حين تولي الإمام الشيخ محمد متولي الشعراوي منصب وزير الأوقاف وشئون الأزهر في عام 1976م صرح بأنه قد ابتلي بمنصب الوزير وألح كثيرا علي السيد ممدوح سالم رئيس مجلس الوزراء في تلك الفترة ان يعفيه من هذا المنصب أكثر من مرة فكان ممدوح سالم يقول للشيخ الشعراوي: كيف أعفيك وأنت الذي ستطهر الوزارة من الفساد إن شاء الله. وبالفعل يبدأ الشيخ الشعراوي ممارسة مهام عمله ويتعمد ألا يجلس علي مقعد ومكتب الوزير. ومع أول أيام توليه المنصب الجديد لاحظ الشيخ الشعراوي ان رجال الأمن في منطقة سيدنا الحسين - رضي الله عنه بالقاهرة - محل سكن الشيخ الشعراوي قد قاموا بإبعاد الباعة الجائلين الذين يرتزقون من زوار هذه المنطقة الحيوية الملاصقة لمسجد الإمام الحسين - رضي الله عنه - ولأن الشيخ الشعراوي كان يحمل قلبا كبيرا يسع جميع الناس لذا فقد أمر بعودة هؤلاء الباعة عندما شاهد المنطقة وقد خلت منهم تماما كما أمر بإبعاد حراسه الخصوصيين فورا حتي لا يشق علي محبيه ومريديه من داخل مصر وخارجها قائلا لهم: ¢أنا عايز الناس تقابلني في أي وقت دون مشقة أو تعب¢. وقد حدث بالفعل ان وجد الشيخ الشعراوي حراسة مشددة تحيط به - بمنطقة السيدة نفيسة رضي الله عنها - فأشار الشيخ الشعراوي إلي بعضهم وسألهم: ¢انتوا مين؟.. وهنا ليه؟.. خير فيه ايه¢؟ فقالوا لفضيلته: إحنا هنا يامولانا علشان نحرسك حيث صدرت إلينا الأوامر من السيد اللواء أحمد رشدي وزير الداخلية شخصيا بالحفاظ علي فضيلتكم . هنا انفعل الشيخ الشعراوي وقال لهم بالحرف الواحد: روحوا احرسوا الوزير بتاعكم.. أما نحن فيحرسنا ربنا. رحم الله الشيخ الشعراوي رحمة واسعة واسكنه فسيح جناته وإلي لقاء آخر مع سر جديد من حياته في العدد القادم إن شاء الله تعالي.