في إطار جهودها لنشر الدعوة وتصحيح المفاهيم المغلوطة وجهت وزارة الأوقاف تحت رعاية الأزهر الشريف قوافلها الدعوية لمواجهة الفكر التكفيري علي أرض الواقع بمحافظات شمال وجنوبسيناء.. حيث توجهت قافلة تضم عدداً كبيراً من العلماء والدعاة لعقد سلسلة من المحاضرات و الندوات والملتقيات الفكرية للوصول بالخطاب الدعوي إلي الوسطية والاعتدال وصياغة وثيقة لتجديد الخطاب الديني ومواجهة العشوائية في الدعوة والانحراف الفكري وكشف أباطيل هذا الفكر التكفيري المنحرف. والعمل علي نشر قيم السماحة والتيسير في مواجهة التشدد. الخطة التي وضعتها الأوقاف كانت واضحة المعالم تركزت علي الاهتمام بالشباب في هذه المحافظات ووضع أيديهم علي الطريق الصحيح لمواجهة التكفير وعدم انجرافهم مع هذه التيارات العمياء. أكد العلماء علي أهمية دور الشباب في بناء الوطن خاصة في المرحلة المقبلة. مؤكدين عناية الاسلام بالشباب عناية كبيرة و هناك نماذج للشباب في القرأن الكريم يجب أن يأخذهم شباب اليوم قدوة لهم مثل فتية الكهف وأن كل شاب مسئول عن شبابه فيما أفناه. قال الدكتور عبدالباسط عمارة في حديثه بمسجد الكرماني بشمال سيناء أن النبي صلي الله عليه وسلم ولي أسامة ابن زيد امرة الجيش وهو ابن الثامنة عشرة من عمره. فلا بأس أن نعطي للشباب الفرصة في القيادة فهم القوة العقلية والبدنية فاستوصوا بالشباب خيرا فإنهم أرق أفئدة وأن الله بعث نبيه بالحنفية السمحة مخالفه الشباب وخالفه الشيوخ. ومن مسجد أم القري بشمال سيناء وجه الشيخ محمد البسطويسي نداءه للشباب بضرورة الاستفادة من قول النبي صلي الله عليه وسلم أنه لا يرضي لأمته أن يكون فيها كسالي أو ضالون أو مخربون. وقوله صلي الله عليه وسلم إني لا أخاف علي أمتي جوعا يقتلهم أو عدوا يجتاحهم وإنما أخشي عليهم أئمة مضللين إن أطاعوهم أو عصوهم قتلوهم".. فعلينا أن نعي هذا الأمر جيدا. وألقي د.أشرف فهمي درسه بمسجد أبوبكر الصديق موضحا فيه أن المجتمع لا يستغني عن الشباب كما لا يستغني عن الشيوخ فأمة بلا شباب أمة محكوم عليها بالضعف والهزيمة وأمة بلا شيوخ أمة محكوم عليها بالفشل فيجب أن تكون هناك علاقة متبادلة بين الشباب والشيوخ تقوم علي الاحترام والمودة والمحبة والنصح والإرشاد. الشيخ اسماعيل الراوي وكيل وزارة الأوقاف بجنوبسيناء.. قال ان خطة الوزارة الدعوية لمواجهة الفكر المنحرف تركزت في اللقاءات والمحاضرات حول نشأة الفكر التكفيري والعناصر التي يقوم عليها ومخالفتها لصحيح الاسلام والتنبيه علي الغلو عند التكفيريين وخطورة هذا الفكر علي المجتمع سواء التكفير بالمعصية أو تكفير الجيش والشرطة انطلاقا من أن هذا الفكر يهدد المجتمع كله وعلينا جميعا مواجهته مشيرا إلي أن كل أشكال العنف و الارهاب منبوذة ومرفوضة وبيان أن هذا العنف المنتشر في مصر في المرحلة الراهنة يمثل تعديا صارخا علي المجتمع ويخالف كل الأعراف ويرفضه المصريون المعتدلون. ومسجد الرحمن.. تحدث الشيخ عاصم القبيصي مدير المساجد الأهلية عن قوة الشباب باعتبارهم أمل الأمة وطالبهم بالانفتاح المنضبط علي كل ألوان الحياة ودعاهم لتحقيق آمالهم وطموحاتهم حتي يكونوا قوة لا تعدلها قوة في نمو الحياة وازدهارها إذ أحسنوا استغلالها واستثمارها في مجالات الحياة المختلفة. فقوة الكيان الجسدي والبناء الانساني والتكوين النفسي والعقلي مهمة جدا حتي نجني ثمار هذا الشباب المزدهر وهي المرحلة التي يستطيع الانسان أن يعطي فيها مالا يقدر عليه في غيرها من مراحل العمر. كما كان للقوافل الدعوية لقاء مع جنود الأمن المركزي بالمحافظة حيث وجه العلماء رسالة للجنود أكدوا فيها علي دورهم الوطني والبطولي في مواجهة المتطرفين وما يقومون به من حماية الأنفس والأموال والوطن وهم بهذه المهمة النبيلة في رباط إلي يوم الدين. أشار د.محمد العشماوي إلي أهمية السمع والطاعة من الجنود لقائدهم.. وأن مسئوليتهم في حماية الوطن لا تقل أهمية عن أي دور يقوم به الداعية أو الضابط أو العامل في خدمة بلاده والدفاع عنها. وفي محافظة جنوبسيناء.. تحدث الدكتور محمد سالم أبوعاصي الأستاذ بجامعة الأزهر في محاضرة بمسجد المصطفي.. حث فيها الشباب علي فعل الخير والطاعة وبين لهم فضل العبادة لاسيما في مرحلة الشباب حيث يظلهم الله في ظله.. فجعل الله منزلة الشباب الطائع لله تعالي بمنزلة الامام العادل لما لمرحلة الشباب من خصائص تميزها عن غيرها. وشدد علي أن الاسلام لا يقبل أن يعيش الشباب عالة علي المجتمع.. بل دعا الشباب الي العمل والانتاج. من ناحية اخري قرر اللواء عبدالفتاح حرحور محافظ شمال سيناء تخصيص 200 ألف جنيه لمسابقة حفظ القرآن الكريم التي تنظمها مديرية الأوقاف للشباب وجماهير المحافظة. جاء ذلك خلال استقباله لقافلة العلماء التي تزور المحافظة مؤكدا أن تسيير هذه القوافل الدعوية من علماء الأزهر والأوقاف المعتدلين لا تقل أهمية عن دور الجيش والشرطة في محاربة التطرف بكل أنواعه بل ان دور العلماء يفوق دور الجيش في أن العلماء يكونون سببا في هداية من لا يستطيع الجيش مواجهته.