التعاون هو مساعدة الناس بعضهم بعضاً في الحاجات وفي فعل الخيرات.. وقد أمر الله تعالي بالتعاون فقال في كتابه العزيز: "وتعاونوا علي البر والتقوي ولا تعاونوا علي الإثم والعدوان". ويعد التعاون من ضروريات الحياة إذ لا يمكن للفرد أن يقوم بكل أعباء هذه الحياة منفرداً. والتعاون من الله عبادة ومن أجل الوطن والأرض عمارة.. ومن أجل الناس رعاية ومن أجل السلطة تناصح ومعاونة.. قال رسول الله صلي الله عليه وسلم في الحديث الشريف الذي رواه الإمام مسلم: "الدين النصيحة. قلنا لمن يا رسول الله؟ قال: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم". والمسلم دائماً يطلب المعونة أولاً من الله عز وجل فالله سبحانه وتعالي خير معين فالعبد يقول في صلاته: "إياك نعبد وإياك نستعين" فنجد هنا أن الله تعالي قدم العبادة علي الاستعانة لأن العبادة لله هي المقصودة والاستعانة وسيلة إليها والأصل أن يقدم الأهم فالأهم وقد جعل الله عز وجل التعاون فطرة في جميع مخلوقاته حتي في أصغر المخلوقات حجماً كالنحل والنمل فيري هذه المخلوقات تتعاون وتتحد في جمع الطعام وتتعاون في صد أعدائها. فأين نحن من هذه المخلوقات المأمورة من الله؟!. فعندما يتعاون المسلم مع أخيه المسلم فيصلان إلي الغرض بسرعة التعاون. لأن التعاون يوفر الجهد والوقت وصدق القائل حين قال: "المرء قليل بنفسه كثير بإخوانه". وقال صلي الله عليه وسلم : "المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً" وقال أيضاً: "يد الله مع الجماعة".. ولو نظرنا في القرآن لوجدنا التعاون في بناء الكعبة فهذا خليل الله إبراهيم عليه السلام يرفع جدران الكعبة ويساعد ولده إسماعيل ويعاون في البناء. قال الله تعالي : "وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم". ولذا نجد الحق سبحانه وتعالي شرع الأعياد لمساعدة المحتاجين ولمعاونة الفقراء والمساكين ولتفريج كرب المكروبين. فإن هذا التعاون يزيد في المحبة والمودة بين أفراد الأمة.. ويجعلها تعيش في أمن وأمان وسلام وفي مودة ورخاء.