يأتى احتفال الشعب المصرى بمرور ست سنوات على ثورة 30 يونيو..تلك الثورة الشعبية التى انتفض فيها المصريون ضد الجماعة الارهابية التى حاولت الانزلاق بهذا الوطن الى الهاوية..يأتى احتفالنا هذا العام ليكشف عظمة هذا الشعب الذى لملم شتاته ووحد صفوفه و خرج بكل طوائفه.. وشاركت العديد من الاحزاب والقوى السياسية رغم اختلافاتها وتباينها..هدفهم الوحيد هو الدفاع عن الوطن والحفاظ على ترابه ووحدته وانهاء جميع المخططات التى تم تجهيزها فى الداخل والخارج لإشعال الحرب الأهلية داخل الوطن،وانهاء مخطط تلك الجماعة الارهابية بتحويل الدولة المصرية الى مملكة اخوانية تحكمها جماعة دينية..والسعى الدائم نحو الحرية والعدالة الاجتماعية. من جانبه اكد د."عاصم الدسوقى "استاذ التاريخ الحديث أن هدف الثورة الاول هو القضاء على حكم الاخوان،وهذا ما تم تحقيقه بنجاح،موضحا أن حكم الاخوان لمصر تصادم مع الموروث الثقافى عند المصريين،فكان هدف الاخوان اثارة الفتنة بين المصريين وجعلهم شيعا،وهذا المنهج يخدم النظام العالمى،وبدأ الحديث عنه منذ التسعينيات،وتولت الولاياتالمتحدةالامريكية تطبيق منهج العولمة عن طريق تفكيك الاوطان الى وحدات صغيرة تقوم على اختلاف عرقى أو مذهبى،وكانت ثورات الربيع العربى هى مدخل هذه الفلسفة. وأضاف استاذ التاريخ، أن امريكا كانت تشجع قيام حكومات اسلامية فى منطقة الشرق الاوسط التى تعلن انها تطبق شرع الله وهنا تبدأ فى اعادة مفهوم أهل الذمة وتشتعل الحرب الاهلية ويتم تقسيم البلاد ثم تدخل امريكاوهذا ما حدث فى العراق، والمشكلة فى سوريا قائمة على هذا النهج،ولولا ثورة 30 يونيو كان هذا هو مصير بلادنا. واشار الى أننا فى مصر واجهنا هذه المشكلة خلال حكم الاخوان الذى استمر لمدة عام، وصل الامر الى أن "مرسى" كان يريد التنازل عن "حلايب وشلاتين" للسودان على اساس انها تابعة لدولة اسلامية واحدة..وبالتالى فان الثورة نجحت فى حماية مصر من مصير التفكك،وايضا حمايتها من مخطط الاخونة،فالجماعة بدأت بمجرد وصولهم الى الحكم الهيمنة على مفاصل الدولة والجهاز الادارى، وبالتالى على القيادة السياسية إعادة النظر فى العناصر التى ما زالت باقية بالجهاز الإدارى خاصة التى تتعلق بمصالح المواطنين لأنهم يسعون لوضع العقبات بين المواطن والقيادة السياسية لإحداث الوقيعة بينهم. واكد "شهاب وجيه" الباحث السياسى، ان ثورة 30 يونيو انهت مخطط الاخوان بتحويل الدولة المصرية الى مملكة اخوانية تحكمها جماعة دينية ولولا الثورة لكانت مصر تعانى الان من حروب اهلية.. واوضح ان السنوات السابقة كان هدف النظام هو دعم الاستقرار والامن والاصلاح الاقتصادى. شرعية جديدة ومن جانبه اوضح د."طارق فهمى" استاذ العلوم السياسية، ان اهم انجاز يحسب لثورة 30 يونيو، هو طرد جماعة الاخوان وبناء شرعية جديدة،ثم جاء بعد ذلك الاستحقاقات السياسية فقد تم وضع دستور جديد للبلاد وبناء مؤسسات الدولة من جديد واصبح لدينا مؤسسات كاملة لصنع القرار السياسى فى مصر. واضاف، ان الجماعة التى حاولت خطف هذا الوطن ففى البداية رفعت شعار المشاركة لا المغالبة الا انها عندما حكمت البلاد طبقت شعار المغالبة،وحاولت تطويرفكر الجماعة،فى حين انه عند قيام الثورة لم تستبعد جماعة الاخوان وتم دعوة حزب الحرية والعدالة والجماعة للدخول فى الاستحقاق السياسى الا أن الحزب استبعد نفسه واتخذ منهج العنف،فالثورة لم تقص احد ولكن الاخوان تبنوا العنف،وبسبب ممارستهم فقدوا ظهيرهم السياسى والمجتمعى. وتابع: ان الثورة نجحت فى بناء استحقاقات سياسية اهمها اعادة بناء مؤسسات الدولة، مشيرا الى أن تعديلات الدستور واعطاء مزايا للفئات المختلفة كالمرأة وذوى الاحتياجات الخاصة والشباب يأتى فى اطار تفعيل دور مؤسسات الدولة.. واضاف، أن اهم انجازات الثورة على الصعيد السياسى أن مصرنجحت فى استعادة مكانتها السياسية والاستراتيجية على المستوى الاقليمى والدولى حيث استطاع الرئيس "السيسى"فى اعادة تقديم مصر للعالم من خلال زيارات مباشرة للرئيس لدول مختلفة،كما استحدثت مصر دوائر تأثير ونفوذ جديدة غير تقليدية حيث انفتحنا على دول مثل ماليزيا وروسيا والصين ودائرة شرق المتوسط،مع تمسكنا بالدوائر التقليدية واهمها علاقتنا مع الدول الافريقية،وبعد تعليق عضوية مصر فى الاتحاد الافريقى استعادت مصر عضويتها وترأست الاتحاد الافريقى،بالاضافة الى عضويتها فى مجلس الامن،ومشاركة مصر فى قمة العشرين. اما المطلوب والكلام مازال ل د"طارق فهمى"هو استلهام روح الثورة فى بناء السياسة الداخلية لمصر وتفعيل مؤسسات الدولة والحفاظ على مكتسبات الدولة التى حققتها على المستوى الخارجى. الأمن والأمان ومن الناحية الأمنية، أكد اللواء "محمد نور الدين" مساعد وزير الداخلية الأسبق أن الثورة أعادت مصر إلى الطريق الصحيح بعد ما شهد الشارع المصرى انفلات أمنى فى حكم جماعة الأخوان الارهابية،وتابع كلنا نتذكر جرائم سرقة السيارات،وخطف الاطفال ورجال الاعمال،وحوداث السرقة والاغتصاب،والتعدى على الاراضى الزراعية. وأضاف، انه بعد 6 سنوات من الثورة استعادت الشرطة المصرية مكانتها ونشرت الامن والامان فى البلاد واستطاعت السيطرة على الإرهاب وتدمير البؤر الإجرامية،بالإضافة الى تقوية جهاز المعلومات الذى قام بدور كبير فى كشف اكثر من 19 شركة وكيان اقتصادى وهمى تديره بعض القيادات الاخوانية بطرق سريه لضرب الاقتصاد. واضاف، ان جهاز الشرطة استطاع توجيه الضربات الاستباقية للعناصر الارهابية، فضلا عن مطاردة العناصر الاجرامية الاخرى وتطهير البلاد من البؤر الخاصة بهم بهدف تنفيذ القانون والحفاظ على سيادته واوضح إن ثورة ال 30 من يونيو، كانت بمثابة نقطة فارقة وطوق نجاة أنقذ مصر والمنطقة العربية من مصير فوضوى، موضحا أن الثورة أحبطت مخططات تركيا وقطر، التى كانت تستهدف النيل من مصر،وضرب إستقرار الدولة وتشويه صورتها فى الخارج، كما انها انقذتنا من مصير الشعب الليبى والعراقى واليمنى والسوري. وأكد "نور الدين"، أن الدولة المصرية استطاعت ان تستعيد مكانتها فى الدول العربية والإفريقية، وأثبتت للعالم كله قدرتها على السيطرة الأمنية، جاء ذلك متبلورا فى حصولها على عضويتها فى الاتحاد الافريقي، وفرض ريادتها على الدول العربية والأفريقية، ولفتت أنظار جميع حكومات العالم من خلال إقامة العديد من المؤتمرات الدولية التى أثبتت للعالم كله مكانتها وقوتها، ابتداء من منتدى الشباب بشرم الشيخ، إلى مكافحة الفساد. وأنهى حديثه متمنيا تحسن الحالة الاقتصادية للبلاد حتى يتم الانفاق بشكل أكبر على جهاز الشرطة،الانفاق الذى يمكنها من منع الجريمة قبل حدوثها. إسقاط حكم المرشد اما "عاطف مغاورى" نائب رئيس حزب التجمع، فأكد ان خروج الشعب المصرى بهذا الشكل غير المسبوق فى 30 يونيو، وتأكيد ذلك فى 3 يوليو لتفويض القيادة السياسية لمواجهة الارهاب، هو تأكيد أن الشعب المصرى استشعر الخطر على الوطن،ورفض السيطرة التى فرضها الاخوان على مفاصل الدولة،ورفض مخططات أخونة الدولة والمجتمع، وتغيير الهوية الوطنية للمصريين، وإقامة الدولة الطائفية الاستبدادية باسم الدين واضاف توحدت البلاد والاحزاب السياسية وتشكل حلف 30 يونيو لمواجهة الخطر، ولم نطالب باسقاط الرئيس فحسب ولكن كنا نطالب ايضا باسقاط حكم المرشد،فالشعب كان يعى تماما ان المرشد هو الذى يحكم البلاد واشار الى ان انحياز الجيش فى 3 يوليو للشعب حمى البلاد من مخاطر الانزلاق فى براثن الحروب الاهلية،والفتن الطائفية مشيرا الى أن بعد مرور ست سنوات على 30 يونيو مازال الخطر قائمًا على وحدة وسلامة الدولة المصرية، فنحن مهددون بمخططات العنف والإرهاب، المنطلق من الداخل أو القادم من الخارج الإقليمى أو الدولي، وعلى الرغم من الضربات القوية التى توجهها القوات المسلحة والشرطة للميليشيات الإرهابية فى سيناء وغيرها إلا أن مخاطر الإرهاب ما زالت قائمة، من الخارج أوالداخل، ومازالت تحديات التنمية الاقتصادية والاجتماعية قائمة. وطالب، بضرورة احتشاد الفئات والقوى الاجتماعية والسياسية الوطنية لاستمرار المواجهة الشاملة للعنف والتطرف والإرهاب، والمواجهة الحاسمة للفساد وشبكاته ومؤسساته، والحفاظ على وحدة وسلامة الدولة، ومواجهة مخططات تفتيت وتمزيق المجتمع المصرى طائفياً وفئوياً،فضلا عن ضرورة مراجعة الأوضاع والسياسات الاقتصادية والاجتماعية المطبقة،وضرورة السير بخطوات واضحة فى طريق العدالة الاجتماعية، والتوازن بين الأجور والأسعار. استعادة الوطن اما الكاتبة سكينة فؤاد واحد المشاركين فى اجتماع القوى الوطنية فى 3 يوليو 2013، فأكدت ان اهم انجاز للثورة هو استعادة الوطن واسقاط الجماعة التى كانت تسعى لتنفيذ المخططات الامريكية والصهيونية مادام ذلك سوف يحقق اهدافها، وايضا استعادنا هويتنا الثقافية وحضارتناواوضحت، أن جماعة الإخوان الإرهابية تم منحها أكثر من فرصة من قبل القوات المسلحة، ولكن كانت إرادة الله أن يتم إنهاء حكمهم فى مصر حتى لا يضيع هذا الوطن،والانجاز الاهم أن هذا الشعب المصرى العريق استطاع أن يدرك هذه الكارثة فى اقل من عام من حكم الاخوان، واثبت الثورة أن الشخصية المصرية اذا ارادت وادركت الخطر تستطيع ان تتحرك وتفرض ارادتها التى تحققت عبر التحام القوات المسلحة بالشعب وامتثالها لارادته. واضافت، ان من ضمن انجازات الثورة تحسن الاوضاع الاقتصادية التى كانت ميراث عشرات السنين من الفساد والافساد لدرجة ان احد المسئولين ايام حكم مبارك قال أن الفساد وصل للركب،ولكن الحقيقة انه وصل للرؤوس،بالاضافة الى انهيار الصحة والتعليم وضياع الطبقة الوسطى، ولولا خروج الملايين فى 30 يونيو لكانت تلك الاوضاع استمرت بل ازداد الامر سوء. واشارت الى بعد مرور ست سنوات على الثورة يجب ان نعترف بالسلبيات ونواجهها واهمها تحقيق ما نادى به المصريون فى ثورة 25 يناير و30 /6 عدالة اجتماعية وعدم تمييز والعدالة الانسانية والحريات المسئولة.