نحتفل هذه الأيام بذكري نبينا الكريم محمد - صلي الله عليه وسلم - فما أحوجنا من أن نطبق أخلاق رسولنا الكريم في حياتنا اليومية. فسيرته العطرة أطهر سيرة في الوجود. وقد أمرنا الله تعالي أن نقتدي به ونتخذه أسوة حسنة كما جاء في قوله تعالي :¢لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة¢. كما يقتضينا الاحتفال بذكري مولده - صلي الله عليه وسلم - أن نتخلق بالأخلاق التي جاء بها. الذي بعث ليتمم مكارم الأخلاق. وختم الله تعالي به النبيين والمرسلين وجعله الله رحمة للعالمين. وواجبنا أن نقتدي به - صلي الله عليه وسلم - ونتأسي به ونستجيب للدعوة التي جاء بها في القرآن الكريم :¢واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا وكنتم علي شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون¢. وكيف يتحقق لنا ذلك بدون أن نتدارس سيرة حبيبنا محمد - صلي الله عليه وسلم - ونتخلق بأخلاقه ونوحد كلمتنا وأن نكون أمة واحدة لها خيرتها التي بوأها الله لها كما قال تعالي :¢كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله ولو آمن أهل الكتاب لكان خيرا لهم منهم المؤمنون وأكثرهم الفاسقون¢. وأن نقرأ السيرة النبوية قراءة متأنية متدبرة في ضوء حياتنا المعاصرة. لكي نأخذ منها ما يعيننا علي فهم سنته النبوية في ضوء الأحداث الجارية وفي ظل المشكلات التي تجد في الزمان والمكان. كما يجب أن نفهم أحاديث رسول الله - صلي الله عليه وسلم - المتعلقة بالأمور الدنيوية وخاصة فيما يتعلق بأخلاقه الكريمة. لكي نأخذ منها هدايات ومواقف تنير لنا الطريق إلي حياة عصرية. وهو - صلي الله عليه وسلم - كان يميز بين الأمور الدينية والدنيوية. ويفتح المجال البشري لفهم طبيعة الأمور الدنيوية القابلة للإجتهاد. ولذلك فلن ينصلح حالنا وتستقيم حياتنا. ولن تتأتي السلامة للإنسانية وتترسخ فيها معاني البر والإحسان إلا من خلال ترسم أخلاقه - صلي الله عليه وسلم -. ولا ننسي أنه عندما سئلت عائشة رضي الله عنها عن أخلاقه - صلي الله عليه وسلم - قالت ¢كان خلقه القرآن¢. فكان هو الإسلام في صورته العملية من خلال أخلاقه ومعاملاته وعباداته وسيرته كلها. فلنجعل احتفالنا بالنبي العظيم طوال أيام السنة وليس يوما واحدا فقط.