ذكرت صحيفة الواشنطن بوست، إن سحب الدخان الأسود الكثيف تصاعدت عبر حواف قطاع غزة يوم الجمعة، حيث استخدم محتجون فلسطينيون الإطارات المشتعلة فى محاولة لحماية أنفسهم من نيران القناصة وهم يواجهون القوات الإسرائيلية المدججة بالسلاح. وبحلول نهاية اليوم، قتل سبعة فلسطينيين، وفقا لتقرير وزارة الصحة فى غزة. علي الجانب الآخر، استخدم الجنود الاسرائيليون الذخيرة الحية والغاز المسيل للدموع فى الوقت الذي تجمع فيه عشرات الالاف من سكان «قطاع غزة» فى أحدث استعراض للغضب على طول الخط الفاصل بين اسرائيل ومنطقة الشريط الممتد لمسافة 140 ميلا مربعا. وقال الجيش الإسرائيلي إنه قام بإلقاء القنابل الحارقة وزرع المتفجرات قرب السياج فى شمال غزة. «جمعة الكاوتشوك» بدأت المظاهرة بعد صلاة الجمعة وكانت تبدو أصغر من الجمعة قبل الماضية، ثم تحولت إلى أكثر الأيام دموية بالنسبة للفلسطينيين فى غزة منذ حرب 2014بين اسرائيل وحماس، حيث تقدمت مجموعات معظمها من الشباب إلى الحدود وألقت بالحجارة مع مقذوفات من وراء سحب الدخان. وزادت الاحتجاجات فى وقت متأخر من بعد الظهر لتضم المزيد من النساء والأطفال، حيث قدر الجيش الإسرائيلي أن ما لا يقل عن 20000 شخص قد تجمعوا. فى البداية بدأ استخدام القوات الإسرائيلية للذخيرة الحية محدودا نسبيا. لكن فى نهاية المطاف، تصاعد العنف. وقالت وزارة الصحة بغزة، إن نحو 1400 شخص أصيبوا يوم الجمعة من بينهم 399 مصابا بأعيرة نارية. وقالت الوزارة: إن 754 شخصًا نقلوا إلى المستشفى منهم 730 رجلا و 24 امرأة. بالإضافة، إلى ذلك، توفى شخص آخر يوم الجمعة متأثرا بجروح أصيب بها فى المواجهات قبل أسبوع. وكانت بعض الأسر الفلسطينية قد أعربت عن قلقها بشأن حضور احتجاجات يوم الجمعة بعد أحداث العنف التي وقعت قبل أسبوع، عندما أطلق سكان القطاع المحاصر «مبادرة مظاهرات الأسابيع الستة»، ويزعم الجيش الإسرائيلي بأنه أُجبر على استخدام الذخيرة الحية لمنع المتظاهرين من اختراق السياج، ويدعي إن حماس، الجماعة المسلحة التي تسيطر على غزة، تستغل المظاهرات كغطاء لتنفيذ هجمات إرهابية. «حق العودة» وأضافت الصحيفة، أن حماس قد ألقت بثقلها وراء الاحتجاجات، التي توفرالفرصة لها لإلهاء المواطنين عن البؤس المتزايد فى غزة. ولكن المظاهرات استقطبت الفلسطينيين من مختلف الفصائل، الذين يحتشدون للمطالبة بحق العودة واستعادة أرض أجدادهم. فحوالي 70٪ من سكان غزة هم لاجئون أو من نسل أولئك الذين نزحوا من بلدات وقري استولت عليها إسرائيل. والعديد من المتظاهرين الذين تجمعوا عند الحدود، قالوا إنهم يشعرون باليأس والإحباط. فقد يكون السبب هو أن اقتصاد غزة على وشك الانهيار، وفقا لتقرير الأممالمتحدة، ولا يسمح إلا لنسبة ضئيلة من سكان الجيب البالغ عددهم مليونا نسمة بالمغادرة بسبب القيود الإسرائيلية الصارمة والحدود المغلقة غالبا مع مصر. رسالة للعدو وتزعم الصحيفة، بأن حماس قد دفعت بالذين اصيبوا وقتلوا، مما أثار مخاوف من أن بعض المتظاهرين قد يكونون أكثر ميلا إلى المخاطرة بحياتهم إلى خط النار الإسرائيلي. وحمل أبو مجاهد (32 عامًا)، الذي رفض ذكر اسمه بالكامل، أجزاء من المضخات المعدنية إلى السياج قال إنه يعتزم رميها على الجنود الإسرائيليين. وقال آخرون إنهم كانوا يمارسون مقاومة أكثر سلمية. وقال جلال مرزق، 40 عاما، إنه سعى إلى إرسال رسالة مفادها أن الفلسطينيين فى غزة ما زالوا «يحلمون ويأملون». وقال مرزق، الذي قال إنه لا يؤيد أي فصيل سياسي معين، إنه تسلل من منزله بعد أن طالبت زوجته بأن تبقى الأسرة بعيدا عن الاحتجاجات لتجنب المخاطر المحتملة. «مبادرة الكويت» وبالرغم من إدانة منظمات حقوق الإنسان لإسرائيل بسبب استخدامها للذخيرة الحية ضد الفلسطينيين قبل أسبوع ودعوات لإجراء تحقيق من جانب الأممالمتحدة، إلا أن الحكومة الإسرائيلية أشادت بجنودها فى حماية الجدار. ولقد حاولت الكويت يوم الجمعة، للمرة الثانية فى غضون أسبوع الحصول على دعوة من مجلس الأمن الدولي لإجراء تحقيق فى المواجهات على حدود غزة. وكان مشروع البيان الذي اطلعت عليه صحيفة الواشنطن بوست، مشابها لمشروع البيان الذي منعته الولاياتالمتحدة الأسبوع الماضي. وحثت الكويت على ضبط النفس وإجراء»تحقيق مستقل وشفاف» حول العنف الذي تنتهجه إسرائيل ضد الفلسطينيين. وقال دبلوماسي فى الأممالمتحدة رفض ذكر أسمه حول المفاوضات الخاصة، إن الولاياتالمتحدة تعوق البيان مرة أخرى. ووعد سفير الكويت لدى الأممالمتحدة،منصور عياد العتيبي، بمواصلة المحاولة وتبنيها،حتي تخرج إلى النور. «صراخ الإسعاف» وقال «أيمن الصحباني»، رئيس قسم الطوارئ، بمستشفى «الشفاء» المرفق الطبي الرئيسي فى غزة، إن سيارات الإسعاف كانت تصرخ أمام الابواب الأمامية للمستشفي، وهي تنقل الحرجي على نقالات لتلقي العلاج. وأضاف قائلا: إنه تم إحضار 130 ضحية، جميعهم مصابون بأعيرة نارية «باستثناء حالات قليلة» وهذا مقارنة مع 284 تم علاجهم من قبل المستشفى فى الأسبوع الماضي. وأظهرت سجلات المستشفى التي شاهدتها الصحيفة فى وقت سابق أن العدد هو 283! وقال «صلاح أبو ليلي» رئيس قسم الطوارئ بالمستشفى الاندونيسي فى شمال قطاع غزة إن 86 مصابا دخلوا فى الساعة السادسة مساء، ومعظمهم يعانون من جروح ناجمة عن طلقات نارية فى الأطراف السفلية، و بعضهم يعاني من استنشاق الغاز وإصابات من قنابل الغاز المسيل للدموع أو من الرصاص المطاطي. وأكد هاشم زقوت، 24 عامًا، الذي كان يتلقي العلاج فى غرفة الطوارئ من إصابة برصاصة فى الساق. إنه ألقى «حجارة صغيرة»، «من أجل الحرية». وقال إنه لم يحضر المظاهرات فى الأسبوع الماضي لأنه كان متطوع للعمل كموظف فى مستشفى وكان فى نوبته. ذكرى النكبة وزعم «كونريكوس إن» الذخيرة الحية أستخدمت»كاختيار أخير» وحول الطائرات التي كانت ترش المتظاهرين بالماء زعم الجيش الإسرائيلي إنه كان يستخدمها لإطفاء الحرائق. فى بعض الأحيان، كانت عبوات الغاز المسيل للدموع تسقط على بعد أكثر من 300 متر من السياج، وهي المسافة التي أبلغ الجيش الإسرائيلي سكان غزة بالابتعاد عنها. ومع ذلك، فإن مصارف الأرض التي أقيمت فى الأيام التي سبقت المظاهرة على مسافة 300 متر منعت الكثير من الطلقات الطائشة من الابتعاد أكثر. وتأمل «حماس» واللجنة المنظمة ل «مسيرة العودة»، كما سماها المنتفضون، فى الحفاظ على الإنتفاضة حتى يوم 15 مايو على الأقل،الموافق ذكرى «النكبة»، وهي كلمة عربية تعني «الكارثة» – وهو مصطلح يستخدمه الفلسطينيون للرحلة. وطرد ما يقدر بنحو 700000 فلسطيني قبل سبعة عقود عند قيام إسرائيل.