حرص السيد طارق يس الرفاعي- شيخ الطريقة الرفاعية, أكبر الطرق الصوفية وأقدمها نشأة- علي المشاركة الإيجابية في الحياة العامة وخاصة السياسية, تأكيدا للدور الصوفي في التفاعل ومشاركة المجتمع في كل آماله وطموحاته, فلم يكتف بالإدلاء بصوته وأسرته في الانتخابات الرئاسية, بل أصر علي حثّ المواطنين للمشاركة الإيجابية, فمن له حق التصويت يذهب للإدلاء بصوته, ومن ليس له حق التصويت سواء لعدم الوصول للسن القانوني أو غيره من الأسباب يشارك, كل بقدر استطاعته وإمكاناته. وزيادة في الإيجابية قام الرفاعي بتوزيع المثلجات بكافة أنواعها من مياه معدنية وعصائر علي الناخبين, تخفيفا من حرارة الجو, وتشجيعا وحثّا لهم علي أداء واجبهم الوطني وحقهم الدستوري في المشاركة السياسية والإدلاء بصوتهم في اختيار الرئيس الجديد الذي سيتولي مسئولية قيادة البلاد في هذه المرحلة الحرجة لإخراجها من أزماتها والتغلب علي تحدياتها ومشكلاتها للقفز بها إلي مستقبل أفضل بإذن الله تعالي. كان الرفاعي حريصا وهو يقوم بهذا العمل التطوعي علي احترام فترة ¢الصمت¢ الانتخابي طوال وقت التصويت, خاصة بعد أن اطمأن علي توجه وأصوات الرفاعية المؤكدة للمرشح الذي عُقدت عليه الآمال لإنقاذ البلاد والعباد من مصير مجهول, نعيشه منذ قيام ثورة يناير. في نفس الوقت أصر الرفاعي علي التواجد بين أهله وأبناء طريقته ومحبيه في منطقة امبابة بالجيزة وتحديدا منطقة المنيرة الغربية, فانتشر شباب الرفاعية بين الناخبين يوزّعون المياه والمثلجات والعصائر علي مختلف اللجان, ولم يفرقوا بين لجنة وأخري. الدور الصوفي يقول طارق الرفاعي: هذا العمل التطوعي الذي قام به أبناء الرفاعية انطلاقا من الإيمان بالدور الصوفي في خدمة المجتمع ومساعدة الناس في قضاياهم ومشكلاتهم واهتماماتهم وخاصة المصيرية, وليس هناك أهم من اختيار رئيس جديد ونحن نعيش عصرا جديدا وفي ظروف بالغة الأهمية والصعوبة التي تحتاج منا جميعا الوقوف صفا واحدا للتغلب علي الصعاب والتحديات التي تواجهنا وتحتاج لقيادة حكيمة ومؤهلة, فلا وقت للتجربة التي وقعنا فيها وما زادتنا إلا ¢غرقا¢ وانهيارا وتفرقا. يستطرد قائلا: بمجرد ظهور المؤشرات الأولية باكتساح المشير السيسي أقمنا الاحتفالات ابتهاجا به وفرحا بنجاح قائد انتظرناه طويلا, لكنا ننبهه في الوقت ذاته لضرورة العمل وبسرعة علي تحقيق آمال الناس وطموحاتهم, وأن يحذر بطانة السوء, وأن يعمل بما يرضي الله عز وجل وما فيه مصلحة هذا الوطن وأهله. استعادة الدور يلتقط خيط الحديث نجله محمود- نائب عام الطريقة الرفاعية- قائلا: كل المصريين في انتظار السيسي ليعيد لهم ولمصر الدور الرائد الذي عُرفت به مصر علي مدار التاريخ, والذي اختارها الله تعالي لهذا الدور بموقعها وأهلها وثرواتها, والذي من اجله وبسببه سُمّيت ¢أم الدنيا¢. ويقول الدكتور عصام سري: حرص الرفاعية علي المشاركة يُفنّد الاتهامات الباطلة للصوفية بالبعد عن حياة الناس وانشغالها بالشعوذة والخرافات وتغييب العقول, لنثبت للجهلاء بالصوفية أنها ليست كذلك وإنما هي عنصر فعّال ومؤثر في حياة الناس. الزعيم المنقذ يتدخل مصطفي زايد قائلا: حرصنا علي التواجد بين الناخبين منذ الصباح الباكر وطوال أيام التصويت الثلاثة لإدراكنا أهمية دورنا في توعية الناس بأهمية وضرورة حسن الاختيار حتي لا نقع مرة أخري فريسة التجربة لأن بلدنا وشعبنا لا يملك رفاهية وفرصة التجربة, فنحن اما تحديات جسام تتطلب رئيسا زعيما منقذا يخلصنا مما نعانيه وبأسرع وقت.