الدكتور محمد مختار جمعة - وزير الأوقاف - خوله الله مكانة عظيمة وبوأ له بين أهل العلم منزلة قويمة وحباه الله نعمة الإشراف علي أهل الدعوة من الأئمة أبناء الأزهر الذين شرفهم الله تعالي بحمل رسالته وتبليغها إلي خلقه وإكرام أهل العلم وهم ورثة الأنبياء.. وقد استبشرنا خيراً منذ توليكم وأنتم لا تألون جهداً في تحسين أحوال الأئمة والدعاة. سيادة الوزير.. مصرنا الغالية تحتاج بحق وصدق إلي رجال علم فقهاء يبينون للناس الغث من الثمين ويوضحون لهم معالم الطريق.. وإن مما يؤسف له في حقبة سابقة أن يلتف الناس حول دعاة ليسوا بأزهريين لبسوا علي الناس أمور دينهم وأثاروا أموراً مختلفاً فيها بين العلماء في فروع العلم وأقاموها كمقام الأصول والفرائض وقد حان الوقت لتعود الأمور إلي نصابها.. فالأئمة يباركون قراركم بضم جميع المساجد وقصر الدعوة علي أهل الوسطية.. ولكن كيف يقدم العالم للناس العلم وباله مشغول بحال المعاش. سيادة الوزير.. لايزال الأئمة والدعاة يذكرون وزراء تولوا أمرهم وأحسنوا إليهم وأكرموهم ولا ينسون أبداً من تولوا أمرهم ونسوهم وضيعوهم فنأمل منكم ألا تدخروا جهداً في تحسين حال الأئمة. إن هموم الأئمة هم واحد وهو انشغالهم بتحسن أحوالهم وحال أسرهم وأبنائهم مادياً ومعنوياً ولا يمكن أبداً لصاحب العمامة الطاهرة أن ينزل لمستوي لا يري الناس فيه القدوة والأسوة الحسنة. نسمع عن أئمة يعملون بجانب وظيفتهم في أعمال لا تليق بهم كدعاة. سيادة الوزير إن الرسالة التي أحملها لكم تكمن في توفير لقمة العيش وحبة الدواء وكسوة الصيف والشتاء وغيرها من المستلزمات المطلوبة. سيادة الوزير.. نرجوك سرعة العمل علي إنجاز كادر الأئمة والدعاة لتنال أجر هذا العمل عند الله بتفريج كربات كثيرة عن الأئمة. وبالتالي تحسين حال الدعوة. فحينما يجد الداعية ما يكفيه ويسد حاجاته المعيشية سيتفرغ لطلب العلم والاستزادة من القراءة والاطلاع والمدارسة ويكون عنده القدرة علي العطاء وملء الساحة حيث توفر له الوقت الذي يقوم فيه بذلك.. أعانكم الله وأجري الخير علي أيديكم وأعانكم فيما أقامكم فيه. هذه الرسالة وصلتني من أئمة دمياط يناشدون فيها وزير الأوقاف الاستجابة لمطالبهم ومطالب الأئمة علي مستوي الجمهورية.. اللهم هل بلغت.. اللهم فاشهد. *** وختاماً: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: "من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم" صدق رسول الله صلي الله عليه وسلم