التعليم لمن يملك فقط.. حقيقة يدركها فقط كل من له اولاد في مراحل التعليم ويرغب في حصولهم علي قدر معقول من التعليم يؤهلهم للالتحاق بجامعة وكلية متميزة. التعليم استثمار.. مقولة اخري قالها لي صديق لديه عدد من الأبناء في مراحل التعليم المختلفة.. وعندما استفسرت منه عن معني الكلمة قال لي: كل مبلغ ستصرفه علي أولادك اليوم سيعود عليهم في المستقبل. وما فهمته منه انه كلما انفقت علي اولادك وحصلوا علي تعليم متميز ومتقدم فان ابواب العمل ستكون مفتوحة لهم في المستقبل. معني ان هذا ان من يحصل علي تعليم عادي او حكومي بسيط لن تكون له فرصة عمل متميزة بل قد لا يعمل من الاساس. شخص آخر كان حاضرا للحوار اعترض وقال: لكن هناك اوائل يتخرجون من المدارس الحكومية.. فابتسمنا وقلنا كل الاوائل اعترفوا بحصولهم علي دروس خصوصية ..والغريب ان بعض الطلاب اصبح يأخذ درسين خصوصيين في المادة الواحدة؟ فهذا المدرس قوي في الشرح والثاني قوي في المراجعة!! اذا ما نخلص منه ان سواء كان تعليما خاصا او حكوميا فلابد من انفاق مبالغ كبيرة ليحصل اولادك علي تعليم معقول.. واقول معقول لأنني هنا لن اتحدث عن المدارس الدولية والامريكية والبريطانية وغيرها التي تصل مصروفاتها الي مئات الالاف بل وبالدولار فهذه المدارس بالنسبة لنا خارج حدود خيالنا. مع قرب بداية العام الدراسي نجد اولياء الامور اعلنوا حالة الطوارئ لتدبير المصروفات المدرسية وشراء الكتب. ومن لديه اولاد في التعليم الخاص فيزيد علي هذا مصروفات الباص التي وصلت اليوم الي ارقام خيالية. ام المشترك بين الاثنين فهو شراء الحقائب والزي المدرسي الذي تشترط بعض المدارس حصولك عليه من مكان محدد فتشتريه بأضعاف ثمنه الاصلي. يقول مصطفي الخولي بالمعاش لدي 5 ابناء في مختلف مراحل التعليم الابتدائي والاعدادي والثانوي وقبل بداية العام الدراسي هناك طقوس لابد منها مثل النزول الي الفجالة وشراء عدة دست من الكشاكيل والكراسات والاقلام والمساطر والبرايات والشنط طبعا وهذه لوحدها ميزانية خاصة . ويضيف مصروفات المدارس ميزانية اخري واذا لم يتم دفعها فالطالب لن يتسلم الكتب. ورغم ان اولادي في مدارس حكومية ولا يوجد باص ولكن مواصلات المدارس ذهابا وعودة ميزانية اخري.. من الاخر التعليم اصبح بالنسبة لي هم لا يطاق. وتقول اميرة رضا ربة منزل.. الدرس الخصوص لابد منه فكثافة الفصول وثقافة المدرس الذي لا يهتم الا بطلبة الدروس الخصوصية تجعلني استسلم لهذا الواقع المرير. وتضيف اسعار الدروس الخصوصية بالنسبة لطالب الابتدائي تبدا من 60 جنيها في المجموعة ومن 100 جنيه للمادة اذا حضر المدرس الي المنزل.. اما اذا تجاهلت الدرس الخصوصي فهذا معناه اضطهاد المدرس لابني وتدمير نفسيته وسوء معاملته.. اذا كنت اقدر علي مصاريف الابتدائي فماذا سأفعل في الثانوي؟ سؤال طرحته اميره وكأنها تتحدث مع نفسها ونظراتها تتجه نحو المجهول. اما داليا مسعد فتضع يدها علي مشكلة اخري تتثمل في الكتب الخارجية فتقول ان المدرس اصبح يطلب الكتاب الخارجي ويستعين به بشكل اساسي سواء في المدرسة الخاصة او الدرس لان الكتاب المدرسي غير جيد ولا يوجد به الشرح الوافي او التمارين الكثيرة التي يحتاجها الطالب. وتضيف اسعار الكتب الخارجية في ازدياد كل عام واصبحت ميزانية اخري فوق باقي مستلزمات التعليم. وفي المقابل اصبحت ضرورة ولا يمكن تجاهلها. وتقول بدرية احمد موظفة: الزي المدرسي مشكلة كبيرة جدا فلدي 4 بنات في مراحل مختلفة ولابد من شراء زي مدرسي لكل واحدة وطبعا مع مستلزماته من حذاء وشراباتوشنط وغيره والاسعار اصبحت لا تطاق. مني السعيد اخصائية اجتماعية بإحدي المدارس تري ان مساهمة المجتمع المدني في مشكلة التعليم ضرورة كبري. لان اولياء الامور اصبحوا يعانون معاناة شديدة جدا في تدبير مستلزمات الدراسة؟. وهذا الامر للأسف اصبح لا ينطبق فقط علي الفقراء والمحتاجين ولكن تخطاه الي من هم فوق ذلك فالموظف البسيط يعاني من نفس المشكلة. ولهذا فان التبرع والمساهمة سواء في المصروفات الدراسية او توفير مستلزمات المدارس مهم جدا. كذلك يجب عمل المعراض المدرسية التي توفر المستلزمات بأسعار معقولة. يقول احمد سمير مدرس ثانوي التعليم اصبح بالفعل صناعة مكلفة جدا وله مستلزمات كثيرة حتي يستطيع المعلم ايصال المادة العلمية السلمية للطالب وفي هذا العصر الذي نعيشه اصبحنا نحتاج للأدوات التكنولوجية الحديثة حتي لا يكون ما يحصل عليه الطالب مجرد معلومات صماء جوفاء او عفي عليها الزمن لهذا قلت ان التعليم صناعة مكلفة جدا. وأضاف يجب علي الدولة رفع ميزانية التعليم وجعلها في المقام الاول حتي يمكن توفير كافة الادوات للطالب ويكون فقط ما يدفع ثمنه هو اقل ما يمكن. وبالنسبة للمدرس فهناك عوامل كثيرة جدا هو احد هذه العوامل وليس كلها.