وصف خبراء التاريخ والآثار مصر بأنها أرض السلام وملتقي الرسالات السماوية. مؤكدين أنها تحيا في تعايش سلمي بين جميع أبنائها علي اختلاف انتماءاتهم الدينية والسياسية والفكرية. جاء ذلك خلال فعاليات المؤتمر السنوي الثاني الذي نظمته كلية الآداب جامعة عين شمس بعنوان ¢تاريخ مصر في العصر المسيحي¢. أكد د. ممدوح الدماطي- وزير الآثار- أن مصر هي التي حملت علي عاتقها أمانة تصدير الدين المسيحي للعالم أجمع وتميزت بحضارتها ولغتها القبطية التي ساهمت في نقل التاريخ الفرعوني إلينا بشكل دقيق. كما أشاد د. الدماطي بإدراك جامعة عين شمس العريقة لدورها الثقافي والتنويري الذي يتضح من خلال عقد مؤتمراتها الدولية المستمرة لمناقشة كافة الحقب التاريخية لوطننا وتوثيقها علي المستوي العالمي. وفي كلمته الافتتاحية أوضح أ.د. حسين عيسي رئيس الجامعة أن مصر هي أقدم دولة عرفها العالم بالمعني الحقيقي حيث ظهر بها نُظم عمل ومبادئ ديمقراطية ومؤسسات بالمعني الحقيقي لتولي إدارة البلاد. مشيرًا إلي أن العصر المسيحي ما بين 284 - 641 ميلاديًا يعد أحد أبرز الحقب التاريخية الهامة التي قدمت نموذجًا فريدًا من نوعه في مبادئ الإخاء بين الأديان حيث تم التخلص من الوثنية واعتناق دين سماوي بشر به السيد المسيح عليه السلام. وأضاف أن المؤتمر يهدف إلي تقديم دراسات متخصصة للتعرف علي تاريخنا العريق من أجل استشراف مستقبلنا. حيث يناقش خلال أوراقه البحثية عددا من الموضوعات الهامة وهي "الأدب الرهباني - الشهادات التاريخية - الشهادات الوثائقية - الشهادات الأثرية - التدوين الكنسي" وشارك فيه 40 باحثا من "الولاياتالمتحدةالأمريكية. النمسا. ألمانيا. اليونان. جنوب إفريقيا. إيطاليا. بولندا. الجزائر. ليبيا. العراق. مصر". وألقي الأنبا إبيفانيوس- رئيس دير الأنبا مقاريوس بوادي النطرون و ممثل قداسة البابا- الضوء علي تلك الفترة الهامة من العصر المسيحي والتي ربطت بين العصر الفرعوني والعصر الإسلامي وتميزت بانتشار لغات متنوعة في مصر. حيث كانت مصر تحت الاستعمار الثقافي اليوناني والاستعمار العسكري الروماني. كما أشاد بالدور الذي لعبته الكنيسة المصرية في الحفاظ علي الكثير من تراث بلادنا حيث كان دير سان مقارا في تلك الفترة الزمنية ملاذًا للعلماء الذين قدموا آلاف المخطوطات التاريخية الهامة.