كتب محمود دوير الواقعية السحرية هى عنوان عدد من دراما رمضان التى نشاهدها هذا العام ومن ابرزها " ونوس " للمؤلف عبد الرحيم كمال والمخرج شادى الفخرانى وكذلك تظهر فى مسلسل " هى ودافنشى للمؤلف " محمد الحناوى " والمخرج "عبد العزيز حشاد " وبطوله ليلى علوى وخالد الصاوى اما العمل الثالث الذى يسير على نفس الدرب فهو "افراح القبه " رغم الاختلاف الكبير والواضح فى طريقة التناول وتعامله مع الواقعية السحرية ذاتها والواقعيه السحريه ظاهرة ادبية تجلت منذ قرون فى الملحمة الشهيرة "الف ليله وليله "وهى تصنع مزيجا سحريا بين الواقع والخيال بحيث يختلطان ولا يدرك المتلقى ايهما واقع وايهما من صنع الخيال وللواقعية السحرية فى الادب المعاصر رواد يمكن اعتبار الاديب مجيد طوبيا من اهمهم كما ان يحيى الطاهر عبد الله وسعد الله ونوس اصحاب بصمات واضحة فى هذا الشان بينما يقترب الكاتب طارق امام والكاتب احمد مراد من السحرية فى الادب بشكل كبير من خلال اعمالهما الروائية ونوس وفى دراما هذا العام اقترب شادى الفخرانى مخرج "ونوس " وباقتدار من تفاصيل الشيطان "ابليس " الذى يدفع الناس دوما الى الخطيئة حتى تصور المشاهد انه شخصيه حقيقية تسرى بين شخوص الدراما وفى الحقيقة انه ليس الا شيطان يدفع الجميع الى شرور لا تنتهى لتحقيق متعته فى افساد البشر وتمكن عبد الرحيم كمال بحرفية هائلة من ادارة حوار شديد الثراء فيما بين شخصياته وسط حبكة درامية محكمة ليستغل ونوس – الشيطان – نقاط الضعف لدى كل شخصية ويعمل على دفعه نحو الخطا ولا يمكن تجاوز فريق العمل من الممثلين الذى تفوقوا فى اداء راق خاصة المبدعىن يحيى الفخرانى ونبيل الحلفاوى والمتالقه هاله صدقى وحضور متميز جدا لحنان مطاوع فى شخصيه جديدة جدا على نسق ادوارها السابقة الا انها امسكت بتفاصيلها جيدا هى ودافنشى وعن " هى ودافنشى " فان الواقعية السحرية هنا جاءت من خلال فكرة التوارد بين شخصين لدرجة حدوث اتصال لا معقول فيما بينهما وحاول الكاتب خلق سحرية مصدرها الميتافزيقيا لتصنع دراما متجددة لا تدرك معقوليتها طوال الوقت ورغم اجتهاد خالد الصاوى الا انه مازال اسيرا لشخصية الصعلوك التى قدمها العام الماضى بينما نجحت ليلى علوى فى العودة الى التمثيل بعد سنوات من الاداء النمطى الخالى من اى ابداع ويبقى البطل الحقيقى فى تجربة "هى ودافنشى " هو " بيومى فؤاد " الذى يقدم دور ضابط الشرطة " أفراح القبه وتبقى تجربه "افراح القبه " الماخوذة عن رائعه الراحل نجيب محفوظ وهى تجربة تستحق التوقف طويلا خاصة ان النص الاصلى لا ينتمى الى الواقعية السحرية لكن معالجة المخرج المبدع محمد ياسين جعلته واحدا من اهم الاعمال التى تصنع حالة سحرية امام الشاشة والعمل بطولة " منى زكى " التى تواصل اصرارها على تقديم ادوار غير تقليدية رغم الانتقادات التى وجهت اليها عقب مسلسل " اسيا " ويشاركها عدد كبير من النجوم بينهم "صبا مبارك وسوسن بدر وصابرين ورانيا يوسف وجمال سليمان واياد نصار والشاب المبدع محمد الشرنوبى وكتبت السيناريو والحوار نشوى زايد ويبدو العمل مرهقا للمشاهد لاستعانة المخرج بتقنيه " الفلاش باك " طوال الوقت ولان الاحداث تدور اغلبها على المسرح حيث تحولت قصه الابطال الحقيقين الى مسرحيه من تاليف "عباس " الذى يجسده محمد الشرنوبى فان الخلط بات دائما بين النص الذى كتبه عباس والنص الاصلى – حياة البشر الحقيقية وكان نجيب محفوظ اراد ان يرسخ للمقولة الشهيرة " وما الدنيا الا مسرح كبير " ويجد الممثلون انفسهم اما شخصياتهم الحقيقية بكل ما بها من تفاصيل واسرار وسقطات وامتلا النص الدرامى برسائل فلسفية وفكرية شديدة العمق رغم بساطة الحوار الا انه حمل دلالات مهمة وبقى الصراع الداخلى لتلك الشخصيات التى تمتلئ بالتناقضات هو المحرك الاساسى لدراما داخلية لم تبن على مجرد صراعات ظاهرة بقدر ما هى محركات نفسية بالاساس ولايمكن اغفال الاداء الساحر لسوسن بدر ومنى زكى وصابرين وتوهج اياد نصار بشكل لافت ورغم عثرات عديدة وواضحة للفنان جمال سليمان فى اللهجة المصريه كان يجب على محمد ياسين ادراكها الا ان الاداء كان مبهرا بشكل عام