الجمعة أول يونيو يوافق ميلاد فنان التصوير المصرى العالمى د. رمسيس مرزوق. وقد أسعدنى الحظ بصداقة وطيدة وممتدة مع هذا الفنان وزوجته الراحلة عواطف صادق الكاتبة بالأهرام التى كانت تدعونى الى معارضه بالقاهرة. ورمسيس مرزوق، كما وُصف بحق، أحد أهم إيقونات الإبداع المصري المعاصر فى مجال الصورة الفوتوغرافية والسينمائية، فقد حقق فيها بصمة فريدة وتتميز صوره بالحيوية والتشكيل اللوني والضوئي، مما جعله يستحق أن تُسبغ عليه ألقاباً مثل «ساحر الضوء» و«شاعر الكاميرا»..!! بدأت علاقة المصور العالمى رمسيس مرزوق بمعشوقته الكاميرا فى سن مبكرة، وقد بادلته حبا بحب، فبعد تخرجه متفوقا فى كلية الفنون التطبيقية، قسم تصوير، أقام معرضه الأول بمتحف الفن الحديث فى القاهرة ورغم صغر سنه فقد قام وزير الثقافة فى ذلك الوقت الدكتور ثروت عكاشة بافتتاح المعرض. ثم افتتح الدكتور عبد القادر حاتم، وزير الثقافة الأسبق معرضه الثانى آخر عام 1963. ولم يقف طموح الشاب المصرى عند هذا الحد، فانتهز فرصة وجوده فى باريس للحصول على الدكتوراه فى فن الاخراج وقدم طلبا الى متحف السينما بباريس لإقامة معرضه الثالث. ولا شك أن مدير المتحف تعجب من جسارة الشاب المصرى، ورغم صغر سنه أنذاك وعده بتشكيل لجنة لرؤية صوره، وصدر قرار اللجنة بالإجماع لاقامة معرضه. ثم أقام عدة معارض فى الفترة من 1969 وحتى 1975 فى متحف السينما بباريس، وعدد من المعارض فى روما وموسكو وانجلترا وأمريكا. ورغم ذلك النجاح الباهر وجد أن الصورة الفوتغرافية لا تشبع كل هوايته، وتحول الى التصوير السينمائى، لكى ينبغ فيه ويحصل على 26 جائزة و16 شهادة تقدير. وقد أصبح اسم رمسيس مرزوق علما على فن التصوير السينمائى، وواحداً من أبرز مديري التصوير السينمائي فى العالم العربى، والعالم. اكتسب ثقة كبار المخرجين الذين عمل معهم، فكانوا يتركون له مساحة كبيرة من الحرية كي يعبر بكاميرته وفق رؤيته وقناعاته، مستخدما خبرته العملية والأكاديميته فى فن الصورة. لم ينشأ تفوق د. رمسيس مرزوق من فراغ، بل لأنه يحترم ابداعات زملائه فى الفيلم، ويرى أن كل فيلم يمثل وحدة فنية قائمة بذاتها ويجب أن تتناسق عناصره الفنية كافة من إخراج وديكور وموسيقى وتمثيل وصورة مع روح الدراما. ويقول إنه لا يبدأ تصوير الفيلم إلا بعد قراءة السيناريو 6 مرات على الأقل!، ويناقش المخرج قبل تصوير كل مشهد لكى يعرف رؤيته. وبعد انتشار الكاميرا الديجيتال نصح شباب المصورين بألا يتسرعوا باعتبار أنهم سيقومون بضبط الصورة لاحقًا، بل يجب على المصورأن يصور كأنه يلتقط صورة نهائية. فالصورة، فى رأيه، مثل قطعة الموسيقى فى السينما التي قد لا يفهمها الجمهور، لكنه حتمًا سيتواصل معها بمشاعره وأحاسيسه سواء كانت فرحاً، حزناً، حباً، أو ألماً. ويقول: «إن لم يشعر المتفرّج بالصورة فهذا أكبر دليل على فشل مدير التصوير، لأنّ علاقة الصورة بالدراما أهم ما يميز التصوير السينمائى». تحية للمصور المصرى العالمى فى ذكرى ميلاده، وكل الشكر لمجموعة «فى حب الفوتوغرافيا» ومؤسسها المصور مصطفى الشرشابى التى تحتفل سنويا بميلاد الفنان الكبير..