يشكو كثير من تلاميذ التعليم العام من قواعد النحو العربي بجميع مراحل هذا التعليم مرحلة التعليم الأساسي بحلقتيه الابتدائية والإعدادية. والمرحلة الثانوية العام والفني بكل أنواعه التجاري والزراعي والصناعي وذلك لأن هذا النحو يدرس بكل هذه المراحل لأنه عامل مهم وأساسي في صحة ضبط اللغة العربية حين يستمع إليها. أو يقرأها» أو يكتبها التلميذ في تعبيره. وهذه القواعد يجدها الباحث في التربية والتعليم بكل لغات العالم بل هناك لغات قواعدها أكبر كماً. وأصعب فهماً من قواعد لغتنا الجميلة اللغة العربية. ذلك لأن الباحث في مناهج هذه اللغة. وطرائق تدريسها يعرف ويدرك أن القواعد النحوية قليلة من حيث الكم. ويسيرة من حيث الإدراك والفهم» إذا قدمت للنشء بأساليب وطرائق تربوية حديثة. وخلال أدوات علمية مقننة. هنا يعن سؤال مهم وخطير ولكن لماذا يشكو تلاميذ التعليم العام وحتي طلاب التعليم العالي من قواعد النحو العربي؟ هذه الرياضة اللغوية الجميلة. - نعم هذه الشكوي موجودة» وقائمة» وتكاد تشمل بعض أولياء الأمور ويكاد يسمعها كل المشتغلين بتدريس وتعليم وتعلم اللغة العربية والمهتمين بها خاصة الباحثون في مناهج وطرائق تدريس هذه اللغة الجميلة. فما أسباب هذه الشكاوي؟ أحاول - والله المستعان - تقديم الإجابة عن هذا التساؤل في الإيجاز التالي: 1- إن أعداء العروبة والإسلام عرفوا كيف يحاربونهم في لغتهم ومن ثم في هويتهم. وما نراه اليوم واضح جلي لكل غيور علي لغته وقوميته ودينه. فكانت الحرب علي اللغة والعروبة والإسلام وفي الحرب علي اللغة تعاون مع أعداء الأمة العربية مع خصومهم دارين أو من حيث لا يدرون!! تماماً كما تري اليوم من يدمرون المنشآت. ويحطمون الجامعات والمراكز العلمية. والمتاحف الأثرية بل ويقتل بعضهم بعضاً والمستفيد الوحيد من كل ذلك الخراب والدمار سواء كان علي اللغة أو أهلها. أو منشآتهم الحيوية غير أن الحرب علي اللغة يصيب الأمة في مقتل حيث يدمر الهوية ويقطع الصلة القوية بين الإنسان والقرآن. والمستفيد الوحيد من كل هذا الخراب هم أعداء العروبة والإسلام فهي الفوضي الخلاقة في التربية والتعليم. 2- مناهج اللغة العربية خاصة قواعد النحو منها لم يتم إعدادها وفق الاتجاهات الحديثة للمناهج الدراسية. 3- الكتاب المدرسي الذي كان يحمل من أسماء المؤلفين طه حسين عميد الأدب العربي. والعقاد عميد الفكر العربي يصبح يحمل الآن الأسماء التي تقرأها علي كل كتاب فهو كتاب هزيل غبي ينفر النشء من اللغة العربية كلها بخاصة قواعدها النحوية فهجره التلاميذ معظمهم. 4- الأنشطة التربوية اللغوية تكاد تكون معدومة أو مهملة. أو تافهة في جل مدارسنا. 5- التوجيه التربوي يسير الآن علي قضبان قديم. وينسي التطور والتطوير وهو مظلوم برغم ذلك. 6- التقويم والتقييم خلال العام الدراسي وفي نهايته يحتاج إلي إعادة نظر وبسرعة فالأمر جد خطير. 7- الحروب الحديثة تستهدف اللغة حتي تصيب الأمة في مقتل ضعف الهوية والانتماء. ومن ثم تصبح معظم أهداف أعداء الأمة يسيرة التحقيق ولعلنا نري ذلك الآن واضحاً.. ويكفي هذا الآن ولا نقطع الأمل من رحمة الله. والعلاج سهل يسير. وكان رسولنا الأعظم محمد صلي الله عليه وسلم إذا خير بين أمرين اختار أيسرهما. وهذا بلاغ لمن يهمه الأمر.