منذ قرار حاكم الولاياتالمتحدةالأمريكية التاجر دونالد ترامب بنقل سفارة أمريكا من تل أبيب إلى القدس وجعل القدس عاصمة أبدية للكيان الصهيونى الغاصب توالت ردود الأفعال الرافضة لهذا القرار الغاشم والمنافى للمواثيق والاتفاقيات والمعاهدات الدولية والتى تعتبر القدس أرضا محتلة من قبل العدو الصهيونى ولايحق للمحتل تغيير معالم الأرض والاعتداء على أهلها وتدمير منازلهم وبناء مستوطنات إسرائيلية هذا غير الحفر المستمر تحت المسجد الأقصى بزعم وجود هيكل سليمان. منذ إصدار القرار انتفضت فلسطين حاملةً أبناءها لمقاومة العدو الغادر وللوقوف ضد القرار العار وهبت شعوب العالم المحبة للعدل والحق والسلام وفى القلب منها الشعوب العربية لنصرة القدس ونصرة فلسطين وعادت القضية الفلسطينية تطفو على السطح بعد توهانها بين مزيد من الأزمات والقلاقل التى تمر بها الدول العربية عادت كقضية محورية مركزية للأمن القومى العربى والدولى. لم يكتف التاجر بقراره الفاجر (والذى قامت بلاده على إبادة الهنود الحمرالسكان الأصليين كما قامت على استعباد الأفارقة) لم يكتف التاجر بهذا القرار وأكمله بقرار آخر وهو وقف نصف ما تقدمه أمريكا من أموال لوكالة غوث اللاجئين"الأونروا" والتى تقدم الخدمات والإغاثة للاجئين الفلسطينيين من غذاء وسكن وكساء وتعليم ودواء، كما قام أيضا بتخفيض الميزانية المخصصة للشعب الفلسطينى العام الماضى ظنا منه من أن هذا التخفيض سيقضى على اللاجئين ويصفِّى قضية عودتهم وتعويضاتهم. ولايخفى على أحد أن هذه القرارات تجىء ضمن خطوات صفقة القرن التى تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية والقضاء على حل الدولتين وإقامة الدولة اليهودية كأقوى دولة وسط مشروع الشرق الأوسط الجديد. كما تهدف هذه القرارات إلى عقاب اقتصادى يخنق الفلسطينيين ويجبرهم على إلغاء العودة وإلغاء ملف اللاجئين والعمل على تهجيرهم قسريا إلى الدول المجاورة وتوطينهم فى سيناء أى خلق دولة بديلة وتفريغ الأرض المحتلة عرقيا من الفلسطينيين لتسهيل إقامة الدولة اليهودية وطبعا يتم كل هذا بموافقة الدول العربية الرجعية والتابعة والمنبطحة التى مازالت تتمسك بالسلام كخياراستراتيجى وتتمسك بالمبادرة العربية منذ عام 2000 التى( بلَّتها إسرائيل وشربت ميتها ) كما يقول المثل العامى المصرى. هل هناك خنوع أكثر من هذا بالنسبة لتلك الدول الضليعة فى الحلف الأمريكى الصهيونى الرجعى ؟! أى سلام هذا يتكلمون عنه؟ إنه سلام الكيان الغاصب الذى يقوم بطرد الفلسطينيين وهدم منازلهم وبناء مزيد من المستوطنات، الكيان العنصرى الذى يشرب من دماء الشهداء الذين يقاومون العدو الصهيونى دفاعا عن الأرض والمقدسات الإسلامية والمسيحية، الكيان الدموى الذى يرقص طربا على أنغام اعتقال وتعذيب النساء والرجال والأطفال وينتشى بسماع عزف معارك البطون الخاوية التى يخوضها الأسرى الفلسطينيون فى تحد وصمود للعدو الغاشم. ووسط كل ما سبق يتكون الحلف الأمريكى الصهيونى الرجعى الذى يعتبرإيران "الشيعية " هى العدو الأساسى للدول العربية "السُنية" بدلا من العدو الصهيونى. ولكل هذا لابد من تكوين جبهة شعبية عربية لنصرة فلسطين لفضح ومواجهة ما يحاك للوطن العربى من مخططات التفتيت والتقسيم إلى دويلات على أساس دينى ومذهبى وعرقى. وتقوم هذه الجبهة عبر استخدام جميع وسائل وأدوات التعبير الإعلامية والتحركات الجماهيرية لفضح هذا الحلف ولتوعية الشعوب بقضايانا وفى القلب منها قضية الصراع العربى الصهيونى. كما تقوم باستخدام الوسائل القانونية فى المحاكم الدولية، وتعمل على تعبئة الجماهير فى بلدانها للضغط على حكوماتها وأنظمتها لوقف هذه المخططات التى تهدد أمننا.إن المقاومة الشاملة هى الحل،المقاومة بالسلاح والمقاومة القانونية برفع القضايا أمام المحاكم الجنائية الدولية قضايا بجرائم الحرب التى يقترفها العدو الصهيونى يوميا،والمقاومة السياسية بفضح العدو والرد على أكاذيبه أمام المحافل الدولية والمقاومة بإعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية على أساس حق التحرير والعودة وبنائها على أساس ديمقراطى ومشروع وطنى يتبنى المقاومة الشاملة. على القوى الوطنية والسياسية فى البلدان العربية العمل على إنشاء الجبهة الشعبية لنصرة فلسطين فى كل بلد على حدة ثم تتكون الجبهة الشعبية العربية لنصرة فلسطين من مندوب لكل بلد وتقوم هذه الجبهة بتبنى أعمال مشتركة فى كل البلدان وطرح عدد من الشعارات منها: 2018عام نصرة القدس. نستطيع مطالبة الشعوب العربية بالتبرع لدعم ميزانية الأونروا لتمكينها من استمرار تقديم خدماتها ورفع شعار: جنيه من كل مواطن لنصرة فلسطين. ونستطيع تعميم هذه الشعارات والعمل على نشرها وتفعيلها من خلال كل لجان دعم الانتفاضة الفلسطينية ومواجهة التطبيع والمقاطعة الشعبية للبضائع الأمريكية والصهيونية. وإننى أقترح أن تكون جبهة نصرة فلسطين إحدى آليات عمل الجبهة التقدمية العربية وهى جبهة تضم عددا من الأحزاب والقوى التقدمية العربية والمواجهة للحلف الأمريكي الصهيونى الرجعى. تحية لمقاومة الشعب الفلسطينى… تحية لنضال الشعوب العربية والشعوب المحبة للحق والعدل والسلام فى كل دول العالم… المجد للشهداء والنصر للشعوب. د. كريمة الحفناوى