مثل طائر حالم "رفرف العمر الجميل الحنون" بالشاعر الكبير سيد حجاب.. وبمزيج من حكم الفلاسفة وبساطة الصيادين كانت ولا تزال كلماته تجد مكانها الخاص فى قلوبنا.. حتى ونحن نغنى معه "منين بيجى الشجن". ولد سيد حجاب بمدينة المطرية، بمحافظة الدقهلية فى 23 سبتمبر 1940، والتحق بقسم العمارة بكلية هندسة جامعة الإسكندرية عام 1956، ثم انتقل إلى جامعة القاهرة لدراسة هندسة التعدين عام 1958. مدينة الصيادين تأثرت طفولة الشاعر الكبير وتكوينه بمولده فى المطرية تلك المدينة الصغيرة الواقعة على ضفاف بحيرة المنزلة، والتى علمته معنى الكفاح لما لها من طبيعة خاصة فهى مدينة صيادين لها عالمها وسحرها الخاص فكان يخرج وهو صغير مع بزوغ الخيط الأبيض من الفجر ليرى عودة "الصيادين" محملين بما رزقهم الله من خيرات البحيرة. كان والده بمثابة المعلم الأول له كشاعر عامية، حيث كان يشاهده فى جلساته، وهو يتبادل القاء الشعر مع الصيادين فى مباراة أشبه بالتحطيب الصعيدى فكل صياد يلقى ما عنده فكان يدون كل ما يقوله الصيادون و يحاول محاكاتهم. و كان حجاب فى طفولته يخفى عن والده ميله لكتابة الأشعار حتى أطلعه على أول ما كتبه عن شهيد باسم "نبيل منصور" فشجعه والده على المضى قدمًا فى هذا الاتجاه. شحاتة سليم نصر ( مدرس الرسم ): يدخل حجاب المدرسة ليلتقي بمعلمه الثاني شحاتة سليم نصر مدرس الرسم والمشرف على النشاط الرياضى والذى علمه كيف يكتب عن مشاعر الناس فى قريته. الشاعر الكبير صلاح جاهين، أحد معلمي حجاب وتعرف حجاب على أستاذه الثالث الشاعر صلاح جاهين، وفى أول لقاء بينهما قرأ حجاب قصيدة له، انتفض جاهين واقفا يحضنه و يلف به حجرة الملحن سليمان جميل ليقول ل "فؤاد قاعود" إحنا بقينا كتير يا فؤاد و تنبأ له بأنه سيكون صوتًا مؤثرًا فى الحركة الشعرية. و فى منتصف الستينيات من القرن الماضي احتفى المثقفون بأول دواوين سيد حجاب" صياد و جنية ". وقدم حجاب، من خلال الإذاعة مجموعة من البرامج الإذاعية ذات الطابع الشعرى،ومنها ( بعد التحية و السلام _عمار يا مصر _أوركسترا) وقد كان الأبنودى يقدم معه البرنامج الأول بالتناوب كل 15 يومًا وبعد فترة انفصلا فقدم كل منهما برنامجا منفصلا. من الإذاعة انتقل حجاب، إلى المسرح وكتب للفنان كرم مطاوع مسرحية "حدث فى اكتوبر" : بترشيح من الشاعر صلاح جاهين. وكون حجاب مع الموسيقار عمار الشريعى ثنائياً منذ الثمانينيات، ومن خلال فرقة الأصدقاء قدما معًا أكثر من البوم وتوالت أعمالهما مع الفنانين عبدالمنعم مدبولى وصفاء أبوالسعود وعفاف راضى.. وغيرهم. ومع الشريعى، قدم حجاب مجموعة من أروع أغانى المسلسلات، ومنها:"ليالى الحلمية-أرابيسك- قمر على بوابة المتولى-العيلة- كناريا وشركاه.. وغيرها". وعندما التقى حجاب مع الموسيقار بليغ حمدى قدما معا العيد من الأغانى لكل من على الحجار وسميرة سعيد وعفاف راضى. وغيرها، غنى أيضًا الكنج محمد منير أكثر من أغنية من كلمات حجاب ومنها "إه يابلادى غريبة " و"غريبة" و"سهيرة ليالى"وغيرها. وساعدت سلاسة كلمات حجاب فى نجاح فوازير الفنانة شيريهان عندما تولى كتابتها. يذكر، أن حجاب حصل على جائزة الدولة التقديرية فى الآداب. مصطفى حمزة