يقول تعالي في كتابه العزيز: "ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون" الروم: 21 فالأساس الأول للزواج هو المودة والرحمة والسكن كما أشار الله تعالي في كتابه الكريم وفي هذا يقول صلي الله عليه وسلم "الدنيا متاع وخير متاعها المرأة الصالحة" رواه عبدالله بن عمر. وأخرجه مسلم في صحيحه. حقوق الزوجين علي زوجها: وإذا كان أساس الزواج في الإسلام أن يقوم أولا علي المودة والرحمة إلا أن هناك حقوقا تجاه كل منهما نحو الآخر أما الزورجة فلها علي زوجها حقوق منها حسن المعاملة وحسن الخلق وأن يكون خيره لأهله أولا. وأن ينفق عليها من سعته في طعامها وشرابها وكسوتها وكل أساسيات الحياة. وقد ورد في نصوص القرآن الكريم ما يعضد ذلك. من ذلك قوله تعالي: "وعاشروهن بالمعروف فإن كرهتموهن فعسي أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا" النساء: 19 أي أنه في حالة عدم وجود المودة فينبغي أن تكون المعاملة بين الزوجين بالحسني يقول تعالي: "فأمسكوهن بمعروف أو فارقوهن بمعروف" الطلاق:.2 كما قال تعالي: "لينفق ذو سعة من سعته ومن قدر عليه رزقه لينفق مما أتاه الله لا يكلف الله نفسا إلا ما أتاها سيجعل الله بعد عسر يسرا" الطلاق: 7 وقد وردت عدة أحاديث عن رسول الله صلي الله عليه وسلم تحض الأزواج علي معاملة نسائهم بالود والمعاملة الكريمة منها قوله صلي الله عليه وسلم في حديث رواه عن ابن عباس قال: "خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي" كما روت الحديث عائشة رضي الله عنها وأخرجه ابن ماجة في كتاب النكاح. ومنها ما ذكرناه عن وصاياه صلي الله عليه وسلم بالنساء في حجة الوداع ونضيف هنا قوله صلي الله عليه وسلم في حديث رواه عنه أبوهريرة "استوصوا بالنساء خيرا فإنهن خلقن من ضلع وإن أعوج مافي الضلع علاه فإن ذهبت تقيمه كسرته. وأن تركته لم يزل أعوج. فاستوصوا بالنساء خيرا" أي عاملوهن برفق أخرجه البخاري ومسلم وهنا نشير إلي أن انحناء النساء علي أولادهن وتربيتهن وحنانهن جعلهن علي هذه الحال فهذه طبيعة المرأة. وكان صلي الله عليه وسلم يوصي بالمرأة فكان يقول "رفقا بالقوارير" كما كان يقول "ما أطعمت زوجتك فهو لك صدقة.." أخرجه أحمد في مسنده وكان يقول صلي الله عليه وسلم "ما أكرمهن إلا كريم وما أهانهن إلا لئيم" وهناك الكثير من أحاديث رسول الله صلي الله عليه وسلم في هذا الصدد فأين هذا مما يحدث أحيانا من بعض الرجال في معاملتهن لنسائهم في عصرنا الحاضر. وفي العدد القادم "حقوق الزوج علي زوجته".