بمجرد تحرك محدود للدبلوماسية المصرية لدي البنك الدولي وبعض الدول الكبري الممولة لسد النكبة المسمي زورا وبهتانا سد النهضة من أجل إيقاف دعمها وتمويلها لإنشائه جاءت النتائج وردود الفعل من قبل هذه الدول إيجابية. متفقة مع القوانين والاتفاقيات الدولية. ومتسقة مع المواثيق والحقوق التاريخية والطبيعية لمصر والسودان في مواردهما المائية ونزلت هذه المواقف بردا وسلاما علي قلوب المصريين والسودانيين . ولقد وعد البنك الدولي كما وعدت بعض الدول بوقف التمويل. واعترفت بحقوق البلدين في التصدي بحزم للعبث الأثيوبي بمياههما التي وهبها الله لهما. وهذا التجاوب الإيجابي ظهرت آثاره فورا علي المواقف الرسمية للمسئولين الأثيوبيين. فأخذت تبارح مكانها بعد أن كانت لا تتزحزح كالمسمار. فهذا رئيس وزرائهم يدعو مصر من داخل برلمانهم إلي استئناف المفاوضات حول النقاط الخلافية في تقرير لجنة الخبراء الدولية بعد أن كانوا قد أغلقوا الباب نهائيا أمام مناقشة من هذا النوع. أخشي ما أخشاه - كبقية المصريين - أن تكتفي الدبلوماسية المصرية بما قامت به من إنجاز عند هذا الحد وتتوقف عن التحرك. ولا تواصل الطرق علي الحديد وهو ساخن. فقد صقلتنا المحن وعلمتنا التجارب أن أنصاف الحلول كعدمها لا تجدي نفعا. وإنما لابد من مواصلة الجهد واعتماد سياسة النفس الطويل من أجل القضاء علي المشكلة قضاء مبرما. ولن يتأتي ذلك إلا بأخذ التعهدات من كل الأطراف المعنية بأنه لا يجوز مطلقا مجرد التفكير في المساهمة بأي مشروع من شأنه عرقلة تدفق حقوقنا المائية . لدينا الكثير من الأوراق الرابحة والحيوية. والمؤثرة والفاعلية. تمكننا من الحفاظ علي أمننا القومي أولها قناة السويس. فالدول التي لها يد في دعم أو تمويل السد كالصين وإيطاليا وفرنسا علي وجه التحديد بحاجة ماسة إلي القناة لعبور نصف تجارتها الدولية إن لم يكن أكثر. ويمكن لمصر إن أرادت أن تُبَوِّر لهم هذه التجارة. ولا نريد أن نصل إلي هذه المرحلة. ومن هذه الأوراق كذلك أن اتفاقيات المياه في القانون الدولي لها قوة اتفاقيات ترسيم الحدود. بل الأكثر من هذا أن الاتفاقيات التي تنص علي حقوق مصر المائية هي نفسها التي ترسم حدود أثيوبيا الجغرافية. وقد أكد خبراء مؤرخون وجغرافيون ومهندسون أن المنطقة التي يقام عليها السد كانت في يوم ما تحت التاج المصري السوداني. يجب أيضا استمرار التواصل الذي بدأه رئيس الوزراء الدكتور إبراهيم محلب مع بقية دول حوض النيل بمن فيهم أثيوبيا نفسها وذلك من أجل التعاون والعمل الجاد علي تنمية الموارد المائية ونحرص علي حق مصر في أي زيادة مستقبلا تواكب الزيادة السكانية. فكل الخبراء يؤكدون أن دول الحوض مجتمعة لا تستفيد إلا بما يعادل 6% أو 10% علي أكثر تقدير من مواردها المائية والباقي يتبخر ويتسرب في الأدغال متحولا إلي ماء آسن يأتي بالأمراض للسكان . أثيوبيا من الدول الحبيسة التي لا يوجد لها منافذ علي أي من البحار وبالتالي يعد نهر النيل فرصة ثمينة أمامها كخط تجاري نهري تستطيع من خلاله التواصل مع دول العالم إذا تم تطويره ويجب علي مصر أن تناقش معها هذا الامر بجدية . ويجب علي مصر أيضا أن تنفتح علي كل الاحتمالات بما في ذلك ربط نهر الكونغو بالنيل والاحتمال البغيض الذي لا نتمني أن نجبر عليه وهو آخر الدواء والجيش المصري قادر علي تنفيذه بإذن الله فالحق دائما قوي . قال بيرم التونسي وغنت ام كلثوم : - شمس الأصيل دَهَّبَت خُوص النخيل يا نيل - تحفة مِتْصَوَّرَة في صَفْحَتَك يا جميل - لَو النَّاي علي الشَّطِّ غنَّي والقُدُود بتميل - علي هُبُوب الهَوَا لمَّا يىمُر عليل * * * - يا نيل أنَا واللَّي بَحِبُّه نِشْبِهَك بِصَفَاك - لَانَتْ ورَقَّتْ قلوبنا لمَّا رَقَّ هَوَاك - وصَفُونا في المَحَبَّة هُوَّ هُوّ صَفَاك * * * - مَا لْنَاش لا احْنَا وَلَا انْتَ يا نيل في الحَلَاوة مثيل - أنا وحبيبي يا نيل نلنا أَمَانِينا - مَطْرَح مَا يِرْسِي الهَوَا تِرْسِي مَرَاسِينا