لم يكن مولده صلي الله عليه وسلم مولد فرد. بل كان مولد أمة. فقد صنعه الله علي عينه منذ ولد. وصنع هو أمته علي عينه منذ بعث. وتولي ربه تأديبه فأحسن أدبه وربي هو الأمة فأحسن تربيتها. فلم يشهد التاريخ مربياً ربي الناس وأيقظ النفوس وأحيا القلوب وأنقذ البشرية من الجاهلية الأولي كمحمد صلي الله عليه وسلم فكل ما سبق من النبيين أدي رسالته علي أكمل وجه. ووقفت رسالته عند حد معين.. أما رسالة محمد صلي الله عليه وسلم فلا يحدها حد. فهي رسالة عامة لا خاصة "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين". في هذه المناسبة الرائعة نري المسلمين يحتفلون في هذا الشهر الكريم بذكري ميلاده صلي الله عليه وسلم بالكلمات والشعارات يحتفلون بالأقوال لا الأفعال يحتفلون بالآمال لا الأعمال يحتفلون بأكل الحلوي في الحلقات والحضرات ونسوا أو تناسوا ان أفضل احتفال وأعظم احتفاء وأجل تكريم لرسولنا العظيم هو ان نقوم بأداء حقوقه علينا. فإن لنبينا صلي الله عليه وسلم حقوقاً عظيمة أمر بها الله سبحانه وتعالي وهي الايمان به ومحبته ومبايعته وطاعته والاقتداء به وتوفيره وتعظيم شأنه ووجوب النصح له. ومحبة أهل بيته وصحابته والصلاة عليه وقد بينت الآيات القرآنية العديدة حقوق النبي صلي الله عليه وسلم علينا.. فهل التزمنا بها هل أدينا حقوقه علينا ونحن نحتفل بذاكراه الطيبة العطرة بالأقوال لا الأفعال!! انه لشرف عظيم لنا يا سيدي يا رسول الله ونحن في ذكراك العطرة ان نكون من اتباعك وان تكون من أمتك. فأنت رسولنا وأنت نبينا وأنت حبيبنا وأنت عظيمنا وأنت قائدنا وأنت قدوتنا وأنت صاحب المقام المحمود والحوض المورود واللواء المعقود وأنت الذي اصطفاك الله واجتباك وأنت المصطفي والمجتبي وأنت الذي من الله علينا برسالتك. *** وختاماً: قال الله تعالي: "لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم" التوبة آية "128".