذهنية جديدة لدى الرأى العام المصرى عنه . التخطيط الإعلامى بما يشمل دراسات الجمهور مع مراعاة عدم تحييد نظريتى الأجندة وترتيب الأولويات بجانبها الإيجابى ، لخلق مساحة إتزان وتوازن، حتى يتم الابتعاد عن الانحسار فى مساحة رد الفعل ” إعلام رد الفعل “، وبناء سبل حديثة لاحتواء الأزمة قبل وبعد وقوعها. إيجاد بيئة تشريعية تساهم فى إبعاد الإعلام عن الصراع السياسى بكل مظاهره، وذلك وفقاً لنظرية الصراع ، ومن ثم الانتباه لقانون إتاحة المعلومات وبنية الشبكات المعلوماتية وفهم ماهيتها وأدوارها.تفعيل دور النقابات المهنية المعنية بالإعلام وهيئات تنظيمه، وفصل الإدارة عن التحرير فى المؤسسات الإعلامية. إعلان مصادر التمويل بمنتهى الشفافية داخل مجلس النواب، إعادة هيكلة اقتصاديات الإنفاق والإنتاج والرواتب وجميع المخصصات المالية داخل المؤسسات الإعلامية، إعطاء مساحات معقولة لجميع شرائح المجتمع للتعبير عن أفكارهم ومشاكلهم وشجونهم وآمالهم وآرائهم. التمكين الإعلامى لجميع وحدات المجتع المدنى، بما يضمن تمثيل كل الفرق السياسية والنقابات المهنية والعمالية والمؤسسات والمنظمات بكل فئاتها وبمختلف مجالاتها. وبناء عليه يمكن أن نصل إلى إنهاء تلك الديلمة عن طريق فصل نظرية القوة وأيدولوجية الصراع السياسى عن نظرية وضع الأجندة الإعلامية. ولتنتهى مهزلة ” إعلام المهجر” وتنحسر وتندثر شيئاً فشئ.