رغم تراجع مصطلح ¢الدعاة الجدد¢ إلا انه مازال منهم من له تأثير في جموع الشباب . ولم يأت هذا التأثير من فراغ وإنما لوجود مشتركات سنية ووجدانية وعقلانية جعلتهم أكثر تأثيرا من غيرهم وخاصة من تملك منهم ملكة أو موهبة توصيل المعلومة والتواصل مع أمثالهم في الشباب . من هنا تأتي أهمية هذا التحقيق الذي سنتعرض فيه مسيرة الدعاة الشباب وآراء بعضهم الآخر في أهمية تواصلهم مع الشباب.پ في البداية نعرض لمسيرة بعض الدعاة الجدد أو الشباب الأكثر تأثيرا في الشباب علي الساحة سيجدهم جمعوا بين الهمة العالية وتحصيل العلوم الشرعية ومعرفة مفاتيح التواصل مع الشباب من خلال النزول إليهم وليس الانفصال عنهم أو العيش في برج عاجي فمثلا الداعية الشهير الدكتور عمرو خالد مواليد "5 سبتمبر 1967-" ركز جهده في الاهتمام بالإصلاح الاجتماعي وكانت بداية عمله الدعوي في مصر مع بداية القرن الحالي. ثم ذاع صيته في جميع أنحاء الدول العربية والإسلامية وحاول التواصل سياسيا مع الشباب فأسس رئيس حزب مصر المستقبل سنة 2012 لكنه استقال منه لأسباب سياسية من جهة ورغبته في التفرغ إلي الدعوة من جهة أخري . وهو صاحب مبادرة ¢صناع الحياة¢ التي لها فروع في مختلف المحافظات المصرية. واكتسب الدكتور عمرو خالد شهرته وتأثيره في الشباب من خلال الأنشطة الطلابية والرياضية والاجتماعية والخيرية غير التقليدية من خلال برامجه وأهمها : ونلقي الأحبة . كنوز رمضان . علي خطي الحبيب . باسمك نحيا . صناع الحياة . دعوة للتعايش . الجنة في بيوتنا وقصص القرآن ومجددون . رحلة للسعادة. حملة حماية. وبعد عودته إلي مصر قام بالعديد من المبادرات أهمها ¢العلم قوة ¢ و¢حملة اوعي¢ واستطاع الدكتور عمرو خالد ان يكون من بين الشخصيات المائة الأكثر تأثيرا في حياتنا في العالم حيث احتل المركز السادس رغم انه لم يكن أزهريا حيث حصل علي بكالوريوس تجارة من جامعة القاهرة عام 1988. وعمل بأحد مكاتب المحاسبة لمدة سبع سنوات. ثم افتتح مكتب محاسبة خاصا به بالقاهرة وحصل علي ليسانس الدراسات الإسلامية وحصل علي درجة الدكتوراه في الشريعة الإسلامية تحت عنوان ¢الإسلام والتعايش مع الغرب¢ من جامعة ويلز ببريطانيا 19 مايو 2010. وبدأ نشاطه الدعوي بنادي الصيد ليواصل مسيرة تواصله مع الشباب حيث كان رئيس اتحاد طلاب كلية التجارة بجامعة القاهرة 1988ونائب رئيس اتحاد كليات جامعة القاهرة 1988 وعضو فريق الناشئين بالنادي الأهلي المصري 1985ويمارس لعبة الاسكواش والتنس. حملات محددة يعد الداعية الشاب مصطفي حسني المولود عام 1978. وحاصل علي بكالوريوس تجارة من جامعة عين شمس عام 2000. وحاصل علي شهادة معهد إعداد الدعاة التابع لوزارة الأوقاف من الدعاة المؤثرين في أوساط الشباب من خلال برامجه التلفزيونية أهمها: ¢أحبك ربي. علي طريق الله. عمار الأرض. خدعوك فقالوا . وغيرها من البرامج. واستشعر الداعية الشاب ما يتعرض له الشباب من مخاطر المخدرات والتدخين فقاد حملات فعالة في هذا الميدان . ويقوم مصطفي حسني بحملة حاليا تستهدف توصيل المياه النظيفة الي بيوت الفقراء في الكفور والنجوع بالإضافة الي عمله مدرسا لمادة ¢بناء الشخصية¢ في إحدي المدارس الدولية وعضو مجلس إدارة في جمعية حياة بلا تدخين وعضو في فريق مصر ¢شريان العطاء¢ لنشر ثقافة التبرع والتطوع بالدم للأطفال وعضو في فريق نهر الخير وله دورس متواصلة مع الشباب في المساجد الكبري ومراكز الشباب كما يتواصل مع الشباب ليس من خلال البرامج التلفزيونية فقط بل من خلال البرامج الإذاعية أيضا حيث يقدم برنامج إذاعي اسمه "الكلمة" وبرنامج آخر "الكنز" ويشترك بانتظام في بعض الحملات والأنشطة الخيرية مثل:حملة ¢معاً للتكاتف¢ التابعة لبنك الطعام المصري لدعم الأسر المصرية المضارة وحملة دعم مستشفي سرطان الأطفال في القاهرة وبرامج إعادة تأهيل مدمني المخدرات من الشباب وندوات وحملات جمعية حياة بلا تدخين في مصر وحملات جمعية شريان العطاء لدعم التبرع التطوعي بالدم وحملة نهر الخير. يأتي الداعية معز مسعود المولود عام 1978 وحاصل علي بكالوريوس في الاقتصاد بالجامعة الأمريكيةبالقاهرة والماجستير في الدراسات الدينية وعلم اللاهوت من جامعة كامبريدج ويدرس لنيل درجة الدكتوراه في الدراسات الدينية وعلم اللاهوت من جامعة كامبريدج ويقدم العديد من البرامج التليفزيونية والإذاعية عن الدين الإسلامي من منظورة الشرعي والسلوكي وعلاقته بالعالم المعاصر وبقية الأديان وفي نوفمبر 1102. اعتبرت مجلة الإيكونومست مسعود أحد أكثر خمسة دعاة مؤثرين في العالم الإسلامي. مسعود عضو في مؤسسة آل البيت للفكر الإسلامي. وكذلك باحث في علاقة علم النفس بالدين في جامعة كامبريدج بالمملكة المتحدة ووهو يتواصل مع الشباب وفي نفس الوقت يعتبر نفسه طالبا للعلوم الشرعية الإسلامية من كبار العلماء ويتمتع بأسلوب شيق ولغة حوارية معتدلة مع من حوله خاصة الشباب وما يميزه أيضا أنه يلقي دروسه حول العالم بالإنجليزية إلي جانب العربية حتي انه قدم برنامجين باللغة الإنجليزية أولاً هما ¢الأمثال في القرآن و¢درجى إلي الفردوس¢ وخاطب من خلالها مسلمي الغرب الذين يعانون من أجل فهم وتطبيق الإسلام بأصالته الموروثة في صورة معاصرة. وأشهر برامجه ¢الطريق الصح¢ والذي تم تصويره مع شباب العالم الإسلامي في مصر والسعودية وتركيا وبريطانيا وناقش قضايا مهمة ومؤثرة عند الشباب مثل المخدرات والخمور والعلاقات بين الجنسين وجذور الإرهاب. تتواصل سلسلة الدعاة الشباب المؤثرين بالشباب بالداعية الشاب شريف شحاتة الحاصل علي بكالوريوس علوم - قسم فيزياء طالب علم ودرس وتعلم دبلوم الدراسات الإسلامية بكلية دار العلوم - جامعة القاهرة وحصل علي أكثر من دورة في التنمية البشرية وحصل علي دبلوم الإذاعة والتليفزيون بكلية الإعلام - جامعة القاهرة . وتلقي العلم علي يد مجموعة من المشايخ المشهود لهم بالعلم والثقة وعضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ومحاضر بعلوم الحياة والنهضة طالب علم علي أيدي بعض المشايخ عضو مجلس أمناء ثورة 25 يناير وله العديد من الكتب هنعيشها صح .. بأخلاقنا كتاب شد الرحال إلي الله كتاب أنا الفقير إليك كتاب حين تصفو القلوب موسوعة يا شباب هذا رسول الله صلي الله عليه وسلم ورحلة قلب وامرأة بدرجة امتياز ¢ونفحات في أيام الله وأحلي رمضان وليطمئن قلبي كتاب شباب زينا و¢القلب الرباني¢ ونادي المحبين كتاب الحياة تحدي وطبعا نقدر وله العديد من البرامج الفضائية أهمها : برنامج ¢شباب زينا¢ و¢طبعا نقدر¢ و¢هنعيشها صح¢ و¢ليطمئن قلبي¢ و ¢رحلة قلب 1¢ و¢رحلة قلب 2¢ و¢ليطمئن قلبي2¢ و¢لبيك ربي¢ و¢دعوة للتحدي¢ و¢جوهر الحياة¢ و¢زاد القلوب¢ و¢احلي رمضان¢ و¢أسرار العظماء¢ و¢صفقات رابحة¢. أحدث الدعاة الشبان ولكنه ينتمي للأزهر هو مصطفي عاطف المولود بالمحلة الكبري في 27 أغسطس 1990. وفي الرابعة من عمره التحق مصطفي بمعهد الإمام الشافعي ومن هناك بدأت رحلته مع القران الكريم بدأت الرحلة باكتشاف والده بأن هذا الطفل ابن الأربعة أعوام لديه صوت عذب في تلاوة كتاب الله عز وجل ومن ثم حرص الأب علي تشجيع ولده علي إتقان الحفظ والتلاوة وفي الحادية عشر من العمر أتم حفظ كتاب الله وحينئذ كان الوقت قد حان لكي يسمع الجميع هذا بدأ بقراءة القرآن والإنشاد في مدح الرسول وبدأ تقديم بعض البرامج الشبابية. يعد الدكتور أسامة الأزهري من أشهر الدعاة الأزهريين الشباب وقد ولد في الإسكندرية عام 1976م وهو عالم وخطيب ومحاضر وأكاديمي مسلم مصري من علماء الأزهر الشريف وحفظ القرآن الكريم ولم يقتصر في تكوينه علي ما تلقاه خلال دراسته الأكاديمية الرسمية الأزهرية بل طلب العلوم الشرعية وغيرها من خلال ملازمة ومرافقة أهل كل علم من المتخصصين من أكابر علماء الأزهر بل وعدد من أكابر علماء الشام. واليمن. والمغرب العربي. وأجازه جل من لقيهم من العلماء وله العددي من مؤلفاته وقد حصل علي الدكتوراه من كلية أصول الدين بمرتبة الشرف الأولي. مع التوصية بالطبع والتداول عام 2011م بعد حصل علي الماجستير في الحديث الشريف وعلومه من كلية أصول الدين والدعوة الإسلامية سنة 2005م عمل . ومعيدا بقسم الحديث الشريف بكلية أصول الدين والدعوة الإسلامية بأسيوط سنة 2000م. ثم مدرسا مساعدا بنفس الكلية سنة 2005م. وهو الآن مدرس مساعد بكلية أصول الدين والدعوة الإسلامية بالزقازيق. دَرَسَ عددا من العلوم الشرعية وغيرها دراسة حرة علي عدد من العلماء الكبار المتخصصين. في علوم: الحديث. والتفسير. وأصول الفقه. والمنطق. والنحو. والعقيدة وغيرها. وحصل علي الإجازة من أكثر من ثلاثمائة من العلماء أصحاب الإسناد. من أقطار إسلامية مختلفة. تشرف بالملازمة والمرافقة لعدد من علماء الأزهر الشريف المعمور. ثم عدد من أكابر علماء الشام. واليمن. والمغرب العربي. الشباب وتاريخ الأمة التقت ¢عقيدتي¢ العديد من الدعاة الجدد.. يشير الداعية السلفي الشاب الشيخ أيمن صيدح . إلي انه يجب الاعتماد علي الشباب. والارتقاء بهم فقد ردَّ الرسولپ عبد الله بن عمر والبراء بن عازب لضعفهم وصغر سنِّهم وقَبِل بعض الصحابة الصغار في السن لأنه رأي أن فيهم بعض القوة والجلد مثل عمير بن أبي وقاص. ومعاذ بن عمرو بن الجموح. ومُعَوِّذ بن عفراء وقد تميّز الجيش بكونه من الشباب فمعظم المشاركين في غزوة بدر كانوا من صغار السن بل أن متوسط عمر الجيش لم يتجاوز الثانية والثلاثين. لأن الدعوة تعتمد علي الشباب لهذا قال الرسول صلي الله عليه وسلم : ¢نَصَرَنِي الشَّبَابُ وَخَذَلَنِي الشُّيُوخُ¢. وأوضح الشيخ صيدح أن أكثر الفئات العمرية تفاعلا مع دورسه وتأثرا به هم الشباب الذين هم عماد الأمة ومصدر قوتها وعزها ولهذا فإنه يجب تشجيع الدعاة الشباب الي الالتحام بنظائرهم لأنهم الأقرب منهم فكرا ووجدانيا وطموحا. دعا الشيخ الشاب ¢أمين الأنصاري¢ إلي إعطاء الفرصة لشباب الدعاة في التواصل مع أمثالهم من الشباب من جانب بالإضافة الي تواصلهم مع كبار العلماء لاكتساب الخبرة والحكمة التي توفر عليهم مزيدا من الجهد وتتيح لهم مزيدا من التأثير مما يعود بالخير علي البلاد والعباد. وطالب الشيخ أمين الأنصاري . الأزهر والأوقاف ومعاهد إعداد الدعاة باحتضان الدعاة الشباب وتشجيعهم وكذلك لابد من تواصل هذه المؤسسات التي تعد الدعاة الشباب مع الفضائيات سواء الدينية للتواصل مع مشاهديها وكذلك مع الفضائيات غير الدينية لتوسيع مساحة الوعي الدينية من خلال احتلال المكان اللائق في الخريطة البرامجية. واستشهد الشيخ الأنصاري بفعالية الشباب في بناء الأمة مستشهدا بأن المشاركين في غزوة بدر معظمهم من الشباب الصغير. وشهداء بدري كان معظمهم من الشباب صغير السن والمواقع القيادية كانت في يد الشباب فمثلا راية المهاجرين كانت مع عليِّ بن أبي طالب وهو لم يتجاوز الخامسة والعشرين. وكذلك حامل راية الأنصار سعد بن معاذ في الثانية والثلاثين من عمره. وكذلك حامل الراية العامَّة للجيش كله كانت مع مصعب بن عمير الذي لم يتجاوز السابعة والثلاثين أو الثامنة والثلاثين .فهذا خير دليل ان الشباب هم عماد الأمة وعلي عاتقهم ترتفع الأمم وهنا نجد أنهم هم الذين قام النصر علي أكتافهم يوم بدر وبالتالي فهم طاقة هائلة تحقق النصر والعزة لو أحسنَّا توجيههم. نستفيد من الحكماء يتساءل الداعية الشاب الدكتور محمد الشبراوي . مدرس الفقه بكلية الشريعة والقانون جامعة الأزهر : كيف يكون الشباب هم عماد الأمة ثم نشغلهم بأشياء تافهة لا قيمة لها؟. ولهذا يجب أن يتم توسيع قنوات التواصل بين الدعاة الشباب المشهود لهم بالوسطية والاعتدال والوعي مع مختلف فئات المجتمع وخاصة الشباب وأضاف : ليس معني هذا التقليل من دور الشيوخ بما فيهم من حكمة ولكن يجب نستفيد من خبرتهم وتجاربهم وآرائهم وهي من الأهمية بمكان لأن يمثلون بوصلة ضبط الإيقاع الدعوي في المجتمع بما لديهم من حكمة وتأن نحن في حاجة شديدة إليه. ودعا الدكتور الشبراوي . الدولة إلي وضع إستراتيجية واعية للاستفادة من الدعاة الشبان الأكثر حيوية وإقبالا علي تلقي العلوم الشرعية والعربية من مصادرها.