الحكومة معجبة بالبرازيل.. يا سلام!! في مؤتمر صحفي أعلن المهندس رشيد محمد رشيد وزير التجارة والصناعة أن الحكومة المصرية تقدر بإعجاب التجربة البرازيلية باعتبارها أول دولة خرجت من الآثار السلبية للأزمة العالمية، وأشار رشيد في كلمته إلي أن حكومة الرئيس «لولا داسيلفيا» تعد من أنجح الحكومات في تحقيق نتائج ملموسة في حياة المواطن البرازيلي . وذكر رشيد أن الدكتور علي مصيلحي وزير التضامن الاجتماعي سافر بالفعل إلي البرازيل لدراسة تجربتها للاستفادة منها في مصر. بداية أضم صوتي لصوت المهندس رشيد في الإشادة بتجربة البرازيل التي تكاد تصل لحد المعجزة، فبعد أن كان بلدا ضائعا تحكمه عصابات تبدأ بعصابات الإتجار في الأطفال ولا تنتهي بقتلهم كالكلاب في الشوارع وبين الإتجار والقتل منظومة فساد محكمة الأطراف أدت إلي انهيار اقتصادي وأخلاقي في البرازيل. ولكن وبعد نضال مرير ضد الفساد والديكتاتورية العسكرية وعبر انتخابات حرة ونزيهة صعد صانع الأحذية العامل البسيط «لولا دا سيلفيا» إلي سدة الحكم وعلق علي عدم تأثر بلاده بالأزمة الاقتصادية العالمية قائلا «لأننا قمنا بواجباتنا كما ينبغي». إذن المعجزة من الممكن أن تتحقق إذا قام من بيده اتخاذ القرار بعمل واجباته كما ينبغي فهل فعلتها حكومة الحزب الوطني الحالية وحكوماتها السابقة علي مدار ثلاثين عاما؟ الإجابة بالنفي القطعي ولا مزيد للتبرير والأرقام المضروبة فالإجابة مرسومة بؤسا علي وجوهنا وضياعا لمقدراتنا الاقتصادية وامامكم فضائح الخصخصة واسألوا العمال. أما قضية الاستفادة من تجربة البرازيل وسفر الدكتور مصيلحي للوقوف عليها ونقل الخبرة والتجربة مع احترامنا الشديد لها وانحيازنا أيضا للعامل الاشتراكي «لولا» فإن في مصر، ويعلم ذلك المهندس رشيد والدكتور مصيلحي وكل من يحكم ويتحكم في البلد علماء وخبراء، كل في مجاله قادرين علي حكم أعظم الدول بالعلم والديمقراطية، والبحوث المكومة وقد عشش عليها العنكبوت في المجالس المتخصصة أكبر دليل علي غياب الإرادة السياسية في إصلاح هذا البلد الذي ينهار في ظل هذا النظام السياسي. أي تجربة تلك التي تسعي للاستفادة منها حكومة الحزب الوطني؟ ألا تعرف الحكومة أن البرازيل محكومة عبر صناديق انتخابات حرة ونزيهة وأنها ليست محكومة بقانون طوارئ، وأنها ليست عزبة لرجال الأعمال؟! عموما ليسافر من يسافر إلي أي بقعة من بقاع الأرض وإن كنت أتمني علي الدكتور مصيلحي والمهندس رشيد إن زارا البرازيل أن يحضرا معهما آخر إبداعات كتابها وأدبائها، فبقدر روعة تجربة «لولا» تجربة كتابها الأدبية وهي الروعة التي تميز أدب أمريكا اللاتينية عموما تلك التجربة التي لا نخرج منها كما دخلناها في «كانكان العوام الذي مات مرتين» أو «جبرايللا قرفة وقرنفل» لجورج أمادو البرازيلي أما «خريف البطريرك» لماركيز و«حفلة التيس» لماريو برجاس يوسا فهما تحفتان أدبيتان تؤكدان الشعوب قادرة علي تحقيق معجزاتها الاقتصادية والسياسية، وهي معجزات لن تستفيد منها حكومات الحزب الوطني التي لا تقرأ لا في السياسة ولا الاقتصاد ولا الأدب حتي لو كان ما يجب قراءته بحوث متخصصين يسعون لإنقاذ البلد منهم ومن الغرق.