تراجع أسعار الذهب في مصر بقيمة 140 جنيه خلال أسبوع    النائب عمرو درويش يعترض على الصياغة الحكومية لقانون الإيجار القديم    أجندة قصور الثقافة هذا الأسبوع.. انطلاق ملتقى أهل مصر بدمياط ومصر جميلة يصل البحيرة    رئيس اتحاد الكرة الآسيوي: أرفض بشدة مقترح زيادة عدد المنتخبات بكأس العالم    انخفاض درجات الحرارة وسقوط للأمطار بمحافظة القليوبية    إنقاذ 2000 رأس ماشية من حريق في مركز أبو صوير بالإسماعيلية    حجز محاكمة متهم بحيازة مفرقعات ومقاطع تحريضية للنطق بالحكم    رمضان صبحي يقود كتيبة بيراميدز أمام فاركو    أحمد السقا يفقد الذاكرة وأحمد فهمي يتورط معه في مطاردة بالصحراء في فيلم "أحمد وأحمد"    مصر تستهدف إنهاء إجراءات وصول السائحين إلى المطارات إلكترونيا    «الإسكان»: مبيعات مبادرة «بيت الوطن» للمصريين بالخارج تسجل 10 مليارات دولار    الإسماعيلي: هل القانون يتيح استدعاء تقنية الفيديو للحكم من أجل بطاقة صفراء؟    رسمياً.. تحديد موعد ومكان نهائي كأس مصر    إعلام إسرائيلي: شركات طيران أمريكية تعلق رحلاتها إلى تل أبيب    مصر وجزر القُمر توقعان على عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم المشتركة    استشهاد معتقل فلسطيني في مستشفى سوروكا الإسرائيلي    مصرع شخص وإصابة آخر إثر حادث تصادم في القرين بالشرقية    ليلة سقوط اللصوص.. القبض على 17 متهمًا بضربة أمنية بالقاهرة    الإحصاء: 3.6 مليون دولار قيمة التبادل التجارى بين مصر وجزر القمر خلال 2024    وكيل مجلس "الشيوخ" يقترح سن قانون شامل للأمن السيبراني وإنشاء هيئة مستقلة لإدارته    «لوفتهانزا» و«إير يوروبا» تعلقان جميع رحلاتهما الجوية إلى مطار بن جوريون    فتاوي المصريين في نصف قرن.. أحدث إصدارات هيئة الكتاب    معرض أبوظبي الدولي للكتاب يعبر الأزمنة على متن المقتنيات الأثرية    رئيس الوزراء: مواجهة مخالفات البناء والتعديات جزء من تقييم أداء أي محافظ    بلعيد يعود لحسابات الأهلي مجددا    الحكومة: مشروع قومي للصوامع يضاعف السعة التخزينية ويقلل فاقد القمح في مصر    أوكرانيا: ارتفاع عدد قتلى وجرحى الجيش الروسي إلى 956 ألفا و810 جنود منذ بداية الحرب    بدء الجلسة العامة لمجلس الشيوخ لمناقشة تجديد الخطاب الدينى    «التضامن» تقر توفيق أوضاع جمعيتين بمحافظتي القاهرة والوادي الجديد    حماس تحذّر من كارثة إنسانية وشيكة في قطاع غزة بسبب استمرار إغلاق المعابر وتشديد الحصار الخانق منذ أكثر من 64 يومًا    ماجد الكدوانى ضيف شرف فيلم "المشروع إكس" مع كريم عبد العزيز    الأوقاف تحذر من وهم أمان السجائر الإلكترونية: سُمّ مغلف بنكهة مانجا    مستشفى سوهاج الجامعي تضم أحدث جهاز قسطرة مخية على مستوى الجمهورية    برلماني: كلمة السيسي باحتفالية عيد العمال تعكس تقديره ودعمه لدورهم في مسيرة التنمية    في ذكرى ميلاد زينات صدقي.. المسرح جسد معانتها في «الأرتيست»    اليوم.. بدء تسليم قطع أراضي بيت الوطن المرحلة التاسعة للفائزين بمدينة دمياط الجديدة    13 شهيدا جراء قصف الاحتلال أنحاء متفرقة في قطاع غزة    دعوى عاجلة جديدة تطالب بوقف تنفيذ قرار جمهوري بشأن اتفاقية جزيرتي تيران وصنافير    الرئيس السيسي يوافق على استخدام بنك التنمية الأفريقي «السوفر» كسعر فائدة مرجعي    دي بروين: لا أعلم موقفي من المشاركة مع مانشستر سيتي في كأس العالم للأندية    بيان - "سلوك الجماهير رد فعل على غياب العدالة".. الزمالك يرفض عقوبات الرابطة ويتهمها بالتحيز    ضبط 37.5 ألف مخالفة مرورية متنوعة خلال 24 ساعة    محمد صلاح يستهدف 3 أرقام قياسية أمام تشيلسي في الدوري الإنجليزي    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم 4-5-2025 في محافظة قنا    الرئيس السيسي يؤكد حرص مصر على نجاح القمة العربية المقبلة في بغداد    وزير الصحة يبحث مع نظيره السعودي مستجدات التعاون الممتدة بين البلدين في القطاع الصحي    إحالة الفنانة رندا البحيري للمحاكمة بتهمة السب والتشهير ب طليقها    الأزهر للفتوى يوضح في 15 نقطة.. أحكام زكاة المال في الشريعة الإسلامية    هل يجوز للزوجة التصدق من مال زوجها دون علمه؟ الأزهر للفتوى يجيب    سر تصدر كندة علوش للتريند.. تفاصيل    بعد إخلاء المرضى.. اندلاع حريق محدود بمستشفى المطرية التعليمي    خبير تغذية روسي يكشف القاعدة الأساسية للأكل الصحي: التوازن والتنوع والاعتدال    الإكوادور: وفاة ثمانية أطفال وإصابة 46 شخصا بسبب داء البريميات البكتيري    اللهم اجعله اختطافًا (خالدًا) وخطفة (سعد) على النقابة (2-3)    أثارت الجدل.. فتاة ترفع الأذان من مسجد قلعة صلاح الدين    كلام ترامب    تصاعد جديد ضد قانون المسئولية الطبية ..صيدليات الجيزة تطالب بعدم مساءلة الصيدلي في حالة صرف دواء بديل    حقيقة خروج المتهم في قضية ياسين من السجن بسبب حالته الصحية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بعد جهلنا سيرة الرسول مع أهله:
الأسرة في مهب الريح.. فمن ينقذها؟!
نشر في عقيدتي يوم 14 - 01 - 2014

أسرنا في مشكلات متزايدة ولا تنتهي .. نسب الطلاق في تصاعد مستمر.. أطفال الشوارع أصبحوا جيشاً أطفالنا غرباء في أسرهم.. تحول البيت إلي جحيم بعد أن تحول بعض الأزواج إلي "جلادين" وتحولت بعض الزوجات إلي "نكديات".. السر في ذلك غياب القدوة والمثل الأعلي في حياتنا الأسرية من خلال معرفتنا لسيرة الرسول صلي الله عليه وسلم.. من هنا تأتي أهمية هذا التحقيق الذي يبين الداء والدواء لما نحن فيه.
الأثار السلبية لغياب اتخاذ أسرنا الرسول صلي الله عليه وسلم قدوة لها في تعامله مع أسرته ترصدها شيماء محمود إسماعيل مدربة تنمية بشرية وخبيرة العلاقات الأسرية أهم المشكلات التي تواجه الكثير من الأسر المصرية مثل مشكلة التفكك الأسري الذي نتج عنه قائمة طويلة من المشكلات في المجتمع مثل سوء التوافق المدرسي لدي الطلبة والطالبات وتزايد انحراف المراهقين والمراهقات ومشكلة تعاطي الخمور والمخدرات وتكاثر الأمراض النفسية الناتجة عن تهدم الأسرة ويرجع التفكك الأسري إلي الأب الحاضر الغائب هذا السبب يتمثل في رب الأسرة الذي يقضي معظم وقته خارج المنزل وبهذا لا يجد وقتا لأسرته . فتبدأ الزوجة بالتذمر والاستياء من هذا الغياب. وتشعر بأن الزوج الذي كانت تحلم بمشاركته لها أحداث الحياة اليومية يتبخر يوما بعد يوم. خصوصا إذا كانت الزوجة ليس لديها عمل خارج المنزل. ولذا سرعان ما تبدأ المشكلات في الظهور في هذا المنزل . فتبدأ بنقل معاناتها لأهلها وصديقاتها وهؤلاء في الغالب يوفرون موقفا داعماً للزوجة. ويؤكدون علي حقوقها التي يجب ألا تتنازل عنها حفاظاً علي شخصيتها ومكانتها في الأسرة. فينشب الخلاف والنزاع الذي يحل محل المودة والرحمة التي ربطت الزوج بزوجته في مفهوم الإسلام. وينتقل الأثر السييء إلي الأولاد الذين يدفعهم هذا الخلاف إلي ترك المنزل ومشكلاته. ويندفعون إلي الشارع وما فيه من مخاطر وشرور. فيقعون صيدا سهلا لأهل السوء الذين يأخذونهم إلي طريق الانحراف بشتي طرقه ومسالكه.
والصورة الأخري هي للزوج الذي ينشغل عن أسرته بأصدقائه وجلساته معهم. فهو ما أن يعود من عمله حتي يتناول وجبة الغذاء ثم يرتاح قليلا. ويمضي المساء كاملاً مع الأصدقاء . ويحرم الزوجة والأولاد من الجلوس أو الخروج معه خارج المنزل. ويكون نتاج هذا السلوك حدوث الشقاق والخلافات بينهما. مما قد يؤدي إلي الطلاق وتفكك الأسرة وانفراط عقدها. وبهذا يحرم الأولاد من القدوة الصالحة في شخصية الأب الذي كان من الواجب أن يقدمها لأولاده من خلال سلوكه الإيجابي وقيامه بأدواره علي أحسن حال . ومن هنا يبحث الأولاد عن القدوة لهم دون تمحيص. فيكون القدوة أحياناً ممن ليسوا أهلاً للقدوة وهم رفاق السوء وهذه السلوكيات نتاج طبيعي لبعد المسلمين عن تطبيق تعاليم الإسلام بشكل صحيح . ولقد كان رسول الله صلي الله عليه وسلم ينشيء الفهم الصحيح لحقوق العلاقة الزوجية ومراعاة حق الزوجة . حيث قال صلي الله عليه وسلم "خيركم خيركم لأهله. وأنا خيركم لأهلي". وقوله أيضاً "أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقاً وألطفهم بأهله".
وتشير الباحثة إلي أن العامل الثاني فيما تعانيه أسرنا هو: الأم الحاضرة الغائبة: الزوجة منصرفة عن مسؤولياتها الأسرية بشواغل مختلفة. نأخذ منها الأم المنشغلة بعملها عن أسرتها فلا يجد الزوج من زوجته العناية بشؤونه واحتياجاته. فهو إن عاد من عمله يجد الزوجة قد عادت في نفس الوقت مجهدة متعبة تبحث عن الراحة . ولا وقت عندها للسؤال عن الزوج أو الأولاد وما يحتاجونه . فتنشأ الخلافات ويبدأ الصراع في داخل الأسرة وتكتمل المشكلة بصراع الأدوار والتنافس بين الزوج والزوجة لأخذ كل منهما مكان الآخر وإن كان من الزوجة أظهر وأوضح خصوصا لدي كثير من الملتحقات بأعمال خارج المنزل. حيث تسعي إلي أن تكون هي ربان سفينة الأسرة. وهذا خلاف الفطرة التي قررها الله سبحانه وتعالي في القرآن الكريم: "الرجال قوامون علي النساء بما فضل الله بعضهم علي بعض وبما أنفقوا من أموالهم" "النساء :34" ويترتب علي هذا حصول النزاعات المتكررة علي كل صغيرة وكبيرة في أمور الحياة الزوجية . مما يمهد الطريق لحصول التفكك الأسري في هذه الأسرة وتؤكد الدراسات النفسية الأثر السلبي لصراع الأدوار علي استقرار الأسرة وقيامها بواجباتها نحو أفرادها بشكل صحيح وسليم هذه بعض الأمثلة علي وسائل الوقاية.
وعن علاج هذه الظواهر السلبية تؤكد الباحثة شيماء محمود أن الوسائل العلاجية التي يمكن استخدامها لعلاج مشكلة التفكك الأسري أولاها: المؤسسات الدينية
ونقصد بها كل المؤسسات الدينية المتاحة في المجتمع . كالمساجد والعلماء وهيئات الإفتاء.. فالمسجد. وهو المكان الذي يتردد عليه المسلم خمس مرات في اليوم والليلة يمكن أن يقدم فيها بيان لحقوق الزوجين في الإسلام. وكيف عالج الإسلام نماذج من المشكلات الأسرية في القرآن الكريم وفي سنة رسول الله صلي الله عليه وسلم وفي حياة الصحابة والتابعين ومن بعدهم من صالحي الأمة. كما أن علماء الشريعة من خلال تفاعلهم مع مشكلات الأسر التي تصلهم عن طريق الإذاعة أو التلفاز أو الصحافة. وعرضهم لرأي الإسلام في تلك المشكلات وخصوصا الجديد منها. يقدمون خدمة الناس هم بأمس الحاجة إليها. كما أن لقاءاتهم المباشرة مع الأفراد أو عبر الهاتف لها أثر كبير في حل العديد من المشكلات الأسرية قبل تفاقمها وتسببها في تفكك تلك الأسر المسلمة.
وثانيها المؤسسات التربوية:
وهي مؤسسات التربية والتعليم في المجتمع . حيث يقع عليها مسؤولية توفير برامج تلائم احتياجات الطلاب ومن ذلك توفير الأخصائيين النفسيين في المدارس. الذين يعملون علي فهم مشكلات الطلاب. والسعي لحلها بالاتصال بالوالدين ومناقشة المشكلة معهما "لأنهما أحياناً سبب المشكلة" فما يحدث في منزل الطالب من خلافات ونزاعات يؤثر عليه وعلي تحصيله العلمي وثالثها: المؤسسات الثقافية والإعلامية وهذه المؤسسات كما أنها تساهم في وقوع مشكلة التفكك من خلال برامجها وما يعرض فيها. يمكن أن تساهم في العلاج من خلال وعي القائمين عليها بمسؤولياتهم نحو الأفراد الذين يوجهون إليهم برامجهم فيمكن تقديم برامج وندوات حول عدد من المواضيع . مثل مقومات الأسرة المسلمة في العصر الحديث. حقوق الزوجين في الإسلام . السعادة الزوجية في المنظور الإسلامي . مشكلات أسرية معاصرة وحلولها من منظور إسلامي . كما يمكن طرح مثل هذه الموضوعات من خلال الكتب. وفي المجلات والصحف. وعلي مواقع في شبكة الإنترنت ويحرص علي برامج اللقاءات المباشرة. ورابعها: المؤسسات الخيرية: وهي المؤسسات التي يمكن أن تعين في حل مشكلات لها دور في التفكك الأسري . مثل المساعدة المادية والعينية للأسر الفقيرة. فالوضع الاقتصادي المتردي يؤدي إلي تصدع الأسرة وتفككها ونشاهد في عالمنا الإسلامي الدور الإيجابي الذي تقوم به تلك المؤسسات الخيرية في مجالات عدة ومنها الاهتمام بالأسر من حيث المسكن والغذاء واللباس والتعليم وهذه عناصر رئيسية لحياة كل أسرة والنقص فيها يخلق مشكلات داخل الأسرة وبين أفرادها. كما تستطيع تلك المؤسسات ان تبني مشاريع عديدة تساعد علي متطلبات الحياة المعاصرة المتزايدة . مثل تكاليف الزواج. والمساندة الاجتماعية للمتزوجين الجدد. ورعاية ضحايا الأسر المتفككة. خصوصا صغار السن منهم عن طريق دور مهيأة بكل الوسائل المعنية لعيش حياة مستقرة وسعيدة.
وتطالب الباحثة بدور مؤسسات الإرشاد الزواجي: وهي مؤسسات تهتم بكل ما يخص الأسرة في جميع مراحل دورة حياة الأسرة ففي التأسيس تقدم خدمات المشورة للراغبين في الزواج عن وصف للحياة الزوجية والحقوق الواجبة علي الزوجين . وتوقع حدوث الخلافات نتيجة الاختلافات الطبيعية بين الزوجين ونوعية التربية التي تلقاها كل منهما والظروف المحيطة بهما كما تقدم خدمات معالجة المشكلات التي تطرأ بعد الزواج بين الزوجين وتقترح الحلول المعينة علي تجاوز تلك المشكلات وتقدم برامج متخصصة لتنمية مهارات معينة لدي الزوجين لتجنب تفاقم المشكلات واستخدام الأساليب لحلها بطريقة تحافظ علي تماسك الأسرة وتربط أفرادها.
ويهدف الإرشاد الزوجي إلي:
تخفيف التوتر والقلق والعداوة بين الزوجين
وقف ردود الفعل العدائية في التفاعل الزواجي.
التعرف علي أسباب الصراع وتبصير الزوجين به.
تنمية الدافع عندهما لحل الصراع والتنافس الذي قد يحدث بينهما.
مساعدتهما علي توفيق آرائهما المختلفة والوصول إلي حلول وسط لتسوية الخلافات الناشئة بينهما.
تشجيع كل منهما علي التعبير عن همومه التي مصدرها البيت أو العمل والتعرف علي هموم الطرف الآخر.
مساعدتهما علي تحسين ظروفهما الأسرية التي لها علاقة بالخلافات.
مساعدة كل منهما علي تعديل مفهوم الذات . ومفهوم الزوج الآخر عنده. مما يجعله يحسن الظن به. ويتفاعل معه تفاعلاً إيجابياً حسناً.
القدوة والوفاء
يشير الشيخ عبدالله عبد الفتاح باحث بكلية الدعوة الإسلامية جامعة الأزهر وإمام وخطيب بوزارة الأوقاف- إلي أن النبي صلي الله عليه وسلم اتصف بصفات ليست في كل الناس وإن كان هو من الناس وتضمنت حياته نماذج رائعة اشتملت علي أنبل دروس الإنسانية ومن هذه الدروس والنماذج تعلمه مع زوجاته وأولاده وأهل بيته فقد كان نموذجاً للحب والاحترام المتبادل لزوجاته واخلاصه لهن وحينما سأله عمرو بن العاص من أحب الناس إليك؟
قال: عائشة ولم يكن في هذا الكلام ما يجعل النبي أن يخجل أن يسمع الناس منه ذلك وينقلوه عنه في كل زمان ومكان بل إنه كان يحتفظ بحب وإخلاص لزوجاته ولو بعد أمد طويل حتي بعد أن تتوفي ويتزوج عليها فحينما حاولت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها استكشاف مكانة السيدة خديجة عند النبي بعد وفاتها فلم يسعه الا أن يذكرها بخير وبر فقال لها: آمنت بي اذ كفر بي الناس وصدقتني إذ كذبني الناس وواستني بمالها إذ حرمني الناس ورزقني الله عز وجل منها الولد ولم يرزقني من غيرها وواستني حين جفاني الناس. وفي هذا درس بليغ للأزواج الذين ينسون تضحيات زوجاتهم معهم والدور الذي تحملوه مشاركة للزوج في سير عجلة الحياة أو ينكرون ذلك أو ينسبون الفضل لأنفسهم.
وقال: النبي الذي أمرنا ربنا في القرآن الكريم أن نطيعه قائلاً "واطيعوا الله واطيعوا الرسول" وفي آية أخري جعله مثلا للمؤمنين قال تعالي :"لقد كان لكم في رسول الله أسوةپحسنة" فكم من الأزواج في هذا العصر لا يعرفون لهذه الأسوة معني في القلب ولا لتلك القدوة تطبيقا في البيت ولا تعطر الالسن بين الناس وكم من البيوت يكون خرابها بسبب عدم ذكر الجميل وكم من الأولاد يحرمون من عطفة الأب ويعانون من الشقاق والنزاع بين الزوجين وذلك لأن الزوج يتكبر أو تأخذه العزة بالإثم في عدم الاعتراف لزوجته بالحب أو الفضل أو الإحسان إليها بعد وفاتها.
كان النبي حسن العشرة دائم البشر مع زوجاته حريصاً علي إدخال السرور إلي نفوسهن فيجلس إليهم ويأكل معهن ويحادثهن ويمازحهن ويستمع إليهن ويشاورهن ويطمئن عليهن بل ويتغاضي عن تقصيرهن وأخطائهن في بعض الأمور عملا بقول الله تعالي : وعاشروهن بالمعروف وعسي أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيراً كثيراً".
أوضح الشيخ عبدالله أننا لا يمكن أن ننسي عندما دعي الرسول زوجته السيدة عائشة إلي مشاهدة الأحباس وهم يرقصون خارج المسجد فجعلها تضع خدها علي منكبه وهو يسترها بردائه ومكثت طويلا علي تلك الحال من النظر والرؤية وهو يقول لها بلسان الحب والاحترام والحرص علي ارضائها أما شبعت؟ فتقول له رضي الله عنها : لا حتي انصرف كل الناس فانصرفت هي.. أين هذا من الأزواج الآن عندما يعرف ما تحبه زوجته فيلبي لها رغبتها ولو كلفه ذلك التضحية بالوقت أو المال فأين المسلمون المصريون من هذا الخلق؟
وقال:كان النبي يستشير زوجاته فيما يخص الأمة الإسلامية كلها لييعطي لنا المثل أن المرأة ربما تكون زوجة صالحة وناصحة أمينة ويؤخذ برأيها في صعاب الأمور وتجلس ذلك عندما أخذ برأي السيدة أم سلمة في صلح الحديبية وذلك عندما واففق النبي علي شروط الصلح مع المشركين والتي كانت في نظر بعض المسلمين شروطا مجحفة لكنه بنظر الحصيفة وافق عليها وأمر المسلمين أن يعودوا حيث جاءوا ويذبحوا هديهم ويحلقوا رؤوسهم ويتحللوا من إجرامهم فما كان من الصحابة ألا أن امتنعوا عن تنفيذ هذا الأمر ولم يكن امتناعهم اعتراضا علي أمر رسول الله ولكن حبا في رؤية البيت الذي أصبح علي مقربة منهم فغضب حتي دخل علي زوجته أم سلمة فقالت له يا رسول الله ما الذي أغضبك قال لها: هلك الناس يا أم سلمة قالت: وما الذي أهلكهم قال: أمرتهم فلم يأتمروا قالت : ألا أشير عليك يا رسول الله قال بلي قالت اخرج إليهم ولا تتحدث معهم وقم بالتحلل من احرامك وقم بذبح هديك وادع الحلاق أن يحلق شعرك أو قصره فهم إن أولا فعلت ذلك فعلوا مثلك فما كان من النبي إلا تنفيذ هذه المشوره الأمر الذي جعل المسلمين جميعا يبادرون بفعل ما فعله النبي. وبذلك نري أن النبي أعطي المثل والأسوة والقدوة للمسلمين في كل زمان ومكان في احترام رأي زوجاته ورأي المرأة عامة فأين لمسلمي العصر هذه القدوة وتلك الأسوة.
وكان النبي ينادي زوجاته وكان قدوة في تطبيق ما يسمي في عصرنا الحاضر "بالبرستيج" فكان يسحب الناقة أحياناً لزوجاته بل ان من معاني الوفاء للزوجات أن أمر المسلمين في آخر حياته بالوصية لهن فقال:"استوصوا بالنساء خيراً وقال خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي".
وأستعرض الشيخ عبدالله جوانب أخري من سيرته صلي الله عليه وسلم علي المستوي الأسري قائلا وتجلت معاملة النبي مع أولاده بل وأحفاده بالعديد من المظاهر الكريمة الرحيمة من فرحة بولادتهم وحبه لهم ورحمته عليهم وممازحته إياهم فقد كان إذا ولد له مولود اذن في اذنه اليمني وأقام الصلاة في أذنه اليسري ليكون أول ما يطرق سمع الولد في الدنيا تمجيد الله وتعظيمه ويحنكه بشيء حلو كالتمر ويسميه باسم جميل ويذبح عنه عقيقته ويختن الصبي ويحلق رأسه ويتصدق بوزن شعر رأسه وكان أرحم الناس بالصغار يمسح رؤوسهم ويقبلهم ويداعبهم ويحملهم بين يديه وينفق عليهم ويسوي بينهم في العطية وكان يقبل ابنه إبراهيم ويشم رائحته وحمل حفيدته إمامة بنت زينب وهو يصلي رحمة ببكائها بل كان يخطب علي المنبر ذات مرة ووجد الحسن والحسين يمشيان علي الأرض يتخطيان صفوف المسلمين ليصل اإليه فهم بالنزول من علي المنبر وحملهما علي يديه وكتفيه وقال هذه أكبادنا تمشي علي الأرض.
بل والأعجب من ذلك عندما كان يجلس مع بعض أصحابه فقبل حفيده الحسن بن علي فتعجب الأقرع بن حابس وهو يجلس فقال له : والله يا رسول الله أن لي عشرة من الولد ما قبلت واحدا منهم فقال رسول الله ومالي إذا كان الله عز وجل قد نزع الرحمةپمن قلبك من لا يرحم لا يرحم.
وأنهي كلامه قائلا اهتم النبي بتربية الأولاد علي السلوك والعادات الصحية السليمة وعلمهم كتمان الأسرار واحترام الآخريين وفي هذا تفهم لنفسية الأطفال واحترام مشاعرهم وتدريبهم علي تحمل المسئولية.
ونريد أن نختم بموقف جياش يحمل أجمل معاني الرومانسية والعاطفة الجياشة من النبي تجاه زوجاته وأولاده فها هو يقول للسيدة عائشة والله أنني لأعرف اذ كنت علي غضبي أو علي راضية فقالت: كيف يارسول الله؟ قال إذا كنت علي غضبي تقولين لا ورب إبراهيم وإذا كنت علي راضية تقولين لا ورب محمد.. فقالت هو ذاك يا رسول الله فأني للمسلمين هذه المعاني الإسلامية النبيلة التي افتقدنا الكثير منها في عصرنا والتي تعاني البيوت من فقدها ويهم الأزواج في فضح أسرار الآخر مما يكون من أثاره خراب البيت ودماره ولا يتحمل البعض شيئاً من القصور في الآخر.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.