في مكان غير معلوم. وفي وقت محدود من هذا الأسبوع التقيت به وهو هائج مدحور. حاول أن يتحدث في المستور وما يجيش به صدره الحسود. باغتني إبليس بكلام غير نفيس وقال عن مصر منذ رمسيس. بادرني إبليس بقوله: أقسم بالله الواحد الأحد لولا أني أخذت عهداً علي نفسي أن أغوي عباد الله أجمعين إلي يوم الوقت المعلوم. لولا ذلك "لتوبني" المصريون وتركت عمل الغواية بسبب المصريين. لم يصبني إحباط من أي شعب في العالم إلا من الشعب المصري. أظل أغويهم حتي يصل الأمر بالواحد منهم إلي أن يسبق غوايتي له. ويفعل ما لا أتصور فعله. وحينما أطمئن لفساده وبعده عن الله. رويداً رويداً ما يعود إلي ربه. ويعيش بقية حياته في طاعة الله. ويموت علي الشهادة. * أرجو توضيح ذلك أكثر؟ ** أضرب لك مثلاً صغيراً جداً.. أرسل أحد رجالي لفرد من هذا الشعب. يستجيب لغوايتنا ويظل طوال الليل يكتسب المعاصي في الفسق والفجور. وتأتيني التقارير أن هذا المواطن من المنتظر أن يعلن كفره في الصباح. وأفاجأ بتقرير آخر مع اليوم الثاني المواطن "استحمي" ولبس جلباباً أبيض ومسك المسبحة وهو الآن وسط المصلين داخل المسجد. لا أريد الحديث عن الشعب المصري.. فلندع هذا الحديث إلي حوار آخر خاص بالحالة الاجتماعية المصرية. لكن حضرت لأعرف دورك في عملية رفع المصحف وما تم في هذا الصدد؟ ** ابليس: لم أذق طعم النوم منذ صباح الجمعة الماضية واجتمع حولي كل الأبالسة ورجال مكتبي كي يهدئوا من روعي مما حدث. * وما حدث؟ ** إبليس: ظللت طيلة أسابيع انتقل بين القاهرة. وقطر وتركيا ولندن وبعض الأماكن الأخري كي اقوي دعوتي لهم بغرض رفع المصحف في مسيرات الجمعة الماضية. واستطعت أن أقنع الجميع بذلك. وأخذت بمساعدة رجالي من توفير كل الامكانات المادية والمعنوية لهذا اليوم وزينت لهم هذه الفعلة أقنعت البعض في الداخل والخارج بضرورة توفير الملايين من الجنيهات واقنعت البعض الآخر بتوفير الرسالة الإعلامية. وحركت الشباب الثائر بما أغويته إياك. في المقابل استجاب لي بعض من المعسكر الآخر أن يجعلوا من الحدث وكأنه يوم الهول الأعظم.. وتم ترتيب الأمور كما رسمتها مع كلا الطرفين. وانتظرت الصباح.. وضاع كل شيء متاح. وخذلني الجميع ولم يرفع المصحف في المسيرات. * وما جدوي رفع المصحف عندكم أيها الأبالسة؟ ** إبليس: كانت أكبر فرصة في التاريخ كي أقسم عباد الله. وهدم العالم الذي يحمي الإسلام. وأضمن الكفر لأهل هذه الدول لعقود قادمة. * استكمل معك الحوار لعنا نري فتنة جديدة في الأيام القادمة؟ ** إبليس: مرحباً لكن أحذرك أن تأتيني متوضاً أو مصلياً فأنا زهقت منكم!!