هي: زينب بنت جحش بن رئاب بن يعمر بن صبره بن كبير بن غنم بن دودان بن أسد خزيمة رضي الله عنها وهي من بني جحش بن رئاب. وكان حليفة لحرب بن أمية بن عبد شمس. فهم حلفاء قريش. وأمها: أميمة بنت عبدالمطلب بن هاشم عمة رسول الله صلي الله عليه وسلم. ولدت قبل الهجرة بأكثر من ثلاثين عاماً. وكان اسمها "برّة" فسماها رسول الله صلي الله عليه وسلم "زينب". وهي من المهاجرات إلي المدينة هي وأهلها من السابقين للإسلام. والمهاجرين للمدينة والحبشة. فهي من أوسط العرب نسباً وحسباً وداراً. خطبها النبي صلي الله عليه وسلم لمولاه زيد بن حارثة بن شرحبيل حينما بعثت إليه أختها حمنة بنت جحش تستشيره في عدد من رجال قريش تقدموا لخطبة "زينب" فقال لها رسول الله صلي الله عليه وسلم: "أين هي ممن يعلّمها كتاب ربها وسُنة نبيها صلي الله عليه وسلم" قالت: ومن هو يا رسول الله؟ قال: "زيد بن حارثة". فغضبت حمنة غضباً شديداً. وقالت لرسول الله صلي الله عليه وسلم: أتزوج ابنة عمتك مولاك؟. ثم عادت فأعلمت زينب. فغضبت أشد من غضبها. وقالت أشد من قولها. فأنزل الله تعالي: "وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضي الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالاً مبيناً" الأحزاب .36 فلما تم الزواج بأمر الله جل وعلا. ورسوله تعالت علي زيد لما لها من مكانة وشرف بين قومها ولأنه مولي من الموالي. فشكا زيد إلي رسول الله صلي الله عليه وسلم ذلك. فكان يأمره بالتمسك بها واتقاء الله عز وجل. فنزل فيها وفي زيد قوله تعالي: "وإذ تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه أمسك عليك زوجك واتق الله وتخفي في نفسك ما الله مبديه وتخشي الناس والله أحق أن تخشاه فلما قضي زيد منها وطراً زوجناكها لكي لا يكون علي المؤمنين حرج في أزواج أدعيائهم إذا قضوا منهن وطراً وكان أمر الله مفعولاً". الأحزاب 37 فطلقها زيد وتزوجها رسول الله صلي الله عليه وسلم بأمر الله تعالي ليبطل التبني في الإسلام بتشريع عملي حيث كان في الجاهلية محرماً زواج الأب من زوجة الابن بالتبني من بعده. فأراد الله تعالي أن يجعل زينب تطبيقاً عمليا لمبدأ من مباديء الإسلام بهدم ما كان عليه العرب في الجاهلية فتزوجها صلي الله عليه وسلم في العام الخامس من الهجرة. وكان عمرها خمسة وثلاثين عاماً وأصدقها أربعمائة درهم. فزوّجها تعالي من رسوله صلي الله عليه وسلم وبعث في ذلك جبريل عليه السلام سفيراً لهذا الزواج فكانت تفخر علي نساء النبي وتقول: "أنا أكرمكن ولياً وأكرمكن سفيراً" فالولي هو الله تعالي. والسفير هو جبريل عليه السلام. اللهم صل وسلم وبارك علي سيدنا محمد رسول الله صلي الله عليه وسلم وعلي أزواجه وآل بيته الأبرار.