يظل القرآن الكريم علي مر العصور موضع عناية الخلفاء والأمراء والوزراء والعلماء والحفاظ وعامة المسلمين تحقيقا لقوله تعالي "انا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون". ولقد ظهرت فكرة التسابق بين بني البشر منذ عصور قديمة حيث ظهرت مسابقات متنوعة وفي شتي مناحي الحياة .. ولكن من أهم تلك المسابقات حفظ القرآن الكريم . وهي ليست فكرة حديثة بل عرفها الناس منذ بدايات نزول القرآن الكريم حتي تطورت عبر الحلقات أو المدارس في عصرنا الحالي. ويعود الفضل إلي إقامة المسابقات القرآنية في عصرنا الحالي الي عاملين هما : المبادرات الفردية من المهتمين بتحفيظ القرآن الكريم الذين نزروا أنفسهم وحياتهم وجهودهم وأموالهم في سبيل تحفيظ القرآن الكريم وتدريسة للناشئة والشباب والذين وجدوا في إقامة المسابقات القرآنية عاملاً من عوامل الجذب والتشجيع والاقبال علي هذا الميدان . ثانيا: اجتماع كلمة أهل الرأي من حفاظ كتاب الله ومجوديه عبر لقاءاتهم ومؤتمراتهم علي ضرورة إقامة المسابقات القرآنية لشد الناشئة والشباب وجمعهم علي مائدة كتاب الله. والمسابقات الفردية يصعب حصرها فهي منتشرة في كل مكان ولكنها تعد أحد الأسباب الهامة في قيام بعض المسابقات الرسمية. وتعد مسابقة ماليزيا أقدم مسابقة رسمية لتلاوة القرآن الكريم في العالم الاسلامي ثم تلتها المسابقة الدولية لحفظ القران والتي بدأت عام 1370ه أما في مصر .. فقد بدأت أولي المسابقات الدولية للقرآن الكريم عام 1414ه الموافق 1995 ميلادية في عهد الدكتور محمد علي محجوب وزير الأوقاف الأسبق. ومن أهم شروط أول مسابقة ألا يزيد عمر المتسابق في الفرعين الأول والثاني عام ثلاثين عاماً وفي باقي الفروع علي خمسة وعشرين عاماً . وألا يكون المتسابق من مشاهير القراء في العالم الاسلامي أو من محترفي التجويد والترتيل في بلده ولايكون من خريجي الأزهر . ولا يجوز للمتسابق أن يغير فرع المسابقة الذي اختاره . وألا يكون قد فاز في المسابقة في العام الماضي . ويجوز للمشترك الكفيف أو من يقل عمره عن خمسة عشر عاماً أن يصطحب معه مراقبا .. وفروع المسابقة. حفظ القرآن مع التجويد والترتيل والتفسير لجزء واحد يجود سنوياً . والثاني حفظ القرآن في التجويد والترتيل والثالث حفظ نصف القرآن مع التجويد والترتيل والرابع حفظ ربع القرآن من التجويد والترتيل والخامس حفظ ثلاثة أجزاء هي 28 - 29 - 30 من الدول الناطقة بغير العربية ومن غير الدراسين بالأزهر. وفي المسابقة عام 1420ه زيدت هذه الأجزاء 25 - 26 - 27 لتصبح ستة أجزاء من القرآن في الدول غير الناطقة بالعربية ومن غير الدراسية بالأزهر. المسابقات الدولية المسابقة الدولية بمكة بدأت عام 1399ه وفي ايران بدأت عام 1403ه والمسابقة الأولي لدول مجلس التعاون الخليجي بدأت عام 1406ه . وفي الأردن بدأت عام 1418ه وفي السودان بدأت عام 1412ه وفي تركيا بدأت عام 1418ه . وفي أندونسيا بدأت عام 1389ه . ومسابقة تونس بدأت عام 1378ه ومسابقة الكويت بدأت عام 1996 ميلادية . وقطر عام 1414ه. ظلت مسابقة مصر الدولية للقرآن الكريم والتي تنظمها وزارة الأوقاف سنوياً كل عام وتقدم جوائزها في ليلة القدر في حفل يحضره رئيس الجمهورية ليكرم أوائل العالم وأوائل المسابقة المحلية والمحافظة الأولي في حفظ القرآن والدعوة الاسلامية . واستمر هذا لمدة 20 عاماً دون انقطاع .. إلا أن الأحداث التي شهدتها مصر مع اندلاع ثورة 25 يناير طالت الحالة الأمنية دون انعقاد هذه المسابقة .. إلا أن د. محمد مختار جمعة - وزير الأوقاف أصر هذا العام علي تنظيمها في هذا التوقيت بعد هدوء الأوضاع الأمنية .. لتشهد القاهرة المسابقة الدولية الحادية والعشرين بعد توقف ثلاث سنوات.