«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الدكتور شوقي علام مفتي مصر في حوار ل"عقيدتي ":
مؤتمر سنوي عالمي.. ونسعي لإطلاق مشروع القمر الصناعي الإسلامي
نشر في عقيدتي يوم 01 - 07 - 2014

فضيلةپالدكتور شوقي علام مفتيپالديار المصرية نموذج للعالم الأزهري المستنير الذي نشأ في أروقة الأزهر العامرة التي لن تنضب أبدا. يكفيك أن تلقاه مرة واحدة لتدرك أنه فقيه مخلص صادق متواضع تواضع العلماء. نقي السريرة تلمحپ في حديثه ملامح العابد المتصوف. وبين ثنايا حديثه القروي الطيب الذي يؤمن بأن مصر لن تقوم قائمتها الا بأيدي أبنائها.
شرفت بلقائه للمرة الأولي عن قرب وتجاذبت مع فضيلته أطراف الحديث حول قضية محورية وهامة تتعلق بها آمال الأمة بل لا أبالغ إذا قلت أنها مخرج بلدنا من كل أزماته ومشكلاته ألا وهي قضية إنشاء بيت الزكاة والصدقات المصري. ونقلت لفضيلته كيف أن هذا المشروع بدأ يطرح للحديث منطلقا من دار الافتاء المصرية في عهد فضيلة الدكتور نصر فريد واصل. ورغم وضع لبناته القانونية علي أيدي لجنة ترأسها المرحوم الدكتور صوفي أبوطالب إلي أن إختفي بفعل فاعل.
ومع إدراك فضيلته لأهمية هذا المشروع الضخم للأمة أخذ يؤكد علي أن ملامح مشروع انشائه تنبئ بخير كبير إذ سيعتمد نظاما مصرفيا في غاية الشفافية. حيث سيستطيع اي شخص ان يدخل للموقع الالكتروني لمعرفة ما تم جمع. وماتم إنفاقه. وأنه تم تسمية الهيئة ببيت الزكاة والصدقات حتي نوسع قاعدة الموارد والمصارف الي جانب الالتزام الكامل بأن ما يرد كزكاة سينفق في مصارف الزكاة الثابتة شرعا. وأنه لن يتعارض بيت الزكاة مع المشاريع الخيرية الناجحة في البلاد.
إلي هنا بدأ حواري الممتع مع فضيلته في حضرة الاعلامي الفقيه الدكتور إبراهيم نجم المستشار الاعلامي لدار الافتاء المصرية.
* بداية نريد أن نتعرف علي رؤيتكم المستقبلية لدار الإفتاء المصرية؟
** أحمد الله عز وجل وأصلي وأسلم علي نبيه ومصطفاه محمد وعلي آله وصحبه أجمعين. فبمشيئة الله تعالي نسعي من خلال استراتيجية جديدة علي العمل من خلال محورين:پالأول: استكمال ما بدأه السابقون من خلال مسيرتهم الحافلة بكل المكاسب التي اكتسبتها الدار في المرحلة السابقة.
والثاني: العمل علي مواكبة المرحلة وهذا الأمر يتطلب وعيًا بطبيعة المرحلة وعملاً دءُوبًا يرتكز علي المعايير المؤسسية التي تم إرساؤها داخل هذه الدار المباركة. وبالتالي سنعمل علي الاستفادة من الخبرات والكوادر التي تم إعدادها داخل الدار علي كل المستويات العلمية والإدارية. لتظل دار الإفتاء كما كانت محضنًا لكل دعوات التعاون علي الخير الذي يفيد الوطن والمواطنين.
* هذا شيء طيب لكن ما الجديد الذي يحمله فضيلة الدكتور شوقي علام لاستكمال هذه المسيرة؟
** دار الإفتاء كانت ولا تزال - بفضل الله عز وجل - قادرة علي مواكبة كل العصور بآليات تتوافق وتلك العصور. حتي أضحت أخيرًا علي يد ثلة من علماء الأزهر الكرام مؤسسة ترنو لها الأبصار وتشرئب لها الأعناق. ولا يعرف الفضل لأهله إلا أهل الفضل. ولذا نذكر بكل خير مفتي مصر السابق سماحة الشيخ الدكتور علي جمعة. والذي ارتقت الدار في عهده إلي آفاق كبيرة.. وإننا وبعون الله تعالي لنطمح أن نستكمل الدور. وأن نعلي - قدر الطاقة - هذا البناء الذي شيده هؤلاء الصالحون. معتمدين علي مشروعات كبري نحاول من خلالها تعظيم دور الدار في مختلف مناشط الحياة.
واستكمالاً لمسيرة الريادة لهذه المؤسسة العريقة نحن لدينا مشروع إنشاء أمانة دائمة للمؤتمرات تتولي عقد مؤتمر عالمي سنوي في موضوعات مختلفة تسهم من خلالها الدار في كل ما يتطلب رأيًا دينيًّا أو رؤية اجتماعية أو حلولاً لمختلف المشاكل. ولدينا كذلك طموح بأن نطلق مشروع القمر الصناعي الإسلامي. والذي سيكون طفرة هائلة في مجاله يعمل علي تعزيز الوحدة الإسلامية بين مختلف دول العالم الإسلامي. كما أن لدينا طموحاً بإصدار تقرير أسميناه "نبض الفتوي" نحاول من خلاله أن تتبوأ الدار مكانتها من حيث هي مرجعية مرضية بين كل ممارسي العملية الإفتائية عبر الفضاء المفتوح سواء في الإنترنت أو علي شاشات الفضائيات.. يرصد ويحلل ويوضح الخلل. وينبه عليه. كما لدينا عمل دءوب في إصدار نسخ من موقع الدار علي شبكة المعلومات الدولية بمختلف اللغات الحية تصل إن شاء الله إلي ثماني لغات. نتواصل من خلاله مع جماهير الأمة في كل مكان من العالم. والتي تثق في دار الإفتاء المصرية بحسبانها جزءًا من المرجعية الأزهرية.. وغير تلك المشروعات الكثير والكثير الذي نسأل الله تعالي أن يرزقنا القدرة والعون من خلاله علي خدمة الإسلام والمسلمين.
* في هذه الآونة أصبحنا نعاني من الانقسامات والاختلافات.. فهل عالج الإسلامپ هذه الظاهرة؟
** النبي صلي الله عليه وعلي آله وسلم لم يترك للمسلمين شيئًا من أمور دينهم فيه نفع لهم إلا ودلهم عليه. ولم ير شيئًا سيئًا إلا ونهاهم عنه. والجدال والخلاف أمران منهيّى عنهما في الإسلام. نظرًا لما قد يتركانه من أثر سيئ علي المسلمين. وشريعتنا أيضًا تركت للمسلم حرية الاختيار في اتباع أي مذهب من المذاهب الفقهية في الأمور الاجتهادية. مما أثري الحياة الفقهية وجعل فيها سعة للناس جميعًا. والنبي صلي الله عليه وسلم أمرنا بحسن التأدب مع الآخر المخالف لنا. ومعاملته بأخلاق الإسلام الراقية. فهو صلي الله عليه وسلم لم يكن سبابًا ولا لعانًا ولا فاحشًا ولا بذيئًا. وإنما كان يحرص علي مكارم الأخلاق. ونحن نقول لا يصح وصف من يختلفون معنا في الرأي أو الاجتهاد بالخطأ أو الابتداع والفسق والضلال. فوصف المخالف بذلك فيه خطورة علي وحدة الأمة واتباع للأهواء التي تفرق ولا تجمع. وعليه. لا يجوز للمسلم أن ينكر علي أخيه شيئًا وإحداث الفرقة بينهم من أجل الاختلاف في مسائل فرعية خلافية خاصة أن هناك من قال بها من العلماء والفقهاء المعتبرين. وبالتالي لا بد أن تكون حرية التعبير عن الرأي بعيدة عن المصادرة والتنكيل.
* من الأنشطة المستجدة علي دار الافتاء مرصد فتاوي التكفير فما عدد الفتاوي التي رصدها حتي الآن؟
** قام المرصد التكفيري وعلي مدار ثلاثة أشهر برصد 150 فتوي تدعو إلي العنف والتشدد. وحاولت من جانب اللجان العلمية التي شكلتها دار الإفتاء تفكيك هذه الأفكار التي احتوتها الفتاوي. ونشرت الأبحاث العلمية التي تُعني بهذا التفكيك عبر الصحف أو عبر البرامج التلفزيونية أو النشرات التي ترسل إلي الدول المختلفة عبر السفارات المصرية بالاتفاق مع وزارة الخارجية.
* وما أخطر تلك الفتاوي؟
** تلك الفتاوي التي تحض علي القتل وسفك الدماء والعنف وإرهاب الناس وإشاعة الفوضي والقتل. ومن يقوم بمثل هذه الأعمال الإرهابية والتخريبية هم مفسدون في الأرض. ويستحقون اللعنة والطرد من رحمة الله وسوء العاقبة. يقول سبحانه وتعالي: "وَالَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَآ أَمَرَ اللّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ أُوْلَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ". فالنبي صلي الله عليه وآله وسلم حذرنا من مغبة سفك الدماء التي حرم الله إلا بالحق. وقال في خطبة الوداع: ¢إن دماءكم وأموالكم عليكم حرام إلي أن تلقوا ربكم كحرمة يومكم هذا. وكحرمة شهركم هذا. وإنكم ستلقون ربكم فيسألكم عن أعمالكم وقد بلغت¢.
* وما سبب تزايد تلك النوعية من الفتاوي في الفترة الأخيرة؟ وما سر انتشار الفكر التكفيري مؤخرًا؟
** تزايدت حدة هذه الفتاوي مع صعود التيارات الدينية عقب ثورة يناير حيث ظهرت الفتاوي الدينية مصاحبة لأي بيان أو تصريح سياسي بالتأييد أو المعارضة بما يكشف يقينًا توجيه هذه الفتاوي لخدمة أهداف سياسية حزبية معينة. وتوظيف الدين لاستقطاب الأتباع. واستغلال شغف الناس بالدين من أجل سحب البساط من تحت أقدام منافسيهم بإطلاق فتاوي تكفير المعارضين والمثقفين. ثم أفراد الجيش والشرطة الذين اعتبرهم أصحاب تلك الفتاوي التكفيرية "طاغوتاً". وكان نتيجة تلك الفتاوي سقوط الكثيرين من أفراد الجيش والشرطة شهداء وضحايا عمليات إرهابية جاءت استجابة لتلك الفتاوي الضالة والمضللة. كما أنه بمراجعة شرعية تلك الفتاوي التكفيرية من الجانب الفقهي ثبت أن من يطلقونها غير مؤهلين علميًّا ولا عقليًّا. لافتقادهم أدني المعايير العلمية المعتمدة في إصدار الفتاوي الشرعية ولعدم إدراكهم خطورة ما يطلقونه من أحكام تؤدي إلي خراب المجتمعات وإحداث الفتن بين أبناء الوطن الواحد. فضلاً عن جعلهم التكفير مدخلاً شرعيًّا للقتل واستباحة الدماء والأعراض. بما يمثل إفسادًا في الأرض يهدم مقاصد الشريعة الإسلامية من أساسها.
* ما رأي فضيلتك في الفتاوي التي تحرض علي الاعتداء وقتل قوات الأمن من رجال الجيش والشرطة؟
** الفتاوي التي تحرض علي الاعتداء وقتل قوات الأمن من رجال الجيش والشرطة هي فتاوي منكرة ولا يجب أن تصدر عن من يطلقون علي أنفسهم علماء دين فحري برجل الدين أن يبين للناس الطريق المستقيم الذي ينتهي بهم إلي رضوان الله تعالي لا إلي القتل وسفك الدماء والإفساد في الأرض» لأن من يعتدي علي النفس البشرية أيًّا كانت فجزاؤه جزاء المفسد في الأرض. فالشرع الشريف أكد علي حرمة الدماء. ورهب ترهيبًا شديدًا من إراقتها. بل جعل الله سبحانه وتعالي قتل النفس سواء أكانت مسلمة أم غير مسلمة بغير حق قتلاً للناس جميعاً. ونحن نحذر من اتباع تلك الدعوات الغادرة التي تحض علي قتل الأبرياء والاعتداء علي رجال الجيش والشرطة» لأن النبي صلي الله عليه وسلم حذرنا أشد التحذير من التحريض علي القتل.
* بما تنصح الرئيس السيسي؟
** أنصحه بأن يجعل من العمل واحترام العمل منهج حياة للجميع ولا يلتفت للمثبطين وقليلي الهمم لأن البلد بحاجة إلي همة عالية لإعادة بنائها وبناء مؤسساتها من جديد.
* وماذا تقول لمن يمتنعون عن التصويت في الانتخابات البرلمانية ؟
** التصويت في الانتخابات يُعد نوعًا من الشهادة. فالله تعالي أمر أن يشهد المرء بالحق. بل منع كتم الشهادة» فقال تعالي: {ولا تكتموا الشهادة ومن يكتمها فإنه آثم قلبه}. وكتم الشهادة لا يكون بالامتناع عن الشهادة فحسب. بل يكون بكتمان الحق وإخفائه. وعليه فإظهار الباطل وإعلاؤه يُعد أيضًا ضربًا من كتمان الشهادة. الذي هو حرام بنص القرآن الكريم. قال تعالي: ûوأقيموا الشهادة لله‎. والإسلام يأمر بالصدق وبحرية الإرادة وتولية الصالح.
* "فوضي الخطاب الديني" ظاهرة تحرص دار الإفتاء علي تتبعها.. نريد معرفة رؤيتكم الخاصة في مواجهة هذه الظاهرة؟
** هذه نقطة مهمة وهي تمثل نقطة كبيرة عندي في المرحلة المقبلة. وبالفعل نقوم بعلاج الظاهرة فعلاً من خلال بيان الصورة الصحيحة التي ينبغي أن يكون عليها الخطاب الديني الذي شابه الكثير من القصور في الفترة الماضية. وبالفعل بدأنا في وضع استراتيجية لعلاج الفوضي في الخطاب الديني ومن مخرجات هذه الاستراتيجية مقال أسبوعي عن تجديد الخطاب الديني نقدم من خلاله علاجًا لأوجه القصور في هذا الخطاب وكيفية الوصول بخطاب ديني يوحد ولا يشتت يقوم علي أسس الوسطية الإسلامية. وسيكون هذا الأمر من خلال طريقتين: الأولي وهي الإسهام الفاعل في بث مزيد من الوعي العام لدي جماهير الأمة بهذه القضية. والعمل علي بيان المفاهيم والمصطلحات الخاصة به. لأن هذا بمثابة التحصين من الوقوع في هذا الإشكال أو الفوضي. والطريقة الثانية تتمثل في العمل الدءوب علي تصحيح المفاهيم الفاسدة التي تعتري الخطاب الديني والبعيدة عن روح الإسلام الوسطي الذي اتخذه الأزهر منهاجًا له. فالمؤسسة الأزهرية هي عنوان للوسطية الإسلامية التي تسع الجميع وتحتوي الجميع. وستظل بفضل الله عز وجل مرتكزًا لكل دعوات الخير. وقيادة لا أقول روحيةً فقط. وإنما قيادة فكرية قادرة علي ضبْط إيقاع المجتمع إذا ظهر فيه النشاز في أي صورة من صوره.
** هل تري فضيلتكم أنه بتجديد أو تطوير الخطاب الديني تحل مشاكلنا ويحدث التوافق ويختفي العنف من المجتمع وأيضًا التشدد والتطرف؟
* من الأهمية بمكان التأكيد علي دور الخطاب الديني في دفع عجلة البناء ودحض حجج المتطرفين والغلاة في الدين. وضبط الخطاب الديني يتطلب مراجعة أمينة له وتجديدًا مهمًّا وضروريًّا لكي يكون الخطاب الديني دافعًا للعمل والمشاركة ومحفزًا علي الدعم والتعاون والتدافع في الأرض لإعمارها وعمارتها. فلا بد أن يحارب الخطاب الديني الأفكار المتطرفة والهدامة التي تسعي لنشر الخراب والفتن عبر اجتزاء النصوص الدينية وتأويلها بغير حقها. وتنزيلها علي وقائع وأحداث لا تمت لها بصلة. فيجب علي المتصدرين للخطاب الديني أن ينتبهوا لمثل تلك الأفكار والمحاذير وأن يتصدوا لها بوعي وعلم وبصيرة عبر نشر فكر إسلامي وسطي يعبر عن صحيح الدين وسماحته وإيجابيته في الحياة الدنيا. كما أنه لا بد أن يتصف الخطاب الديني المأمول بمجموعة من الخصائص التي تناسب العصر ليكون فيه الحل لكل ما يعن للمسلم في أمر دينه. خطاب يكون قوامه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ويتصف بالوسطية والاعتدال. ويكون خطابًا عالميًّا يخاطب الجميع ولا يقتصر علي المسلمين. ويدعو إلي التفاؤل والعمل ونبذ الكسل والإحباط وغيرها من الصفات التي تقرب الناس إلي الدين ولا تكون سببًا لنفورهم من الدين.
* كيف يمكن أن نواجه الشقاق المجتمعي؟
** نواجه هذا الشقاق بالتوقف عن حملات التشويه من كافة الأطراف. وعدم بث سموم العداوة والبغضاء والشعور بالحقد والكراهية والشقاق بين أبناء الوطن الواحد بسبب الأخطاء والسلبيات بل لا بد من البحث عن المشترك الذي من خلال نستطيع إحداث الوفاق. وليكن هذا المشترك هو الوطن الذي نعيش جميعًا فيه ونضغ غاية واحدة أمام الجميع نسعي لتحقيقها. أما الشقاق والخلاف فلا ريب أنه من أخطر أسلحة الشيطان الفتاكة الَّتي يوغر بها صدور الخلق. وقد اهتمَّ الإسلام بمسألة احتمال وقوع الخلاف بين المؤمنين وأخذها بعين الاعتبار» وذلك لأن المؤمنين بَشَر يخطئون ويصيبون. ويعسر أن تتَّفق آراؤهم أو تتوحَّد اتجاهاتهم دائماً. ولهذا عالج الإسلام مسألة الخلاف علي اختلاف مستوياتها بدءًا من مرحلة المشاحنة والمجادلة. ومرورًا بالهجر والتباعد. وانتهاءً بمرحلة الاعتداء والقتال. والإسلام دين يتشوّق إلي الصلح ويسعي له وينادي إليه. وليس ثمة خطوة أحب إلي الله عز وجل من خطوة يصلح فيها العبد بين اثنين ويقرب فيها بين قلبين. فبالإصلاح تكون الطمأنينة والهدوء والاستقرار والأمن وتتفجر ينابيع الألفة والمحبة بين الجميع. ويهدأ المجتمع وتسود حالة من الوئام والحب بين أبناء الوطن الواحد من أجل أن تتحد السواعد من أجل البناء لا الهدم والتعمير لا التدمير.
* "فوضي الفتاوي" ظاهرة تحرص دار الإفتاء علي تتبعها.. نريد معرفة رؤيتكم الخاصة في مواجهة هذه الظاهرة؟
** هذه نقطة مهمة وعليه سيكون الهم الأكبر عندي في المرحلة المقبلة وهو القيام بوظيفة الدار من بيان للأحكام الشرعية بطريقة منضبطة تحد من الفتاوي التي تحدث بلبلة في المجتمع وتقضي علي ما يسمي بفوضي الفتاوي. وسيكون هذا الأمر من خلال طريقتين: الأولي وهي الإسهام الفاعل في بث مزيد من الوعي العام لدي جماهير الأمة بهذه القضية. والعمل علي إرساء ما أسماه بعض علمائنا ب¢ثقافة الاستفتاء¢» لأن هذا بمثابة التحصين من الوقوع في هذا الإشكال. والطريقة الثانية تتمثل في العمل الدءوب علي تصحيح المفاهيم الفاسدة التي تخلفها تلك الفتاوي الشاذة والغريبة علي مجتمعاتنا وعلي روح الإسلام الوسطي الذي اتخذه الأزهر منهاجا له. فالمؤسسة الأزهرية هي عنوان للوسطية الإسلامية التي تسع الجميع وتحتوي الجميع. وستظل بفضل الله عز وجل مرتكزًا لكل دعوات الخير. وقيادة لا أقول روحيةً فقط. وإنما قيادة فكرية قادرة علي ضبْط إيقاع المجتمع إذا ظهر فيه النشاز في أي صورة من صوره.
*پما الحلول الممكنة لعلاج لمشكلات الوطن؟
** لحل كل المشاكل التي تواجه الوطن لا بد أن يترجم الانتماء الحقيقي لهذا الوطن إلي أفعال للصالح العام وليس لمصالح أخري. علاوة علي ضرورة وجود دائرة الاتفاق بين أبناء الوطن أكبر بكثير من دائرة الاختلاف والتركيز علي ما يجمع الناس لا ما يفرقها. العمل هو ما سيصل بمصر إلي بر الأمان. البعد عن إثارة الشائعات وترديدها بما يضر بأمن وسلامة البلاد. عدم التركيز علي الأشياء التافهة التي تضر والتركيز علي ما ينفع البلاد والعباد. البعد عن أي نوع من أنواع الصراعات التي من شأنها أن تفت في النسيج الوطني. الاهتمام بالعلم والبحث العلمي لأنهما بمثابة القاطرة التي تجر مصر إلي مصاف الدول الكبري. فمصر مليئة بالخيرات والخبرات التي سوف تسهم بإذن الله وبقوة في بناء مصر في عهدها الجديد.
* ما الذي تراه فضيلتكم في اللغط الذي دار حول أحكام القضاء مؤخرًا والتطاول عليها؟
** يجب أن نتجنب ثقافة الفوضي والهدم. ونعمل علي إشاعة ثقافة البناء والتفكر والتدبر والاهتداء والاقتداء بالرسول صلي الله عليه وسلم. كلنا يقدر القضاء المصري ويشد علي أزره. وندعو الله تعالي للقضاة بالثبات علي الحق ونحن نستشرف مستقبلاً نرجو أن يسود فيه العدل. فلا يكون المجتمع متينًا إلا إذا قام علي قضاء محترم يحترمه الجميع والحمد لله القضاء المصري بخير
* هل يتم مراجعة الفتوي بين الحين والآخر؟
** نعم فالفتاوي تتغير بتغير الجهات الأربع "الزمان والمكان والأحوال والأشخاص"» لأنه توجد هناك ضوابط للفتوي لا بد أن تراعي. وهذه الضوابط تراعي التغير في الفتوي. وتغير الفتوي يكون بتغير هذه الجهات الأربع. وهذا التغير يتعلق بالأحكام المبنية علي الأعراف والعادات والأحكام الاجتهادية فقط والتي استنبطت بدليل القياس أو المصالح المرسلة أو الاستحسان أو غيرها من الأدلة الفرعية. وموضوع التغير له شروط وقواعد وليس مجرد استجابة أو إذعان لضغط الواقع وإنما هو عملية تتسم بعدة صفات منها أن عملية تغير الفتوي بتغير ما هي مترتبة عليه» حيث إنها عملية تهدف إلي إبقاء الأمور تحت حكم الشريعة وإن تغيرت صورها الظاهرة. وهي ليست خروجًا علي الشريعة واستحداثًا لأحكام جديدة. فالتغير في الفتوي هو تغير خاص من حيث الزمان والمكان والأشخاص والأحوال.
*عدتم للتو من زيارة للمملكة العربية السعودية فما هو دور المملكة ومصر في هذه الفترة الفارقة من تاريخ المنطقة؟
** مصر والمملكة العربية السعودية هما قطبا الأمن والاستقرار في المنطقة. وصاحبا الدور الريادي في قيادة الأمة نحو التقدم والاستقرار.شاء من شاء وأبي من أبي. كما أنهما الحارسان الأمينان علي ثغور الإسلام والمسلمين من كل مكائد الأعداء والمتربصين من الداخل والخارج. حيث تمثل العلاقة بين البلدين الضمانة الأقوي والعمود الفقري لأمن المنطقة واستقرارها. وقد رحب المصريون جميعا بزيارة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز لمصر مقدرين ومثمنين الدور السعودي الداعم لمصر علي كافة الأصعدة وخاصة في حربها ضد التطرف والإرهاب.
إننا في مصر ندرك تماما أن العلاقات بين البلدين هي علاقات استراتيجية دائمة ومصيرية وليست وقتية أو آنية. ونحن علي يقين أن المرحلة المقبلة ستشهد تعميقا متزايدا وتمتينا أقوي للعلاقات بين البلدين علي كافة المستويات. السياسية والاقتصادية والاجتماعية والدينية. ودعما لتعزيز التعاون والتكامل بين البلدين الشقيقين. والمؤسسة الدينية المصرية الرسمية تدرك وحدة الهدف والمصير الذي يربط البلدين. وتعمل علي تعميق تلك العلاقات والتنسيق المستمر وتبادل الخبرات في كافة المجالات بما يصب في مصلحة البلدين وخدمة قضايا الأمتين العربية والإسلامية.
*في الآونة الأخيرة أثير موضوع نشر التشيع في مصر.. ما رأي فضيلتكم في هذا الأمر؟
** محاولة غرس شيء في غير بيئته تكون النتيجة موته وعدم قدرته علي النمو. والتشيع كذلك. فنشر التشيع في غير بيئته لن ينمو ولن يثمر بل بالعكس سيحدث نوعًا من الفتنة والاضطراب وإثارة القلاقل وعدم الاستقرار وزعزعة الأمن المجتمعي. لذا أوجه كلامي لهؤلاء الذين يريدون نشر التشيع في مصر إنكم لن تفلحوا في نشر مذهبكم في بلد تربي علي حب آل البيت وتشبع بالوسطية والاعتدال من الأزهر الشريف. فمصر ليست تربة خصبة لمذهبكم بل هي أرض جدباء لن يستطيع التشيع النمو بها. وتحويل المصريين عن مذهبهم السني إلي المذهب الشيعي أمر مستحيل الحدوث ولن يتحقق لذا اتركوا المصريين أهل السنة الذين يعشقون أهل بيت رسول الله صلي الله عليه وسلم. ويقدرون صحابة رسول الله الذي كان لهم الفضل في توصيل الرسالة بعد النبي ومن تحمل عبء الدعوة إلي الله إلي أن يرث الله الأرض ومن عليها.
* هل يوجد حكم شرعي لإثبات دخول الشهر القمري في حساب الفلك» وهل هو أولي في تحديد الرؤية في عصرنا الحالي؟
** دار الإفتاء المصرية تسير حاليًا وفق خطة أظن أنها أرشد الخطط في هذا الأمر» وهي تستعين بالرؤية البصرية سواء كانت بالعين المجردة أو بالعين المسلحة التي تعتمد علي استخدام المراصد والآلات بالإضافة إلي الحساب القطعي» فعندما يتقرر وفقًا للحساب أن الهلال قد نزل قبل الشمس بدقيقة أو دقيقتين فهذا أمر متفق عليه بين كل الحاسبين في هذا المجال. ولدينا هنا سبعة مراصد في الجمهورية فإذا أتي إليَّ شخص وقال بأنه قد رأي الهلال في حين أن الحساب يقر بأنه لم يره يتم حينئذي تصديق الحساب فهو هنا ينفي. علي النحو الآخر. إذا قرر الحساب أن هذا القمر ينقص بعد الشمس بثلاثة دقائق بينما جاء أحد الأشخاص وأقر برؤيته حينئذي فالحساب يؤيد قول الشخص ويكون إذن هذا الشخص قد رأي بالفعل الهلال. ولم يحدث عبر أربعين عامًا نتبع خلالها هذه الطريقة أن وقع اختلاف» فلم يقل أحد أن الهلال موجود في حين أن الحساب ينفي وجود الهلال ولم يكذب أحد رؤية الهلال في الوقت الذي أكد الحساب فيه رؤيته. بالإضافة إلي ذلك. فإن أربعين عامًا من الرؤية تعد وقتًا كافيًا وجديرًا بالثقة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.