* * يقول د. صبري عبدالرءوف استاذ الفقه بجامعة الأزهر * تسأل رشا . م م. من الإسكندرية : أن زوجي يسهر كل ليلة من ليال رمضان أمام الكمبيوتر وقبل الفجر يتناول سحوره ثم يقوم إلي النوم ولا يصلي الفجر فما حكم صومه؟ أن شهر رمضان له منزلة خاصة حيث تتضاعف فيه الحسنات فمن أدي فيه فريضة كان كمن أدي سبعين فريضة فيما سواه. وإذا كان يؤدي الفريضة في غير رمضان يبدأ بعشر إلي سبعمائة ضعف والله يضاعف لمن يشاء فإن الفريضة في شهر رمضان تبدأ بسبعين إلي سبعمائة ضعف والله عز وجل يضاعف لمن يشاء وخير الصلاة ما أديت علي وقتها من غيرنا خير القدر. وصوم الإنسان ما دام ممتنعا عن جميع الشهوات والرغبات فالصوم صحيح لأن الصلاة ركن والصوم ركن وكل ركن مستقل عن الركن الآخر ولكن العبرة في كل هذا بحُسن النية. وحُسن النية يتوقف علي حُسن العلاقة بالله قال تعالي في سورة الإسراء. * "أقم الصلاة لدلوك الشمس إلي غسق الليل وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا" وعلي الصائم. أن يعلم أن صلاة الصبح تقوي البدن بالنهار وهذا يفوت الفرصة علي الشيطان الذي يوسوس للإنسان دائماً أن النوم فيه راحة ليتقوي الإنسان علي عمل النهار وهذا خطأ لأن صلاة الصبح تنشط البدن وتجدد الحيوية وتجعل الإنسان قادراً علي تحمل الصوم طوال أيام شهر رمضان. رمضان شهر الخيرات والنفحات والبركات ويكفي الإنسان شرفا أنه حينما يحافظ علي أداء صلاة الفجر في وقتها يكون في معية الله وتشمله عناية الله عز وجل. ولهذا قال جمهور الفقهاء : إن ملائكة الليل وملائكة النهار يجتمعون في صلاة الصبح خلف الإمام تنزل ملائكة النهار عليهم وهم في صلاة الغداة وبعد أن تفرح ملائكة الليل فاذا خرج الإمام من صلاته خرجت ملائكة الليل ومكثت ملائكة النهار ثم أن ملائكة النهار اذا صعدت قالت يا رب إنا تركنا عبادك يصلون لك وتقول ملائكة النهار ربنا أتينا عبادك وهم يصلون فيقول الله تعالي للملائكة اشهدوا أني قد غفرت لهم. جاء في صحيح مسلم أن سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول : من صلي العشاء في جماعة فكإنما قام نصف الليل ومن صلي الصبح في جماعة فكإنما صلي الليل كله كما ثبت أن النبي صلي الله عليه وسلم قال ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها تنعم الذكر بين المجدين وينسي المتكاسلين عن الوقوف بين يدي أحكم الحاكمين.