كتبت ليلى العبد : منجم حمش هو منجم ذهب فرعوني قديم يقع على بُعد 100 كم غرب مدينة مرسى علم بطريق إدفو مرسي علم بالصحراء الشرقية ومدق ممهد بطول 60 كم تقريباً عند تقاطع خط طول 5` 34° شرقاً مع خط عرض 35` 24° شمالاً، وقد أجريت في المنطقة عدة مراحل من الدراسة في الخمسينيات والسبعينيات والثمانينيات إما بحثاً عن النحاس أو عن الذهب. وقد تم تقسيم المنطقة إلى عدة مواقع يظهر بها تمعدن الذهب، وهذه المواقع هي منجم حمش القديم، وأبو طردة، وأم تندب، و أرا شرق، و أرا غرب. في عهد الفراعنة كانت المنطقة التي يقع فيها المنجم بالكامل تسمى “حمش”، وكانت هناك عمليات بحث عن الذهب بدأت باستكشافه ثم تحديد مواقع تركز الذهب عن طريق الدق، بعدها جرت عمليات حفر واستخراج الذهب ثم نقله وتصنيع لاستغلاله في صناعة الحلي والتماثيل، ومجالات أخرى متنوعة. بعد الكشف التجارى لشركة كريست انترناشيونال في المنطقة المحيطة بمنجم حمش للذهب بالصحراء الشرقية عام 1999 وتقديم دراسة جدوى اقتصادية عن وجود خامات حاملة للذهب بمنطقة حمش يمكن استخلاص الذهب منها بصورة اقتصادية وافقت عليها الهيئة بتاريخ 25 / 12 / 2001 وتم تاسيس شركة عمليات حمش مصر لمناجم الذهب في 25 /3 /2002 لإستخراج الذهب في مساحة 78 كم مربع. شركة حمش مصر لمناجم الذهب تكونت كشراكة قائمة بالعمليات بين هيئة الثروة المعدنية المصرية وشركة «كريست» الأمريكية التي تنازلت عن كامل حصتها في الشركة إلى شركة «ماتز هولدينجز» القبرصية والتي يديرها مستثمرين سودانيين والتي قامت بإنتاج أول سبيكة ذهبية تجريبية في أبريل 2007. واجهت شركة ماتز القبرصية عقبات اقتصادية وإدارية عديدة من ذلك التاريخ أثرت على أدائها في تشغيل المنجم، الأمر الذي أدى إلى عملية تنازل أخرى عن 80 % من حصتها إلى مستثمر مصري وهذا من شهور قليلة ماضية، والذي بدوره بدأ بإدخال معدات إلى المنجم لبدء التشغيل والإنتاج مرة أخرى. يُستخلص الذهب من منجم حمش بطريقة رش الكومة التي تعتمد على تجميع الصخور الحاوية للذهب وتفتيتها ووضعها على شكل أكوام كبيرة ثم يتم رشها بمحلول من المواد الكيماوية التي تستخلص الذهب من الصخور ثم يُجمع هذا المحلول الحامل للذهب ويُفصل الذهب بطريقة ميكانيكية وكهربية وتحتاج هذه الطريقة لمدة زمنية كافية لجعل المحلول يستخلص معظم الذهب الموجود في الصخور. يحتل منجم حمش المركز الثاني بعد منجم السكري من حيث الإنتاج.