* يسأل خالد محمد لطفي: بعض الاحاديث التي تحرم التعطر للنساء تقول إن عطر المرأة حرام كنوع من التبرج ولفت الانتباه وإثارة الشهوات وسألت فتيات كثيرات: كيف تكون الرائحة الجميلة حراماً خاصة في فصل الصيف إذا انبعثت منها رائحة كريهة؟ ** يقول د. علي جمعة مفتي الجمهورية الاسبق: العطر نوعان: عطر مكتوم وعطر فواح. وهذا العطر الفواح هو الذي عرفناه في عصورنا هذه من أجل وضع الكحوليات الطيارة في البرفانات والعطور.. لكن العطر في ذاته يوجد منه عطر مكتوم يذهب الرائحة الكريهة. لكنه لا يثير الشهوة. ولا يجعل المرأة وهي تمشي- كما نري في الإعلانات- مثيرة.. فالقضية ان الذي حرمه رسول الله صلي الله عليه وسلم: أبواب الفتنة. أبواب إثارة الشهوات. لانه في ديننا حرم الزني. وما دام ديننا حرم الزني فحرمت الخلوة بالمرأة. وفرض عليها الحجاب. وقلنا: إن الرجل ايضا له عورة- ما بين السرة والركبة- يجب ان يسترها.. وعملنا نوعا من أنواع التنظيم. وجعلنا الرجال في الأمام والنساء في الخلف.. كل هذا من اجل اننا قد حرمنا الزني. فهي منظومة واحدة.. غض البصر وحرمة الخلوة والحجاب والعطر وتنظيم الصلاة.. كلها منظومة واحدة. ولذلك ربنا سبحانه وتعالي: ينبهنا إلي هذه المنظومة الواحدة فيقول: "أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزي في الحياة الدنيا". لانه سيذهب مراد الله في هذا التشريع. مراد الله من هذا التشريع ان تستقر الأسرة. ان يستقيم النسب فيها. ان يكون هناك أمن اجتماعي مبني علي علاقة سليمة رسمها لنا ربنا بين الرجل والمرأة. هذه العلاقة ليس فيها قهر. ليس فيها تسلط. وإنما فيها مساواة. فيها تعاون. لقد خلق الله الرجل والمرأة من نفس واحدة "يايها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيراً ونساء". للمرأة ان تتعطر لزوجها كيفما أرادت. وبالطريقة التي تراها. أما إذا خرجت من البيت فلها أن تتعطر بالعطر المكتوم. الذي هو نادر الآن. فلو خرجت لا يشمها أحد. ولا تحدث الإثارة.. لأن القضية أننا لا نريد فتنة. وأن الحديث في تعطر المرأة صحيح. ولكن نحن لا نريد أيضاً ان تشم من المرأة الرائحة الكريهة.. فنحن لا نريد هذا . كما لا نريد الإثارة الزائدة عن الحد. والتي أدت بنا في النهاية إلي هذا العري الفاضح في العالم. والي استغلال المرأة كأسوأ سلعة ممكنة في عالمنا.