اكد الدكتور سعد الدين الهلالي- أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر- إن القانون المصري الحالي لا يخالف الشريعة الإسلامية. ومنذ مائة عام والخطاب الديني يواجه التمزق. وهناك مطالبات بتطويره وتجديده. لافتا إلي أن تمزق الخطاب بدأ مع ظهور الجمعية الشرعية منذ عام 1912 وجمعية أنصار السنة 1920 والإخوان المسلمين 1928 والذين نجحوا في إفقاد الشعب الثقة في الحكومات وفي قوانين الدولة ما ادي إلي ثبات الخطاب الديني في مصر وحصره في قوالب جامدة. وأننا بحاجة لخطاب ديني وعلمي ومتخصص يقوم به رجال علم حقيقيون وليسوا شيوخ الفضائيات الذين لا يعرفون من العلم شيئًا. والقرآن جاء علي مدار 23 سنة لنفهمه ونتعقله ولتجديد الفكر والخطاب الديني. جاء ذلك خلال الندوة الدينية ¢الفكر الديني بين التجديد والتبديل¢ والتي نظمتها الإدارة المركزية للبرلمان والتعليم المدني بوزارة الشباب والرياضة بالتعاون مع المجلس الأعلي للثقافة بوزارة الثقافة بحضور 500شاب وفتاة. أضاف د. الهلالي: أن الفتوي تتغير بتغير الزمان والمكان والوضع. كاثنين يؤديان صلاة العصر وأحدهما أصيب بدوار. فهنا يستطيع أن يؤدي صلاته عندما يشعر بتحسن وكل شخص يفتي لنفسه وعليه أخذ القواعد العليا التي يجب أن يتبعها من المفتي. لو افترضنا أن 90 مليون مصري يعتمدون في تفكيرهم علي ألف أو ألفين فقط فكيف يمكن أن نتقدم بالوطن؟ مشيرا إلي أن الخطأ في الاجتهاد أفضل من الصح دون الاجتهاد. والإسلام لا يعترف بوظيفة رجل الدين لكن يعترف برجل العلم بالدين. قائلا: إن كل رجال الأزهر متخصصون في العلوم المختلفة للدين الإسلامي والعلم يحتاج إلي دليل من أجل الإقناع ولو مكنّا رجال الأزهر مكنا رجال العلم من الدين ولو مكنا غيرهم لفسدت الأمور. فلابد من إسقاط رجال الدين حتي لا تحدث الفتنة. والعبرة بالإخلاص والنية والثقة في الله. وعلينا تعقل القرآن الذي بين أيدينا وأنه لا كهنوت في الدين الإسلامي. وهذا اللقاء يأتي ضمن جهود مؤسسات الدولة وآلياتها لمواجهة الفكر والخطاب الديني المتطرف ونشر الفكر الديني الوسطي العلمي الذي يقوم به رجال الأزهر. ومن العيب أن يزايد الإنسان علي أخيه الإنسان في الدين فكل شخص يتدين من أجل الله ومن يريد أن يزايد فليسأل صاحب الدين.