لم يعد مفهوم الفضيحة الزوجية تقليديا كما كنا نعرفه زوجة تضبط زوجها مع سيدة أخري أو رجل يكتشف خيانة زوجته له اليوم أصبحت الفضائح الزوجية إلكترونية زوج يكتشف بلاوي في بريد زوجته الالكتروني وزوجة تكتشف خيانة زوجها لها عن طريق علاقة أقامها عبر الشات وزوج يفبرك أفلاما إباحية لزوجته ويضعها علي الإنترنت ليحصل علي الطلاق من دون منحها أي حقوق وأصبح الانترنت مهدد للأمن الاجتماعي وقد تسبب تلوثا ثقافيا يؤدي الي تفسخ اجتماعي وانهيار في النظام الاجتماعي وهذه الفضائح لا تسيء إلي الزوجين فقط. وإنما تهدم أسرا وتهدد مستقبل أبناجء وضبط علاقات محرمة وشاذة بين الشباب وزنا المحارم وتبادل الزوجات والاستخدام غير الأخلاقي وغير القانوني للإنترنت ولا تتماشي مع النظام الاجتماعي السائد من ذلك التعامل مع المواضيع الجنسية والمواد الاباحية غير الاخلاقية لمجتمعنا الاسلامي وقيمه السامية وهذه الفضائح الإلكترونية التي يري البعض أنها تحولت إلي ظاهرة في السنوات الأخيرة .. من هنا تأتي أهمية هذا الموضوع الذي يكشف الجانب السلبي في استخدام التكنولوجيا هناك الكثير والمثير من القصص والحكايات التي كانت الفضيحة الإلكترونية بطلها الأول والعديد من هذه القضايا وصلت إلي قاعات المحاكم وانتهت بالطلاق ودمرت العديد من الأسر بسبب الفضيحة الإلكترونية إن أحداث الفضائح الإلكترونية أشبه ما تكون بفيلم الخيال العلمي فالحقيقة أحيانا تكون أغرب من كل خيال يتجسد بجلاء في هذه الفضائح. الملل ثالثهما هذه قصة لزوجين يعانيان الملل بعد سنوات من الزواج والإنجاب دبت الخلافات بينهما وابتعدا عن بعضهما ولجأ كل منهما إلي الإنترنت علها تبدد ساعات الملل اليومية وتعرفا في غرف الدردشة علي العديد من الأصدقاء ووجد كل منهما ضالته الزوج تعرف علي زوجة تعاني إهمال زوجها والزوجة تعرفت علي رجل يمطرها بالكلمات المعسولة وتطور الأمر بعدما اتفق الطرفان علي رؤية بعضهما عن طريق كاميرا الكمبيوتر. وفي اللحظة الحاسمة التي انتظرها كل طرف كانت المفاجأة التي زلزلت كيانهما إنهما الزوجان ذاتهما اللذان يعانيان الملل قصة أخري شهدت أحداثها قاعة المحاكم شك أحد الأزواج في زوجته أصبحت تغلق علي نفسها الباب وتقضي ساعات طويلة أمام الكمبيوتر وقرر الزوج الاستعانة بخدمات صديق بارع في التكنولوجيا لمساعدته في التسلل إلي بريدها الإلكتروني ووجد الزوج في بريد زوجته صور لأحد الأشخاص. كلام معسول وغزل أيقن الزوج أن الحياة بينهما انتهت طبع هذه الإيميلات وذهب إلي أقرب محام طالبا رفع دعوي طلاق ضد زوجته. وبالفعل تم الطلاق وخسرت الزوجة كل شيء. فكرت الزوجة الجهنمية تشويه سمعة زوجها للحصول علي حصته في الشركة والفوز بها وحدها اتهمت الزوجة زوجها أنه يصور أفلاما إباحية ويضعها علي الإنترنت ولكن ظهرت الحقيقة بعد أن كذبها الشهود وعلي رأسهم أبناؤها الذين برأوا ساحة أبيهم واتهموا الأم بالجنون ونجا الزوج من فضيحة إلكترونية دبرتها له زوجته الشريرة. تمتلئ المحاكم بالعديد من القضايا التي بطلها الثالوث الزوج والزوجة والفضيحة الإلكترونية وانتهي العديد من الزيجات بالطلاق. وجري تدمير الكثير من الأسر وتشويه سمعة العائلة بكاملها نتيجة لحماقة الزوج أو الزوجة فالبعض يقيم علاقات غير مشروعة مع طرف ثالث بحجة أنه غير سعيد بزواجه وكأنه من المبرر أن يقيم أي زوج غير سعيد علاقة إلكترونية. أولي تكنولوجيا عن سوء استخدام هذه الوسائل التكنولوجية يقول المهندس محمد السيد : رغم تقدم تقنية المعلومات في عالمنا العربي الا أننا ما زلنا في سنة أولي تكنولوجيا فنحن لم نستوعب من استخدامها سوي الجانب السلبي والتكنولوجيا مثل أي اختراع عبر التاريخ يستخدم في الجانبين السوي والشرير قديما كانت هناك اختراعات أخري مثل كاميرات الفيديو الآن لدينا الإنترنت ويستغل البعض سرية الإنترنت ليفعل ما يعجز عن عمله في الواقع فالبعض قد تمنعه العادات والتقاليد أو قيود الزواج مثلا من إقامة مثل هذه العلاقات غير المشروعة في الواقع بينما يمكن التعارف والتواصل مع الغرباء عن طريق الإنترنت بسهولة ويسر وأضاف : البداية قد تكون سهلة لكن المؤكد أن النهاية ستكون مؤسفة ومليئة بالفضائح فقد تصبح هذه العلاقات الإلكترونية وسيلة للابتزاز والانتقام فهي لا تهدد الحياة الزوجية فقط وإنما تهدد سمعة ومستقبل الأبناء ولن يجني هؤلاء سوي الفضيحة. العلاقة الإنسانية عن الآثار النفسية لهذه الظاهرة يقول الدكتور سيد صبحي. أستاذ علم النفس جامعة عين شمس : هناك سلبيات كثيرة تعانيها الأسرة العربية في السنوات الأخيرة بسبب هذه الثورة المعلوماتية ومن هذه السلبيات اضطراب التواصُل بين أفراد الأسرة فكل واحد بات مشغولاً بعالمه الإلكتروني الخاص ومعظم علاقاتهم تكون ضمن الإطار الإلكتروني فقط بعيداً عن التواصل الحميمي فغابت العلاقة الإنسانية وأصبحت الأسرة العربية بالفعل غير قادرة علي تحقيق التوازن بين التطور التكنولوجي وحاجاتها الإنسانية والاجتماعية فحاجة الإنسان إلي التواصل موجودة في داخله أمّا الآن فالكل يبحث عن علاقات عبر النت مع شخصيات أخري مجهولة الهوية وهذا لا يحقق المشاركة الوجدانية والاضطراب في العلاقات الزوجية موجود من دون وجود التكنولوجيا ولكن سوء استخدام التكنولوجيا أسهم في زيادة هذه المشكلات ومع غياب القدرة علي المواجهة يلجأ الزوج إلي الشات والدردشة كوسيلة للهروب مع أنّ المطلوب هو أن يتحاور مع شريك حياته حتي تنتهي المشكلة فالإنترنت بحد ذاته ليس ظاهرة سيئة لو استغلت الاستغلال الأمثل لكن الخطر أن يصبح أوكاراً للاستخدام السيئ. ويضيف :من يجلس وضيع أوقاته في غير منفعة وغرق في أوحال الدعارة والفساد واصيب بالأمراض النفسية وهذا ما يفعله العدو وأصبح الشباب وسيلة سهلة لتحقيق الإرهاب والتخريب والتعرض لدعوات التنصير والتهويد والمذاهب الهدامة والتجسس علي الأسرار الشخصية وانهيار الحياة الزوجية والتغرير ببعض الفتيات فالوازع الديني هو الحصن الاول الذي يقيه شر ذلك المفاسد والتمسك بتعاليم الدين هو القاعدة الصلبة التي تبني عليها الأسرة وإذا كنا نطلق علي الانترنت الشبكة العنكبوتية فليعلم الشاب أن أهون البيوت هو بيت العنكبوت فمن السهل النجاة من سمومه اذا تمسكت بالدين وانصرفت عن الشبكة وشباكه السامة خلوة غير شرعية عن حكم الدين يقول الدكتور جمال فاروق. الأستاذ بجامعة الأزهر: إن كل وسيلة جديدة لها عيوبها ومحاسنها فالانترنت مفيد للبحث العلمي والتعرف علي كل جديد والاطلاع اذا كان استخدام الشباب لهذا أما اذا كان الاستخدام للدردشة أو مشاهدة الأفلام المحرمة فهذا حرام لتحريك الغرائز وكثرت الشكاوي بعد دخول الانترنت البيوت تأثيره الضار علي الأسرة والشباب واستغل أعداء الإسلام هذه الشبكة فنشطوا لنشر المفاسد عليها لإحكام السيطرة علي الشباب وعزلهم في عالم الانترنت عن العمل والأسرة والعبادات وبراثين الانترنت لأخلاق لهم ولا مروءة وانطلق وراء غرائز وتعلق بالفتن واتباع خطوات الشيطان التي حذرنا منها الله وليعلم الزوج أن افتقادك يؤثر علي ابنك وليس دورك مادي فقط لان الله سيحاسبك علي ذلك والعلاج يكمن في محاربة هذه البؤرة التي تنشر الفساد وعدم استعمال كل ما فيه غضب لله ويتجنب الفواحش. وطالب الدكتور جمال فاروق . كل مسلم بأن يحصن نفسه وبيته بتعاليم الدين في وقت الفتن أما يصمد أو يتذبذب أو ينساق إليها وعليه أن يتمسك بتعاليم دينه لينجو منها ودخول الزوج علي الإنترنت بهدف متابعة أخبار العالم السياسية والاقتصادية فلا حرج في ذلك علي ألا يزيد عن وقت معين حتي لا يقصر في الجلوس مع الزوجة والأولاد لمعرفة احتياجاتهم أما إذا خرج عن هذا الإطار بهدف التواصل مع النساء في علاقات غير سوية فهذه تعتبر خلوة غير شرعية تحرم شرعا ويجب علي الزوجة عند اكتشافها ذلك عمل وقفة مع الزوج تبحث خلالها عن الأسباب الحقيقة التي أدت إلي ذلك فإذا كان التقصير من عندها تراجع نفسها مع محاولة حث الزوج علي البر والتقوي وتعينه علي الطاعات لأن الذي يفعل ذلك يعاني من ضعف الوازع الديني.