أصبح مألوفا أن تري طفلك ذي السنوات الخمس يعرف كيف يستخدم اي جهاز إلكتروني مهما كان متطورا وبكل سهولة.. وأصبحت مواصفات هديته النموذجية جهاز ¢تابلت¢ حديث أو ¢موبايل¢ تاتش.. ولم يعد الطفل يسأل والده أو والدته بغرض المعرفة وإنما بغرض الاختبار فهو يستطيع ان يحصل علي اي معلومة بسهولة ويسر بالتجول في بحور محركات البحث مثل جوجل وياهو ولا يتردد في الدخول علي صفحات اليوتيوب لمشاهدة كل ما يفرض عليه الوالدين رقابة عبر الوسائل التقليدية مثل التليفزيون أو عروض السينما والمسارح.. فيستهويه كلمة « 18 ويثير في ذهنه رغبات جارفة للتطلع إلي ما يشاهده الكبار. حكي لي صديقي أنه كان يتجول في أحد المولات برفقة ابنه الذي تركه وذهب إلي أحد الفتيات وبدأ في الحديث معها بسهولة الأمر الذي جعل والده يغضب ويعنفه كيف يفعل ذلك.. وكانت اجابات الولد أكثر من صادمه لأبيه. عندما قال له ¢ليه كل ده انها فتاة واحده تعال شوف فيس بوك بتاعي عندي يجي 30 بنت¢ ومن هنا ثار السؤال كيف نحمي ابنائنا من مخاطر مواقع التواصل والانترنيت؟ وهو مانقدمه لكم في ست خطوات مهمة. أولًا: أن يعيش الوالدين التطور العصري من خلال متابعة كل جديد وقبول أن يتعلما من أبنائهما. ثانيًا: أن تتبني الأسرة دور التفاعل الواعي ولا يستمرا في اعطاء التوجيهات والاوامر لأمور هم في الاساس قد لا يكونوا مدركين لها تمام الادراك.. ولا يعزل الوالدان أبناءهما عنها بحجة أنهم صغار لا يفهمون. ثالثًا: الاهتمام بالتثقيف الديني والتركيز علي الإيمان وتزيينه في قلوب الأبناء. لأنه هو العاصم من القواصم. فالإيمان كان سببًا في نجاة نوح من الطوفان وحفظ ابراهيم من الحرق بالنار. وإنقاذ موسي من الغرق في البحر. وحفظ يوسف من امرأة العزيز. ونستطيع بالإيمان أن نحفظ أبناءنا من الانحراف التكنولوجي. فالإيمان كنز التربية. رابعًا: مشاركة الابناء في صفحاتهم علي مواقع التواصل الاجتماعي ومتابعة ما ينشرون وما يشاركون متدخلين احيانا بالنصيحة.. وان يتجنبوا قدر المستطاع استخدام القوة الجبرية للمنع والحجب وفرض الرأي. والسعي الدئواب لمعرفة كيفية تسجيل صفحات الاولاد علي انها صفحات ضمن العائلة وتعريف مواقع التواصل بصلة القرابة. والاستفادة بما تقدمه تلك المواقع من اشراف عائلي واليك بعض الامثلة : -Kids Place - Parental Control من خلال هذا التطبيق تستطيع حماية الطفل من الإستخدام الخاطئ لأجهزة الأندرويد. فمن الممكن للأباء إغلاق بعض التطبيقات ومنع الإتصال أو منع إرسال الرسائل النصية. أيضًا بالإمكان منع الطفل من تحميل أي شئ. أيضًا يمكن تحديد الوقت المستخدم بواسطة الطفل للجهاز ليغلق الجهاز أوتوماتيكيًا بعد الفترة المحددة. -Norton Family parental control نعلم جميعا مميزات برنامج Norton كمضاد للفيروسات. فهو أيضًا من أفضل التطبيقات لحماية الأطفال أثناء إستخدام الإنترنت من خلال الأجهزة الذكية أو التابلت. فيمكن معرفة أي المواقع التي قام الطفل بزيارتها أو غلق مواقع معينة ومنع الطفل من زيارتها. يمكن تلقي إشعارات علي البريد الإلكتروني الخاص بك به تقرير مفصل عن المواقع التي قام الطفل بزيارتها. هذا التطبيق مجاني ولكن يوجد منه إصدار غير مجاني بمميزات أكثر. - Screen Time Parental Control بهذا التطبيق يمكن التحكم في الوقت الذي يستخدم الطفل فيه جهاز الأندر ويد. فيمكن تحديد مدة زمنية معينة يوميًا لاستخدام الجهاز. أيضًا يمكن غلق الألعاب وتطبيقات المواقع الاجتماعية في وقت معين بينما تسمح للتطبيقات التعليمية متاحة في نفس الوقت. هذا التطبيق مناسب للأطفال حتي سن 6 سنوات. - Family Locator - GPS Tracker من خلال هذا التطبيق يمكن مراقبة الأطفال معظم الوقت عن طريق GPS ووجود إنترنت. فيمكن تحديد مكانهم عند تواجدهم في المدرسة أو وصولهم للمنزل أو للاطمئنان عليهم في الرحلات. وذلك من خلال تلقي إشعارات بمكان الطفل. يمكن أيضًا مراقبة الرسائل والصور والفيديوهات المستخدمة من خلال الأطفال. -Android Parental Control يمكن من خلال هذا التطبيق تحديد تطبيقات معينة يمكن استخدامها عن طريق الطفل ومنع تطبيقات أخري لا يسمح للطفل استخدامها دون رقابة الآباء. خامسًا: التركيز علي مفهوم القدوة الوالدية فإنها تختصر المسافات التربوية وتعين علي الصناعة النموذجية للمنهج النبوي... فلابد ان تعي كمربي ووالد أن فعلك أمام ابناءك هو اصدق دليل وعنوان لما يجب ان يكون. سادساً: تقبل الحقيقية المؤكدة بأن الاطفال من 5 سنوات إلي 12سنة أكثر الماما ومعرفة بالتكنولوجيا والتعامل معها ولا اخجل كوني لا أعرف بل اطلب منهم النصيحة والمساعدة. يقول د. محمود عبد الرحمن حمودة أستاذ الطب النفسي بكلية الطب جامعة الأزهر والحائز علي جائزة الدولة في الطب النفسي إن تعلق الأطفال بالأجهزة الحديثة يرجع لإبهار تلك الأجهزة بعروضها المفاجئة للأطفال الذين يبحثون دوما عما يشبع الفضول وحب التطلع. وهذا يتكون مع الطفل منذ أن يتم عامه الأول ويخطو علي قدميه نحو الأشياء باحثا فيها. يدفعه الفضول وحب الاستطلاع والاستكشاف للبيئة من حوله. وهذه هي أولي خطوات البحث العلمي دون علم ولكن بفطرة وضعها الله سبحانه وتعالي فيه. ومن هنا فإن فطرة البحث لدي الطفل عن الجديد وما يبهر هو ما يدفعه لتلك الأجهزة الحديثة. فالطفل الذي يعرف كيف يستخدم هذه الأجهزة الحديثة مثل ¢تحميل¢ موسيقي أو صور وألعاب منها. يكون في المستقبل راشدا يعرف كيف يدبر أموره وتكون لديه مرونه في التفكير.